Author

لا مقيد ولا مفكوك

|
لم يكن يظن العم علي بن كرمان ذلك الشيخ السبعيني العفوي أن عبارته البسيطة التي قالها بناء على موقف معين ستحظى بكل هذه الشهرة والانتشار الكبير، حين قال لمحدثه بكل حرارة "لا، علمني لا تخليني أمشي لاني مقيد ولا مفكوك"، هذه العبارة تحولت إلى موج هادر اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي كافة، ما بين "كاريكاتير" ومشهد وتقليد وتعليق، وأصبحت بلا منازع أشهر عبارة قيلت خلال هذه السنة الميلادية التي توشك على الانقضاء. لو تأملنا في هذه العبارة بعيدا عن التندر والفكاهة، لأدركنا أن هذا الشيخ السبعيني نطق بعبارة عميقة تستحق أن تصبح قاعدة حياة عظيمة، لو طبقناها في خطواتنا، التي نسير عليها في حياتنا لأدركنا إلى أين نتجه؟. "لا، علمني لا تخليني أمشي لاني مقيد ولا مفكوك" قاعدة ستجعلك تضع النقاط على الحروف في كثير من أمورك الحياتية بعيدا عن أي مجاملات زائدة قد تفسد عليك كثيرا من أوقاتك، خصوصا إن كنت من الأشخاص أصحاب الحس المرهف العالي الذين يخجلون من إبداء آرائهم بصراحة خوفا من "زعل" الطرف الآخر، ما يجعلهم دوما يقعون في مطبات مؤلمة بناء على وعود لا يلتزم أصحابها بها، لذا قم بتطبيق قاعدة "علمني" حتى تجبر أصحاب "مواعيد عرقوب" على احترام وقتك الثمين، بدلا من التعامل المطاطي بالوقت والاستخفاف بك وكأنك ستكون "متفرغا" لهم طوال الوقت ومتى ما "طقت بروسهم" جاءوك بغض النظر عن ظروفك الوظيفية والأسرية..! قاعدة "علمني" ستدفعك لتأمل كثير من علاقاتك الاجتماعية المترهلة التي تستنزف معظم راحتك العقلية وهدوءك النفسي، خصوصا تلك التي ينظر إليك أصحابها على أنك مجرد محطة قطار يستقلون إحدى عرباته حين يحتاجون إلى أمر ما ويهجرونها حين يتعالى صرير إطاراتها، مثل هؤلاء لا تمشي خلفهم "لا أنت مقيد ولا مفكوك"، بل كن صارما في وضع قواعدك الحياتية معهم قبل أن تصاب سكة قطارك بالصدأ..! قاعدة "علمني" من أجمل القواعد في مجال العلاقات العاطفية المبهمة، التي يجب أن تطبقها بإرادة وقلب فولاذي قبل أن تتسرب أجمل أيام حياتك من بين يديك وأنت ما زلت تتساءل بألم: هل يستحق من أحب التضحية من أجله؟ بعض العلاقات العاطفية ستجعلك تكتشف متأخرا أن الطرف المقابل لا يساوي "فص بصلة"..! قاعدة "علمني" ستدفع بكثيرين إلى إعادة حساباتهم من جديد وبكثير من الوضوح..!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها