FINANCIAL TIMES

رغم صمود "أبل" .. الصين تدير ظهرها لغلاء "آيفون"

رغم صمود "أبل" .. الصين تدير ظهرها لغلاء "آيفون"

رغم صمود "أبل" .. الصين تدير ظهرها لغلاء "آيفون"

قد تتعرض شركة أبل أيضا للخطر من رد فعل وطني في الصين، إذا ما ساءت التوترات بين بكين وواشنطن في عام 2019.
مع ذلك، فإن الخطر الملموس أكثر هو كيفية الحفاظ على قبضتها على النهاية الفخمة لسوق تتراجع، يحتفظ فيها المستهلكون بأجهزتهم لفترة أطول.
يشير أحدث استبيان لدينا شارك فيه ألف مستهلك في المناطق الحضرية إلى أن العلامة التجارية لشركة أبل صامدة مقابل الأسماء المحلية منخفضة التكلفة، التي تعمل بنظام الأندرويد.
تشير النتائج أيضا إلى أن شركة أبل، التي لا تزال تستمد نحو 60 في المائة من مبيعاتها من بيع جهاز آيفون، لا تستطيع الاستمرار بالاعتماد على رغبة المستهلكين للترقية إلى أحدث وأكبر طرازاتها – وأكثرها كلفة.
نحو 30 في المائة من المشاركين في الاستبيان قالوا إن جهاز آيفون سيكون هاتفهم الذكي التالي، بارتفاع من 24 في المائة العام الماضي.
أما شركة هواوي فحافظت على مكانتها الرائدة، حيث اختار عدد أقل من المستهلكين الشركات المنافسة، التي تعمل بنظام الأندرويد مثل تشياومي وأوبو.
في حين أن هذا يُشير إلى شركة أبل تعززت من إطلاق أحدث أجهزتها، إلا أن 40.7 في المائة من الذين قالوا إنهم سيشترون جهاز آيفون في المرحلة التالية، أضافوا إنه سيكون من طرازي إكس إس XS أو آر إس XR المطروحين في الربع الثالث من العام.
في المقابل، فإن هناك ثلاثة أرباع من المشترين المحتملين قالوا إنهم سيشترون أيا من جهازي آيفون 7 أو 7 بلاس، عندما تم إطلاقهما في عام 2016، و65 في المائة قالوا العام الماضي إنهم سيشترون جهاز آيفون 8 أو إكس، في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن تلك الأجهزة. (تحاول شركة أبل إزالة الحظر على مبيعات طرازاتها الأقدم في الصين، كجزء من معركة مع شركة كوالكوم بشأن انتهاك براءة الاختراع).

عدم شراء الأجهزة مرتفعة الأسعار

قد تكون التكلفة حاجزا كبيرا أمام بيع الأجهزة. لقد نجحت شركة أبل في اختبار طلب المستهلكين على هاتف ذكي بقيمة ألف دولار مع جهاز آيفون إكس العام الماضي.
على الرغم من التقارير الأولية عن مبيعات مخيبة للآمال، إلا أن الجهاز المُعاد تصميمه منح إيرادات شركة أبل في الربع الثاني من العام دفعة قوية، ووضع الصين في سبيلها لتجاوز أوروبا باعتبارها ثاني أكبر سوق للشركة.
كما أظهرت النتائج أيضا أن شركة أبل تصبح أول شركة بقيمة تريليون دولار في العالم من حيث القيمة السوقية.
أحدث الطرازات التي قد تكون بتكلفة تصل إلى 12799 رنمينبيا (1856 دولارا) للشراء مباشرة من شركة أبل، قد تكون نقطة سعر عالية فوق الحد، خاصة في اقتصاد يتباطأ.
1.1 في المائة فقط من المستجيبين قالوا إنهم على استعداد لإنفاق أكثر من عشرة آلاف رنمينبي على هاتف ذكي جديد، بينما قال 61 في المائة إنهم سيدفعون ما يصل إلى 3999 رنمينبيا، لا أكثر.
هذا هو نطاق السعر لمجموعة من العلامات التجارية الناشئة مثل أوبو، وتشياومي، ووانبلاس، التي استفادت من المكونات المتاحة الرخيصة لتضييق الفجوة التكنولوجية مع شركة أبل، وحافظت على تكاليف منخفضة من خلال نماذج التوزيع المبتكرة. الأسعار حتى 6000 رنمينبي تُهيمن عليها شركة هواوي، شركة معدات الاتصالات العملاقة القائمة في شينزن، التي تقع حاليا في مرمى نيران الحكومات الغربية.
في غياب تقنيات جديدة مثيرة للاهتمام – الكاميرات الأفضل، والرموز التعبيرية المتحركة، والتعرف على البصمة داخل الشاشة، وهي تحسينات متكررة – يشعر المستهلكون بإلحاح أقل للترقية إلى شراء الأجهزة الأحدث.
نحو نصف المستهلكين قالوا إنهم ينتظرون الآن أكثر من 18 شهرا قبل الترقية، بارتفاع من أكثر من 40 في المائة بقليل قبل عامين.
علاوة على ذلك، فإن 62 في المائة قالوا إنهم اختاروا ترقية أخرى، لأن أداء طرازاتهم القديمة كان متدهورا للغاية أو أنها فُقدت أو كُسرت، مقابل ثلث قالوا إنهم أرادوا الحصول على التكنولوجيا الأحدث.
هذا ما يساعد في تفسير سبب تراجع سوق الهواتف الذكية الصينية – والعالمية. أفادت الحكومة أن شحنات الهواتف في الصين انخفضت بنسبة 15.4 في المائة، بالمعدل السنوي في الأشهر الـ 11 الأولى من عام 2018، بينما نحو بنسبة 73 في المائة من المستهلكين في المناطق الحضرية الآن، يصلون إلى الإنترنت عن طريق الأجهزة الخلوية، وهو ما يُشير إلى حالة من التشبع.

الصمود
بالنظر إلى حالة السوق، الانخفاض بنسبة 12.9 في المائة بالمعدل السنوي في الأشهر الـ 11 الأولى لشحنات أجهزة الآيفون، بحسب تقديرات شركة الأبحاث آي دي سي IDC يشير إلى أن شركة أبل تظل صامدة.
ثلاثة أرباع مستخدمي أجهزة آيفون الحاليين قالوا إنهم سيبقون مع شركة أبل لهاتفهم الذكي التالي، وهذا إلى حد بعيد هو أقوى علامة على الولاء بين العلامات التجارية في دراستنا.
هذا الولاء مدعوم من الاستقرار والأمن الواضحين لنظام تشغيل آي أو إس الفريد لشركة أبل. فضلا عن خدمة ما بعد البيع في الشركة. تم اعتبار نظام التشغيل والبرمجيات باعتبارهما العاملين الأكثر أهمية في اختيار أي هاتف ذكي، وذلك وفقا للنتائج الإجمالية، فيما تم اعتبار هذه العوامل بأنها الأكثر أهمية بين مشتري جهاز آيفون.
العجز التكنولوجي الوحيد لشركة أبل هو عدم قدرة أجهزة آيفون الأقدم على حمل شريحتين (55 في المائة من المُستجيبين قالوا إنهم يستخدمون شريحتين في الوقت نفسه).
كما تواجه شركة أبل في الصين خطر تفاقم التوترات الثنائية بين الولايات المتحدة والصين. غضب الحكومة حول اعتقال مينج وانزهو بتهمة الاحتيال من الولايات المتحدة يُركز على كندا، التي احتجزت كبيرة الإداريين الماليين لشركة هواوي، وابنة مؤسس الشركة في الأول من كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
الجهود الشعبية لتعزيز منتجات شركة هواوي على حساب شركة أبل تم عزلها؛ على الرغم من أن أغلبية المستهلكين قالوا إنهم مستعدون لمقاطعة البضائع الأمريكية، إلا أن هناك اعترافا أيضا بأن شركة أبل هي صاحب عمل ومُساهم كبير في الاقتصاد الصيني (تدعي شركة أبل أن نظامها البيئي يدعم 4.8 مليون وظيفة في الصين، بما في ذلك 1.8 مليون مصمم تطبيقات نظام التشغيل آي أو إس).
إن من شأن أي حرب تجارية شاملة بين العملاقين، أي النسر الأمريكي والتنين الصيني، من شأنها تشجيع المستهلكين على الانتقال إلى نظام الأندرويد، بالتالي فإن انخفاض الرغبة في الحصول على الهواتف المُكلفة ودورات الترقية الأطول، هي ما يشكل التهديد الأكبر، في واقع الأمر.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES