Author

خيارات الحياة

|
ينقل عن الرئيس الأمريكي روزفلت أنه قال في خطاب تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة مقولته الشهيرة "لا يوجد ما يستحق أن نخاف منه سوى الخوف نفسه". هذه المقولة التي حملها الأمريكان كجزء من هوية البلاد خلال الحرب العالمية الثانية، والتي اندفعوا بها لتحقيق نصر تاريخي جعلهم القطب الأقوى، رغم محاولات الاتحاد السوفياتي أن يتغلب عليهم خلال عقود من الحرب الباردة التي أعقبت الحرب العالمية. هذه المقولة هي ما يجب أن نستحضره ونحن نواجه تحديات الحياة، وهي الدليل الذي يرشدنا إلى ما نفعله عندما نشعر بصعوبة ما نهدف لتحقيقه. تقول مستشارة الأمن القومي الأمريكي السابقة، التي تقلدت بعدها منصب وزيرة الخارجية كونداليزا رايس: كلما شعرت بالخوف من قرار، اتخذته حتى لا أكون ضحية الخوف. هذه النظرية التي يمكن أن نطبقها على كثير من أمور حياتنا هي ما يجب أن نبادره ونحن نشاهد الفرص المتاحة التي تفوتنا بسبب الخوف من الإقدام والمواجهة. اتخاذ القرارات الصائبة يستدعي مناقشة واعية وعلمية، لكنه يستدعي في أحيان كثيرة المبادرة المفقودة في الفكر والتكوين البيئي لكثير من المجتمعات، هنا نتذكر دوما أن القرار يبنى عادة على حسابات متحفظة، وهي ما تدفعنا لتوقع القليل وليس المنطقي المتوافق مع قدراتنا وإمكاناتنا. هذا يدل على أن هناك مجموعة من المسؤوليات الذهنية والتربوية المطلوبة ممن يصنعون أجيال الغد بدفعهم للتعرف على مكامن قوتهم واستغلالها بالشكل الأمثل للوصول إلى أعلى ما يمكن أن يحققه الواحد منا. هذه التعديلات الفكرية والتربوية ستنتج أجيالا عبقرية قادرة على الاكتشاف والإبداع. المسؤولية التالية تقع على مكونات سوق العمل ومراكز البحث التي يجب أن تفتح المجال أمام الطامحين بالدفع بقدراتهم نحو الأعلى. البحث ضمن مكونات المجتمع الصغير والكبير عن الطامحين وأصحاب الهمم العالية سيكون الوسيلة المهمة لإيجاد البيئة المشجعة والمستفزة للإبداع، لينتج المظهر والسمعة العالية لكل المكونات من خلال ما يتحقق في المجتمع ككل. تحاول الدول أن تنتج هكذا بيئة ومن الأمثلة المعروفة برامج التميز وجوائز الإبداع المؤسسي والفردي. ثبت نجاح هذه الوسائل الداعمة للتجربة والشجاعة في مواجهة متغيرات وتحديات الحياة بل والدفع نحو الأمام في أكثر من دولة في مختلف قارات العالم، المهم أن نحاول ولا نجبن في مواجهة التحدي.
إنشرها