ثقافة وفنون

جوليا روبرتس .. هل تفعلها مجددا وتنال الأوسكار؟

جوليا روبرتس .. هل تفعلها مجددا وتنال الأوسكار؟

جوليا روبرتس .. هل تفعلها مجددا وتنال الأوسكار؟

على الرغم من التجاعيد التي طغت على وجهها، والطيات التي أثقلت جبهتها إلا أن جوليا ‏روبرتس النجمة الأمريكية استطاعت أن تأسر بأدائها الرائع عقل ومشاعر المشاهد في فيلمها الجديد Ben Is Back‏، فأقحمته في لقطات درامية ‏مؤثرة ليجد نفسه من دون أن يدرك أنه يدمع أمام معاناتها كأم تفعل المستحيل لتحافظ على ابنها‎.‎

أفلام الأعياد .. طعم مختلف
تحظى مناسبات أعياد نهاية العام باهتمام كبير من صناع هوليوود، حيث تكثر خلال هذه الفترة الأفلام التي تدور خلال استقبال ‏رأس السنة الميلادية، فيحتفظ معظم المخرجين والمنتجين بأفلامهم الجيدة لإصدارها عندئذ، لمنح الجمهور ختاما سعيدا من جهة، ‏وللابتعاد عن المنافسة القوية لأفلام الصيف من جانب آخر.‏
وفي هذا السياق يأتي فيلم Ben Is Back‏ الذي يروي قصة عائلة مؤلفة من أم تدعى هولي، تؤدي دورها، الممثلة العالمية ‏الحائزة على الأوسكار، جوليا روبرتس وزوجها وثلاثة أطفال يعيشون بسعادة ويحضرون للاحتفال بليلة العيد لتجد فجأة ابنها ‏البكر من زوجها السابق يدعى «بن»، يؤدي دوره الممثل لوكاس هيدجز، المرشح للأوسكار، يقف أمام باب منزلها، تحتضنه بلهفة ‏الأم المشتاقة لولدها وتدخله المنزل لتبدأ قصته رويدا رويدا بالتواتر، فهو شاب أدمن على المخدرات وتم وضعه في مركز لعلاج ‏الإدمان، وقبل أن ينتهي من فترة العلاج قرر العودة إلى منزل والدته للاحتفال بالعيد‎.‎

عاطفة الأم وإدمان المخدرات
الفيلم يطرح أزمة الإدمان على المخدرات في المجتمع الأمريكي، التي تتفاقم مع مرور الأيام رغم محاولات حثيثة للحد منها، ولقد ‏مزج فيلم Ben Is Back هذه الآفة الاجتماعية بالحياة العائلية من خلال مساعدة الأم لولدها والتضحية من أجل علاجه، ‏فجاء فيلما دراميا بامتياز ألقى الضوء على تفاصيل حياة المدمن والصعوبات التي يواجهها، لكن التحدي الأكبر لـ «بن» كان قوته، ‏فهل سيستطيع الصمود في وجه الإغراءات التي تواجهه أم يعود إلى الإدمان مجددا؟‎!‎
ويركز الفيلم الدرامي ومدته ساعة و43 دقيقة على الأحداث في 24 ساعة مصيرية على الأم أن تفعل الكثير خلالها لتحقق ‏لأسرتها الاستقرار والحماية. وعلى الرغم من قلة أعداد الممثلين، إلا أن حبكة القصة والدور القوي الذي لعبته روبرتس أضفى قيمة ‏تشويقية على الفيلم، فبعد أن قابلت ابنها وحضنته عاشت تلك الساعات معه لتتأكد من أنه شفي تماما. كان بن يحاول من جهته ‏أن يقاوم العالم الذي كان فيه، يقاوم رفاقه المروجين لكن في أحيان كثيرة يضعف خاصة عندما يتذكر حبيبته التي توفيت جراء جرعة ‏زائدة وهو الذي أقحمها وحثها على تعاطي المخدرات‎.‎
يتجول مع والدته في المجمع التجاري فيبدأ برؤية أصحابه القدامى، يغمض عينيه للحظة ليعطي فكرة واضحة أنه لا يريد العودة ‏إلى الماضي، ووالدته تحضنه كطفل لا يغيب عن نظرها ثانية واحدة، عاش «بن» في هذا اليوم حياة طبيعية، كان يلاعب إخوته ‏الصغار، ويذهب ليتبضع ويشتري الهدايا بمناسبة الأعياد، أما أخته «إيفي»، فتلعب دورها الممثلة كاثرين نيوتن، فكانت خائفة منه، ‏لا تريده أن يخرج من مركز العلاج خوفا عليه، ولقد قام «هيدجز» و «نيوتن» بأداء رائع مع بعضهما البعض مع الإشارة إلى أنه ‏ليس التعاون الأول الذي يجمعهم، بل لعبا دور الأشقاء أيضا في العام الماضي في فيلم ‎Three Billboards Outside ‎Ebbing,Missouri، لذلك جاء هذا الدور أكثر انسجاما واتقانا، وازداد التوتر بينه وبين والدته عندما وجدت جرعة مخدرة في ‏جيبه لكنه لم يأخذها فوبخته توبيخ الأم القاسية التي لا ترحم‎.‎

فقدان الكلب
وفي إحدى الليالي أثناء وجود العائلة في الخارج يعودون إلى المنزل ليجدوا أحدا دخل وحاول العبث بالأثاث وخطف الكلب ‏المحبب على قلب بن واخوته، فما كان منه إلا التوجه إلى أصدقائه المروجين ليتأكد من وجود الكلب وإعادته قبل بزوغ ‏الفجر، رافقته والدته حرصا منها على عدم عودته إلى العالم المشؤوم، لكن مهما فعلت ومهما راقبت إذا ما شعر بخلل داخلي لم ‏ولن تتمكن من مساعدته‎.‎
أثناء جولاتهم على مروجي المخدرات دار حديث بين «بن» ووالدته حول واقع المخدرات في الولايات المتحدة وكيف أن ‏الدولة لا تساعد المدمنين، وإذا ما أرادوا الالتحاق بمركز للعلاج يجب أن يدفعوا الكثير من المال، ولولا تدخل زوجها ودفع المال لما ‏استطاعت أن تدخل ابنها إلى مركز للعلاج ولكان سيكون مصيره كما مصير حبيبته، الموت‎.‎
وبعد عراك ما بين الابن والوالدة هرب وسرق سيارتها وذهب للبحث عن الكلب تاركا «روبرتس» في الشارع تحت ظلمة الليل، ‏ذهبت إلى منزل والدة حبيبته التي توفيت خوفا من الذهاب إلى منزلها والإضطرار إلى الإجابة على اسئلة زوجها الذي يعارض ‏عودة بن إلى المنزل‎.‎
وفي نهاية المطاف استطاع «بن» أن يدخل عصابة المخدرات ويأتي بالكلب مقابل نقله عبوات إلى جهة أخرى، لكن ما مصير ‏دخوله مجددا إلى هذا العالم وهل سينجح في مقاومة المواد المخدرة التي بين يديه؟‎!‎

الموسيقى التصويرية.. إسهامات درامية
بعد انتهاء الفيلم يشعر المشاهد أنه أمام فيلمين مختلفين، الأول فيلم درامي عائلي يسلط الضوء على حب الأم لأولادها، والثاني ‏فيلم أكشن يقضي «بن» وقته في العراك مع العصابات لاسترجاع الكلب، وعلى الرغم من الانتقادات التي طالت الفيلم في هذا ‏الخصوص، إلا أنها كانت جيدة وكسرت بعض الملل الذي بدأ يتسلل خلال أحداث مراقبة الأم للولد، لذلك تعد نقلة جيدة قام بها ‏المخرج بيتر هيدجز، المرشح أيضا للأوسكار والذي كتب أيضا سيناريو الفيلم‎.‎‏ وقد كان للموسيقى التصويرية التي صاغها ‏‏«ديكسون هينشليف» إسهام بالغ الأهمية في تصاعد الحالة الدرامية في الشريط.‏
إن الرسالة التي أراد الفيلم إيصالها إلى المشاهد جاءت واضحة ومباشرة حيث إن العائلة المتماسكة هي التي تنجح في الوقوف ‏في وجه الأزمات والصعاب، فالأم هي التي تحتضن وهي التي تحمي العائلة، وعلى الرغم من أن الغرب بعيد نوعا ما عن التماسك ‏العائلي ويعاني التفكك، إلا أن هذا الفيلم قلب كافة المقاييس حيث أظهر أن الغرب يعود إلى الجذور الشرقية في تربية العائلة، ‏من خلال حرص جوليا روبرتس على عائلتها.‏

براعة روبرتس في أدوار الأم ‏
حقيقة ليست هذه المرة الأولى التي تبرع فيه النجمة العالمية، صاحبة لقب America’s sweetheart‏ في أواخر الثمانينيات والتسعينيات، بتأدية دور الأم الحقيقية التي لا تنفصل عاطفتها عن تصرفاتها الجسدية، فكانت روبرتس قد ظهرت في فيلم مؤثر، ‏عرض في نوفمبر 2017، تحت عنوان‎Wonder وحقق نجاحا جماهيريا كبيرا، إذ أدت ‏دور أم تساند طفلها الصغير الذي ولد ‏بتشوهات خلقية في الوجه، وخضع لعدد من العمليات الجراحية لمعالجة ‏العيوب لكنه خرج بوجه يختلف عن المظهر الطبيعي‎.‎‏ وهو ‏فيلم مقتبس من إحدى القصص الحقيقية المنشورة فى جريدة "نيويورك تايمز" الجريدة الأكثر مبيعا في أمريكا‎.‎
وقد شهد هذا العام عودة قوية للممثلة الأمريكية جوليا روبرتس في مسلسل «هوم كامينج»، وهو أول عمل تلفزيوني لها من إنتاج ‏"أمازون"، والمسلسل مبني على حلقات صوتية تحمل الاسم نفسه. وتؤدي فيه روبرتس دور «هايدي بيرجمان»، وهي موظفة ‏اجتماعية تعمل في منشأة حكومية سرية في برنامج يدعى «هوم كامنج» ويهدف إلى مساعدة المحاربين العائدين من الحرب على ‏العودة للحياة المدنية‎.‎‏ تتنقل القصة بين فترة عمل الشخصية بالبرنامج وبين مستقبل تؤدي فيه روبرتس دور نادلة في مطعم لا ‏تستطيع تذكر أغلب الوقت الذي عملت فيه في البرنامج‎.‎‏ وتم عرض أول أربع حلقات من مسلسل الإثارة والدراما في مهرجان تورونتو ‏الأخير.‏

طيف أوسكار يلاحقها مجددا
يذكر أنه تم عرض فيلم‎ Ben Is Back ‎للمرة الأولى في مهرجان تورنتو الدولي للأفلام في كندا، في 8 سبتمبر الماضي، وقد حصل ‏الفيلم على إشادة النقاد واستطاع تحقيق نسبة 83 في المائة في موقع روتين توميتو الشهير. وعلى الرغم من أنها ليست من أوائل ‏جميلات هوليوود، إلا أنها من أكثرهن جاذبية وأقدرهن على تجسيد الأدوار المركبة والصعبة. وها هي جوليا ‏روبرتس تسير ‏بخطوات واثقة نحو أوسكار شبه مؤكد كأفضل ممثلة في الدورة المقبلة لجوائز الأوسكار عن دورها المميز والمختلف في فيلمها ‏الجديد‎ Ben Is Back ‎. فهل تفعلها مجددا؟
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون