الطاقة- النفط

ضغوط البيع على النفط تتلاشى من المضاربين مع صعود المشتريات طويلة الأجل

ضغوط البيع على النفط تتلاشى من المضاربين مع صعود المشتريات طويلة الأجل

توقع بنك كومرتس بنك الألماني، أن يستقر خام برنت عند 60 دولارا للبرميل بفضل احتمال خفض إنتاج "أوبك +" في أوائل عام 2019، مشيرا إلى أنه على ما يبدو أن ضغط البيع من المضاربين يتلاشى مع صعود المراكز طويلة الأجل على خام برنت بشكل طفيف للمرة الأولى في 11 أسبوعا "وهو الفرق بين العقود المضاربة على ارتفاع أسعار النفط وبين المضاربة على هبوطها".
ورجح تقرير للبنك استفادة السوق من انخفاض طفيف في عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة، وفقا لـ "بيكر هيوز" يوم الجمعة الماضي حيث انخفض عدد منصات النفط الأمريكية النشطة للأسبوع الثاني على التوالي إلى 873 للأسبوع المنتهي في 14 كانون الأول (ديسمبر) الجاري.
ولفت التقرير إلى أن الصورة العامة تركت السوق تتذبذب في الفترات الأخيرة بسبب بعض الشكوك في أن حجم تخفيضات الإنتاج سيكون كافيا لإعادة موازنة أسواق النفط العالمية وذلك بالنظر إلى أن وتيرة الإنتاج الصخري الأمريكي تستمر في الزيادة، موضحا أن المخاوف من أن العام المقبل سيشهد حالة من التباطؤ الاقتصادي العالمي، تغذيها جزئيا النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
من جهتها، أكد تقرير لوكالة "بلاتس" للمعلومات النفطية أن سوق النفط تتحسن، حيث تميل إلى الثبات والاستقرار على خلفية التخفيضات المتوقعة من قبل منظمة "أوبك" والشركاء إلى الإنتاج في عام 2019، حتى مع بقاء الصورة العامة مختلطة بعض الشيء.
وقال تقرير حديث للوكالة "إن هذا الأسبوع ستراقب السوق أحدث مجموعة من بيانات مخزونات النفط الأسبوعية للولايات المتحدة اليوم وغدا، التي ستشير إلى وتيرة الإنتاج الأمريكي الحالية.
وفي سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى الاستقرار في مستهل تعاملات الأسبوع على الرغم من ضغوط تخمة المعروض والمخاوف على تباطؤ النمو الاقتصادي.
ويدعم صعود الأسعار جهود "أوبك" وخارجها في تقليص المعروض لتحفيز الأسعار مجددا على الصعود وعلاج غياب التوازن بين العرض والطلب.
وفي هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية" جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد ايه أف " في كرواتيا، "إن ضغوط الإنتاج الأمريكي واسعة على سوق النفط، وهو ما أدى إلى استمرار تراجع الأسعار على الرغم من تخفيضات "أوبك" وخارجها التي يرى البعض أنها ربما تكون أقل من التأثير في تخمة المعروض الواسعة في السوق النفطية".
وأشار إلى الدور السعودي المستمر والقوي في استعادة الاستقرار في السوق، وتقليص المخزونات العالمية التي يساعد تقلصها على انتعاش الأسعار وتحفيز الأسعار على التماسك وتقليل الفجوة بين العرض والطلب.
من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية" ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن العرض يواجه مخاطر مرتفعة، ما أدى إلى تخفيض عديد من المؤسسات المالية والمصارف لتوقعات الأسعار في العام الجديد ومنها البنك الروسي المركزي الذي رجح مستوى 55 دولارا للبرميل.
وأوضح أن طفرة الإنتاج الأمريكي جعلت من الصعب التنبؤ بمستوى الإمدادات في السوق، مشيرا إلى أن اتفاق "أوبك" يحد من تخمة المعروض، لكن من المرجح أن تستمر بعض الوقت لحين استعادة التوازن. ولفت إلى أن ارتفاع الأسعار سيحفز على زيادة الإنتاج الأمريكي وازدهار أنشطة الحفر.
من ناحيتها، قالت لـ "الاقتصادية" تقول جينج اكسو محللة شؤون الطاقة الصينية، "إن السوق ما زالت متخمة بالمعروض، وإن توقعات نمو الأسعار باتت محدودة، وقد يتطلب الأمر تخفيضات إضافية من دول "أوبك" وحلفائهم لتعضيد السوق، خاصة أن عام 2019 فيه تحديات كبيرة".
وأشارت إلى أن السوق تتطلع إلى التحالف الاستراتيجي الجديد لكبار المنتجين واتضاح المعالم بشأن احتمال تشكيل منظمة جديدة تجمع دول "أوبك" وروسيا وعددا من المستقلين إلى جانب دور هذا التحالف في التعامل مع الطفرات المتلاحقة من إمدادات النفط الصخري بعد التغلب على اختناقات خطوط الأنابيب، مشيرة إلى قوة الطلب من الصين على الرغم من بعض التباطؤ المؤقت.
وفيما يخص الأسعار، استقرت أسعار النفط أمس، بعد أن تراجعت 2 في المائة في الجلسة السابقة لكنها ظلت تحت ضغط وسط تباطؤ اقتصادات كبرى ومخاوف من تخمة في المعروض.
وبحسب "رويترز"، فإنه بحلول الساعة 0722 بتوقيت جرينتش سجلت العقود الآجلة لخام برنت 60.31 دولار للبرميل مرتفعة ثلاثة سنتات بما يوازي 0.05 في المائة على سعر آخر إغلاق.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 50.27 دولار مرتفعا سبعة سنتات أو 0.14 في المائة.
وما زال النمو المستمر لإنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة يضغط على أسعار النفط بينما يشكك المحللون في أن يكون الخفض المزمع للإنتاج الذي تقوده منظمة "أوبك" كافيا لإعادة التوازن للسوق.
واتفقت "أوبك" وحلفاؤها بقيادة روسيا على خفض الإنتاج في كانون الثاني (يناير) المقبل، على أن تجري مراجعة الخطوة في اجتماع نيسان (أبريل) 2018.
وتراجعت المعنويات تجاه النفط وفئات الأصول الأخرى نتيجة زيادة المخاوف إزاء ضعف النمو في أسواق كبرى مثل الصين وأوروبا.
وارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 59.07 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي، مقابل 58.67 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 15 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق عدة تقلبات سابقة، كما أن السلة استقرت نسبيا مقارنة بنفس اليوم من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 59.72 دولار للبرميل".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط