أخبار اقتصادية- عالمية

تيريزا ماي تنجو من اقتراع سحب الثقة وتتعلق بمساعدة الأوروبيين

تيريزا ماي تنجو من اقتراع سحب الثقة وتتعلق بمساعدة الأوروبيين

من المتوقع أن تلجأ رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لزعماء أوروبا طلبا للمساعدة، وذلك بعدما فشل تمرد شمل أكثر من ثلث نواب حزبها في الإطاحة بها وإن كان قد ترك البرلمان في مواجهة تعثر في التوصل لاتفاق على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبحسب "رويترز"، فازت ماي بتأييد 200 نائب محافظ في مقابل 117 في الاقتراع السري، وهو عدد أقل بكثير مما تحتاجه لتعزيز موقفها وهي متوجهة إلى بروكسل لطلب تحسين اتفاق الخروج.
لكن من المستبعد أن يقدم الاتحاد الأوروبي الكثير على الفور، إذ لا تتحدث مسودة وثيقة يعدها زعماء آخرون من الاتحاد الأوروبي لماي سوى عن استعداد التكتل "لبحث ما إذا كان يمكن تقديم المزيد من الضمانات".
ومن المقرر أن يصوت البرلمان البريطاني في كانون الثاني(يناير) على مشروع اتفاق بريكست الذي توصلت إليه ماي مع الاتحاد الأوروبي، بحسب جدول أعمال نشرته أندريا ليدسوم وزيرة الشؤون البرلمانية أمس.
وأظهر الجدول أن مجلس العموم سينشغل بالنظر في مسودات قوانين أخرى الأسبوع المقبل قبل أن يعلق أعماله في إجازة تستمر من 20 كانون الأول(ديسمبر) حتى 7 كانون الثاني(يناير)، وكانت ماي تعهدت بأن يتم التصويت بحلول 21 كانون الثاني(يناير).
وستقدم رئيسة الوزراء البريطانية الإثنين المقبل إيجازا للنواب عن زيارتها إلى بروكسل حيث ستلتقي قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 في مسعى للحصول على مزيد من التنازلات المرتبطة بالاتفاق.
ورفض قادة التكتل إعادة التفاوض على مسودة الاتفاق إلا أنهم أبدوا استعدادا لتقديم تطمينات غير ملزمة لماي بشأن الخلاف الأساسي المرتبط يمنع إعادة الحدود الفعلية مع إيرلندا.
وقالت ماي من مقرها الحكومي في "داونينج ستريت" بعد التصويت إنها ستستمع لمن أيدوا سحب الثقة منها وستطلب ضمانات قانونية فيما يتعلق بالمسألة الشائكة في اتفاقها وهي ترتيبات الحدود بين إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وإقليم إيرلندا الشمالية البريطاني.
ويخشى الكثيرون من أعضاء حزبها أن تستمر هذه الترتيبات إلى أجل غير مسمى.
وأضافت ماي أن "عددا كبيرا من الزملاء صوتوا ضدي وقد استمعت لما قالوا.. علينا الآن المضي قدما في مهمة إنجاز عملية الخروج من أجل الشعب البريطاني".
وأكدت مجددا المسودة التي يعدها الاتحاد الأوروبي على أن الاتحاد يفضل اتفاقا جديدا مع بريطانيا على أن يجري تنفيذ الترتيب الخاص بإيرلندا وأنه سيحاول التوصل سريعا إلى مثل هذا الاتفاق حتى إذا بدأ تنفيذ الترتيب الحدودي الطارئ.
وأشار دبلوماسيون في بروكسل إلى أن الاتحاد ربما يجهز ضمانات أقوى لرئيسة وزراء بريطانيا في كانون الثاني (يناير) مع اقتراب يوم الخروج من الاتحاد الأوروبي المقرر في 29 آذار(مارس).
وبحسب العديد من دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي فإن بريطانيا تسعى إلى إنهاء الترتيب الخاص بإيرلندا بعد ثلاث سنوات.
وأكد جونتر أوتينجر المفوض الأوروبي أن الاتحاد مستعد لإضافة إيضاحات لاتفاق خروج بريطانيا لكن لن يكون هناك المزيد من المفاوضات الجوهرية على قضايا مثل ترتيب إيرلندا.
وأضاف أوتينجر لإذاعة (إس.دبليو.آر) الألمانية: "يمكننا قول ذلك وهو ما نعنيه.. إيضاحات نهائية، نعم.. لكن المزيد من المفاوضات.. لا".
وردا على سؤال عما إذا كان الاتحاد مستعدا لقبول فكرة وضع مهلة زمنية بشأن إيرلندا، أجاب أوتينجر قائلا: "لا، هذا لا يجدي. يجب أن تكون هناك قواعد واضحة بشأن الناس والمنتجات والبضائع على حدود إيرلندا وشمال إيرلندا، بلفاست ودبلن".
وأوضح هايكو ماس وزير الخارجية الألماني أن الاتفاق مع بريطانيا يمثل قاعدة عادلة للخروج من الاتحاد ولا يمكن الانتقاء منه فيما يتعلق بمزايا عضوية الاتحاد.
وأضاف: "يجب أن نفعل ما في وسعنا لتجنب الخروج دونما اتفاق. لكن ما يظل واضحا هو أن الخروج يعني الخروج.. لا يمكن الانتقاء منه. الاتحاد الأوروبي أرضى بريطانيا بالفعل بالتسوية المطروحة على الطاولة. فهي أساس عادل لخروج منظم".
وأعرب وزير الخارجية الألماني عن ارتياحه لنجاة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من حجب الثقة، وأضاف في مقابلة مع محطة (دويتشلاند فونك) الإذاعية، أنه بهذه النتيجة "تم على الأقل تجنب وقوع الفوضى الشاملة"، وأنه قد لاحت الآن فرصة جديدة في أن تحصل ماي على الأغلبية التي تروج لها داخل البرلمان من أجل تأييد اتفاق الخروج المثير للجدل.
وطالب السياسي الاشتراكي بفعل كل ما يلزم من أجل تجنب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، محذرا من أن مثل هذا الخروج سيجلب مساوئ كبيرة على سبيل المثال في الوظائف سواء لبريطانيا أو للاتحاد الأوروبي أيضا.
ومن جهته، شدد بيتر بيليجريني رئيس وزراء سلوفاكيا على أن "موقف دول الاتحاد الأوروبي الـــ27 هو أننا لا نوافق على الجهود المحتملة لإعادة التفاوض على الاتفاق. ولا ننوي العودة لاحتمال إعادة التفاوض على الاتفاق".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية