أخبار

طهران تهادن دبلوماسيا .. و«الحوثي» ورقتها الأخيرة

طهران تهادن دبلوماسيا .. و«الحوثي» ورقتها الأخيرة

طهران تهادن دبلوماسيا .. و«الحوثي» ورقتها الأخيرة

غازلت حكومة "الملالي" أخيرا السعودية، من خلال حسين موسويان الدبلوماسي الإيراني السابق والأستاذ الباحث في جامعة برينستون الأمريكية، الذي بين لحكومة المملكة، خصوصا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جاهزية بلاده للجلوس مع المملكة على طاولة واحدة في الرياض من أجل حل الأزمة اليمنية، إضافة إلى اقتراحه بزيارة قائد الحرس الثوري "قاسم سليماني" إلى الرياض وبحث حلول لإنهاء الحرب القائمة في اليمن، والتي حشدت لها المملكة تحالفا عربيا لدعم الحكومة اليمنية الشرعية المنتخبة من الشعب، ولقطع يد التدخل الخارجي في الشؤون العربية، جاءت تلك الدعوة خلال مؤتمر عقد ببرلين وحضره نحو 200 من الشخصيات السياسية والعلمية البارزة من العالم بينهم وزراء خارجية ودفاع دول أوروبية، كما استعرض موسويان السياسة الألمانية الأوروبية والأمريكية تجاه بلاده والتطورات الدولية، بحضور سجاد بور مساعد وزير الخارجية الإيراني.
ويعقد هذا المؤتمر سنويا بالتعاون بين وزارة الخارجية الألمانية ومعهد كورير الألماني للدراسات، وقد ناقش عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام السعودي السابق وسيد حسين موسويان الدبلوماسي الإيراني السابق وفيليب أكرمن مدير الشرق الأوسط بالخارجية الألمانية فيما بينهم موضوعي الاتفاق النووي وأزمات الشرق الأوسط، التي تسببت بها المراهقة السياسية الحاكمة في طهران، التي نجم عنها تداعيات دولية عدة، إذ إن حكومة نظام "الملالي" في إيران بدأت في المراوغة للحصول على أسلحة دمار شامل، من خلال تخصيب اليورانيوم وبناء المفاعلات النووية بحجة الحصول على الطاقة النووية السلمية لتوليد الطاقة وتطوير بعض الصناعات، لكنها كانت وما زالت تسعى للحصول على قنبلة نووية.
كما بذلت كل ما لديها لتمرير مخططاتها بفعل مجموعة من التصرفات المشينة، ولم تراع حق الجيرة، بل عادت للأحقاد الفارسية القديمة، فاحتلت ثلاث جزر إماراتية، وتدخلت في العراق حتى دمرته عن بكرة أبيه، وانتقلت إلى سورية وعاثت بها فسادا حتى إن سورية أصبحت اللغات الرسمية في شوارعها العربية والروسية والفارسية، لكثرة المرتزقة هناك، وأكملت إيران تدخلاتها ضاربة القرارات والقوانين الدولية التي تدعوها للحد من تدخلاتها في الدول الأخرى بعرض الحائط، وعلى الرغم مما تعيشه من واقع اقتصادي مترد إلا أنها تنفق عشرات المليارات على ميليشيا الموت اللبنانية حزب الله، وتزعزع أمن واستقرار ووحدة لبنان، من خلال دعم الحزب ومنحه قوة مفرطة تفوق قوة الجيش النظامي، إضافة إلى التدخلات الإقليمية للحزب، إذ إنه يلعب دورا رئيسيا في سورية، لترجيح الكفة الفارسية، بدعم رئيس النظام الوحشي بشار الأسد، إضافة إلى إرسالهم عديدا من المقاتلين إلى اليمن، وعند ذكر اليمن فلا بد من انتهاكات إيران بالانقلاب على الحكومة الوطنية الشعبية المنتخبة من الشعب، التي هددت بقاؤها حكومة "الملالي"، من خلال عملائهم الحوثيين، الذين سفكوا دماء الشعب اليمني واستباحوا أرضه وعرضه.
