Author

كيف تلغي آثار التدخين؟

|

شاهدت هذه العبارة الغريبة العجيبة في إعلان لإحدى الشركات التي أظنها لم تحسن اختيارها للأسف. عندما نتجول في العالم ونشاهد كم الحرب التي تقودها الدول لآفة التدخين ومحاولات المواطنين الجادة في التخلص من العادة الخطيرة، نعلم أن هناك كثيرا من العمل الجاد الذي نحتاج إليه لمقاومة فاعلة لآفة التدخين لحماية المجتمعات حاضرا ومستقبلا. 
تواجه دول العالم التدخين بقوة وتحاربه بكل الوسائل المتاحة، ولقد شاهدت مدنا يجرم فيها التدخين، وهذا تقدير واقعي لخطورة التدخين على كل مكونات الدولة، وأهمها الإنسان الذي يفعل به التدخين ما لا يفعله غيره. سواء تحدثنا عن الحال الواقع أو عن المستقبل الذي سيكون مليئا بالآلام والمرض والمعاناة إن لم نتمكن من إخراج هذا الوباء من المجتمعات.
السؤال الملح هو، لماذا لا تمنع صناعة السجائر وما في حكمها بتاتا؟
لم أجد من يفند هذا الأمر من السياسيين والاقتصاديين والأطباء الذين هم المؤثرون في هذه السلسلة من أصحاب القرار بحكم معرفتهم الأساسية بالخطر الكامن وراء هذه السيجارة التي “يستبسطها” بعض الصغار لتصبح ولعا يدمر حياتهم ومستقبلهم حتى لقاءاتهم وأحاديثهم وعلاقاتهم الاجتماعية.
أقول ما قلت وأنا أشاهد الواقع الذي تعيشه كثير من المدن التي قررت منع بيع السجائر في شوارعها، لأجد التجربة ناجحة بشكل يدعو إلى الدهشة. ففي هذه المدن لا تشاهد السيجارة ولا تشم رائحتها أبدا، وهذان أمران من أهم المؤثرات في الصغار والكبار الذين يتولعون بهذه الآفة.
صحيح أن لدينا تجربة بسيطة في مدينة مكة المكرمة، لكنها لم تحقق الهدف الصحي الذي نبحث عنه والمتمثل في امتناع الجميع عن التدخين وتصفية الشوارع الرئات منه. إن استمرار مثل هذا الإعلان الخادع في مواقع الإنترنت حتى في الشوارع أمر خطير يجب ألا نقبله، فالتدخين خطر لا يمكن أن تستخدم أدوات الزينة والمكياج البسيطة لتلغي أثره على حياة الناس، بل إن من يعتقد أن زوال آثار التدخين سيأتي بكل سهولة واهم في واقع الأمر، فالآثار السيئة التي يحدثها التدخين مع الوقت تتجاوز مجرد ضيق التنفس وتغير اللون وفقدان الوزن وغيرها من العلامات التي يعرفها الجميع.
التدخين مؤسس مهم لفقدان المناعة، ويؤدي إلى حالة من التراخي في مختلف مكونات الجسم العضوية والعصبية، وهو مع هذا وذاك جالب للنفور من المدخن بسبب الروائح الكريهة التي يحدثها استخدام السيجارة، وليس هناك ما يقلل آثاره سوى تركه بالكلية.

إنشرها