Author

الصناعة التحويلية .. 200 ضعف

|

مساهمة القطاع غير النفطي مساهمة مهمة في الاقتصاد السعودي تقارب نحو 1.4 تريليون ريال بالأسعار الثابتة، هذا القطاع بحاجة إلى ضخ استثماري متواصل حتى ينمو، وهذا بالضبط ما تسعى الدولة ــ يرعاها الله ــ لعمله، عبر إطلاق المبادرات المتتابعة. وبصورة أكثر تحديدا، فإن التوجه الاستراتيجي للصناعة التحويلية باعتبارها الخيار الأثير لتنويع الاقتصاد، وعبر توفير البيئة والممكنات من البنية التحتية الصناعية والتمويل والإعفاءات المتعددة، وتتابع المبادرات المتصلة بالبنية التحتية الصناعية مثل بناء وتجهيز مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، وإطلاق “سابك” وما يربو على سبعة آلاف مصنع، أدى إلى تضاعف قيمة مساهمة الصناعة التحويلية غير النفطية من أقل من مليار ريال في عام 1970 إلى 215 مليار ريال في عام 2017، بالأسعار الثابتة، أي بمعدل نمو سنوي قدره 12.3 في المائة. هذا القطاع الصناعي هو قصة نجاح حقيقية، على الرغم من أنه لا يشبع الطموح، ورغم أنه بحاجة إلى تحسين تنافسيته وبالتالي إنتاجيته، لكن ــ ورغم كل ذلك ــ هو القطاع الصناعي التحويلي غير النفطي الأكبر في عالمنا العربي، لكن هذا لا يعني إلا مواصلة المسير، وهذا ما باحت به “الرؤية السعودية 2030” بكل وضوح، بل أضافت عنصرا إضافيا كأحد مستهدفاتها، وهو المحتوى المحلي، بما سينعكس إيجابا بالضرورة على السعي لاستخدام الموارد البشرية المحلية وكذلك المواد الخام والخدمات المحلية.
يأتي وضع حجر أساس مدينة الملك سلمان للطاقة “سبارك” بعد أيام قليلة من تدشين مدينة رأس الخير التعدينية، وهذه هي المبادرات المتتابعة، التي سيحقق من خلالها قطاع الصناعات التحويلية غير النفطية توسعا ونموا باعتبار أن هذه المدن الصناعية المتخصصة توفر سعة للاقتصاد لينمو وينتعش فيه القطاع الصناعي، من خلال تخفيف العبء على المستثمرين الصناعيين، كما أنها تتيح فرصا للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، انطلاقا من أن لكل من هاتين المدينتين مرتكزا؛ فمدينة وعد الشمال مرتكزها شركة معادن العملاقة، وهي ستوفر فرصا للمنشآت الصغيرة والمتوسطة لتتكامل مع مخرجاتها ولتوفر للشركة العملاقة المدخلات، وفيما يخص مدينة “سبارك” فمرتكزها شركة أرامكو السعودية، وبالأخص برنامج المحتوى المحلي “اكتفاء” الذي يبلغ متوسط قيمة التزويد نحو 120 مليار ريال سنويا، التي تتمحور إجمالا على احتياجات صناعتي النفط والغاز. وقد لا يتسع المجال للاستطراد، ولعل من الملائم الختام بالقول إن قطاع الصناعة التحويلية غير النفطية هو موظف ضخم للموارد البشرية، ومولد مهم للوظائف النوعية، هذا ما حدث في الماضي، وسيكون وقعه أوضح في المستقبل بإذن الله.

إنشرها