عرفت السياسية الإيرانية منذ ثمانينيات القرن الماضي بالخبث واللؤم، فالمتتبع لتاريخ الثورة الإيرانية ونشأتها، كانت تركز على "المظلومية" و"التقية"، فهذه الدعوة التي أتت على لسان دبلوماسي سابق قد لا تكون رأيا شخصيا بقدر ما هي رؤية أعلى المستويات في طهران، للتخلص من الوحل اليمني التي وقعت به جراء قوة التصدي العربي، لجماعة الحوثي المدعومة من "الملالي"، هذا التصريح يؤكد مدى عمق الجرح اليمني في الكف الإيرانية، ولولا أنهم ذاقوا الأمرين في اليمن لما طالبوا بالجلوس على طاولة واحدة وفي الرياض، ولأن المصاب، الذي ألم بهم جلل، قام قاسم سليماني رئيس الحرس الثوري الإيراني بجولات دبلوماسية مكوكية في العراق وسورية واليمن ولبنان، للبحث عن مخرج في الأزمة، فإيران المرتاحة في العراق لا تفاوض عليه فهي متمكنة منه، وليست بحاجة لفتح ملفه أساسا، فسليماني يريد أن يحدد مصير مجموعة من الحقائب الوزارية في بغداد، علاوة على ذلك فهو يرشح المحسوبين على بلاده للحصول على أعلى المناصب السيادية في العراق، إذ يسعى لتنصيب قائد ميليشيا الحشد الشعبي السابق فالح الفياض لمنصب وزير الداخلية، لضمان أكبر قدر من الولاء لهم، كما أنه يعطل الحركة السياسية في لبنان من خلال حزب الله، إذ إن لبنان اليوم يقف على أنقاض الحكومة السابقة بسبب استعصاء تشكيل حكومة جديدة، لعدم وجود صيغة محددة ترضي إيران ووكلاءها في لبنان، هذا النظام لا يلجأ للسلم إلا في حالات التعب، وقد تبنى سياسة المراوغة منذ انطلاق الثورة، فهم يضربون بقبضة من حديد في حال مكنتهم قوتهم، ويلجأون للسلم والمراوغة والخداع في حال لقوا من يردعهم، لذلك لا بد من تركيز الضربات في اليمن وإيقاع مزيد ومزيد من الخسائر في صفوف الحوثي، والعمل بوتيرة سياسية على الجبهة الأخرى حتى يتم ضمان حل وتسوية تضمن عودة الحكومة الشرعية إلى جميع مفاصل الدولة اليمنية وتسليم السلاح للدولة، وخروج إيران بشكل كلي من الساحة اليمنية، حتى تكون اليمن مصدر أمن واستقرار داخليا وخارجيا.
هذا الغزل والتودد الإيراني للسعودية لم يخل من التأكيد على مخادعة هذا النظام إذ أكد موسويان "أنه ليس لدى إيران في الوقت الراهن أي مخطط لإقامة قاعدة عسكرية في بلدان المنطقة، ولن يكون لإيران وجود عسكري في سورية في اليوم الذي تقتنع فيه الحكومة السورية بزوال التهديد الإرهابي"، وهذه المحاولات البائسة لإنكار الحقائق، إذ إن المدن السورية تعج بالمرتزقة الإيرانيين، الذين قدموا لقتل الحلم السوري بالحرية، كما أنه يحاول إنكار حقيقة أن طهران تتحكم بقرار رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وذكر الدبلوماسي الإيراني السابق بأهمية الدور السعودي في المنطقة، داعيا إلى شراكة سعودية إيرانية تتطلع إلى المستقبل والسلام المستديم، وختم حديثه "لا بد أن يبدأ الحوار في هذا الخصوص تحت إدارة منظمة الأمم المتحدة، فالبند الثامن من القرار رقم 98 يدعو الأمين العام إلى التباحث مع دول الخليج العربي بشأن التعاون المشترك في هذه المنطقة، وهو ما ينبغي أن يبدأ".
ختاما المملكة مهد الإسلام والحضارة ونقطة انطلاق الشرق نحو الغرب، وهي مقر لعديد لوقائع السلام بين عديد من الأطراف المتنازعة، ولا مانع لديها من مد يد السلام إلى الجميع دون استثناء لكن، وفق آلية وتفاهمات تحفظ حقها على المستوى الشخصي والدولي، إضافة إلى الحفاظ على حقوق ومصالح الدول العربية الشقيقة دون المس بأمنها وأمانها وسيادتها الوطنية، بما لا يدع مجالا لأي تهديد يمسها لا على المدى القريب أو البعيد.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار