Author

وحدة الوطن

|
نعيش في هذه الأيام حالة من الانتهازية والاستهداف الواضح للمملكة وكل ما تمثله من القيم الإسلامية الراسخة. هذا الاستهداف يأتي من جهات شتى وكأنها تتفق في غرف مظلمة وترسم لتفريق اجتماع صنعته مبادئ وقيم لا ينتمي إليها أي من هؤلاء المتهكمين والصيادين في الظلمات. يبدو العمل الذي نشاهده منظما بشكل يجعلنا نتساءل، أين كان هؤلاء؟ ومن أين أتوا بمؤامراتهم؟ وكيف يصنعون تحالفاتهم ضد هذا البلد الذي يفتخر ويبني كل قراراته وخططه على رؤية تضع القيم الإسلامية والمبادئ الشرعية في المركز الأول والأهم؟ هؤلاء في الغالب بعيدون كل البعد عما ينظرون إليه ويطالبوننا به، هم مجموعات يستغلون الإعلام ومواقع التواصل في تطبيق محاولات النيل من الاجتماع والوحدة، حتى وهم يلاحظون اجتماع الكلمة ووحدة الصف، يتقصدون النائية ويحاولون البناء على تجميع الشواذ لتدمير أفكارهم، وتغيير معتقداتهم، بل وتأليبهم لينشئوا بذلك حالة من الكساد لبضاعتهم عندما يكتشفون الرفض العارم لها. الحكمة في التعاطي التي نشاهدها من المواطن السعودي، جعلت المهمة أصعب بكثير ليتجه المحاربون إلى محاولة نشر السمعة السيئة عن المملكة في العالم الإسلامي، محاولات تستغل كل ما يصل إلى أيدي أصحابها من الأحداث التي تفندها الوقائع، لكنها تؤثر في العوام ممن لا يعرفون هذه البلاد ولا يدركون حجم تعلقها وتعلق شعبها وقيادتها بالشريعة الإسلامية وتطبيقها، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تفعل ذلك، حتى من صموا آذاننا بالخطب النارية والدعوات الكاذبة للوحدة الإسلامية، انكشفوا وأصبحوا يبحثون عن أي غطاء لستر عوراتهم. تقع البلاد اليوم في مرمى مؤامرات عديدة، وهي في حاجة لحالة من التكاتف لحماية كل مكوناتها، ذلك أننا لا يمكن أن نغفل أن وحدة هذا الوطن ما هي إلا ممثلة لحقيقة الوحدة الإسلامية التي لا يمكن أن ينسى أحد ماضيها ومآسي من عاشوا قرونا فيها تحت سيطرة من يبحثون عن الكسب على حساب أمن كل مكوناتها. الأمن الذي نعيشه اليوم لا يمكن أن يحميه سوى المولى - جلت قدرته - ثم التعاون الذي يبذله الجميع في المحافظة على بعضنا ورفض كل من يحاول أن يسيء لوحدتنا التي حققها الملك عبدالعزيز وحافظ عليها أبناؤه من بعده.
إنشرها