أخبار اقتصادية- عالمية

الاقتصاد الصيني في خطر .. آفاق قاتمة في 2019

الاقتصاد الصيني في خطر .. آفاق قاتمة في 2019

يبدو أن ثاني أكبر اقتصاد عالمي بات في خطر، في ظل مؤشرات قوية على آفاق "قاتمة" في 2019، بفعل استمرار الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
وفي هذا الإطار، كشفت بيانات اقتصادية أمس تباطؤ الاقتصاد الصيني مجددا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في ظل تراجع مبيعات التجزئة والإنتاج المحلي، ما يرسم مستقبلا محفوفا بالتحديات أمام صناع السياسة الصينيين الذين يجتمعون الأسبوع الحالي خلال مؤتمر العمل الاقتصادي السنوي في بكين لوضع أسس المسار الاقتصادي للبلاد خلال عام 2019.
وبحسب "الألمانية"، تراجعت نسبة نمو الإنتاج الصناعي في الصين إلى 5.4 في المائة، في وتيرة تقل عن جميع التقديرات الاقتصادية، فيما سجلت مبيعات التجزئة، التي تعتبر من ركائز الاقتصاد الصيني، أضعف أداء لها منذ أيار (مايو) عام 2003، حيث ارتفعت 8.1 في المائة مقارنة بالعام الماضي.
ونقلت وكالة أنباء "بلومبيرج" عن فريدريك نيومان رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية الآسيوية في مؤسسة "إتش.إس.بي.سي هولدنجز" للخدمات المصرفية في هونج كونج، أنه "في ظل تراجع إنفاق المستهلكين وانخفاض الإنتاج الصناعي، أصبحت الحاجة إلى اتخاذ إجراءات لتحقيق الاستقرار أكثر إلحاحا".
وأضاف نيومان "حتى إذا ما انقشعت السحب على جبهة التجارة، على الأقل مؤقتا، فإن تراجع الطلب المحلي يظل يلقي بظلاله على النمو، وسيتعين تخفيف قبضة السياسات من أجل الحد من التراجع".
ومن بين القضايا المطروحة خلال اجتماع العمل الاقتصادي الصيني هذا العام ضرورة التوصل إلى اتفاقية تجارية دائمة مع الولايات المتحدة قبل انقضاء الموعد النهائي لرفع التعريفات الجمركية في الأول من آذار (مارس).
وربما ترى الصين ضرورة للإعلان عن مزيد من الإجراءات للرد على الانتقادات الأمريكية، مثل اتخاذ خطوات لفتح الأسواق المفروضة عليها حماية.
إلى ذلك، أعلنت الصين أمس تعليق رسوم جمركية إضافية بنسبة 25 في المائة على واردات البلاد من السيارات الأمريكية لمدة ثلاثة أشهر، اعتبار من الأول من كانون الثاني (يناير) المقبل.
يأتي القرار في أعقاب مناقشات جرت بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينج.
وفرضت الصين في وقت سابق من العام الجاري رسوما إضافية بنسبة 25 في المائة على واردات البلاد من السيارات الأمريكية، في رد فعل على فرض أمريكا رسوما على مجموعة متنوعة من السلع الصينية، بما في ذلك رقائق إلكترونية لأشباه الموصلات وقطع غيار الآلات.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان "فرض رسوم جمركية على السيارات وقطع الغيار الأمريكية تحرك اضطراري في مواجهة الحمائية التجارية التي تمارسها أمريكا.. وتعليق الرسوم الجمركية إجراء ملموس لتنفيذ اتفاق بين رئيسي البلدين".
وأعربت الوزارة عن أملها في استمرار المحادثات التجارية "في اتجاه إلغاء جميع الزيادات في الرسوم الجمركية".
وفرضت الولايات المتحدة في وقت سابق من العام الجاري رسوما جمركية على بضائع صينية بقيمة 250 مليار دولار، وردت الصين بفرض رسوم على بضائع أمريكية بقيمة 110 مليارات دولار.
وكان ترمب وشي قد التقيا على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين في وقت سابق هذا الشهر، حيث اتفقا على "تهدئة" لمدة 90 يوما لإعطاء الجانبين مهلة للتفاوض بشأن تسوية دائمة.
من جهة أخرى، تستعد الصين لاستئناف شراء الذرة الأمريكية اعتبارا من شهر كانون الثاني (يناير) المقبل.
وأفادت وكالة "بلومبيرج" للأنباء بأن الصين ربما تشتري ثلاثة ملايين طن، على الأقل، من الذرة الأمريكية، وأنها ستبدأ الواردات على الأرجح في كانون الثاني (يناير) المقبل بعد انتهاء صفقات شراء فول الصويا.
وتدرس الحكومة الصينية أيضا عديدا من الخيارات بشأن كيفية التعامل مع الرسوم الجمركية المفروضة على الذرة الأمريكية، بنسبة 25 في المائة، عندما يتم استئناف عمليات الشراء.
وذكرت "بلومبيرج" أن من بين الخيارات المطروحة إدراج جميع صفقات الشراء في حصة الواردات التي تبلغ 7.2 مليون طن التي تفرض عليها رسوم محدودة، أو شراء الذرة خارج هذه الحصة، ثم إعادة سداد قيمة الرسوم الجمركية للمستوردين، أو تأجيل صفقات الشراء لحين رفع الرسوم الجمركية المفروضة.
وأكد "سيتي جروب" أن الضرر الذي لحق باقتصاد الصين جراء الحرب التجارية مع الولايات المتحدة لا يمكن التخلص منه على الفور في حالة التوصل إلى حل مع واشنطن.
وأرجع فريق اقتصادي في البنك بقيادة ليو ليجانج في تقريرهم بشأن آفاق الاقتصاد لعام 2019 الذي نقلته وكالة "بلومبيرج"، السبب في ذلك إلى أن حرب التعريفات تؤكد ارتفاع تكلفة العمالة في الصين في وقت كانت فيه سوق العمل تحت الضغط.
ويتوقع "سيتي جروب" أن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة يمكن أن تخفض نمو الصادرات الصينية بنحو النصف إلى 5.1 في المائة في العام المقبل، ما يضع نحو 4.4 مليون وظيفة في خطر.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية