FINANCIAL TIMES

دليل المسافر.. كيف تحافظ على سلامتك خارج الديار

دليل المسافر.. كيف تحافظ على سلامتك خارج الديار

عندما زرت ساو باولو آخر مرة، سألت مكتب الاستقبال في الفندق ما إذا كان من الآمن لي التجول في الصباح الباكر في أنحاء الحي حيث يوجد الفندق؟ قالت الموظفة المناوبة "دعني أرى ساعتك". رفعت كم قميصي لإظهار أنني لا أربط ساعة على معصمي. قالت "حسنا، لأنه إذا كانت لديك ساعة غالية الثمن، فسيكون عليك الذهاب إلى غرفتك ووضعها في خزانتك".
سحبَتْ كتيباّ من خلف المكتب، وفتحَتْه على خريطة للمدينة ورسمت مربعا حول الفندق. قالت "يُمكنك المشي في هذه الشوارع". وشددت على خطها تحت الشارع الرئيسي، وقالت "إياك أن تتجاوز هذا الشارع".
من الصعب معرفة ما إذا كان بإمكانك الخروج بأمان في مكان غير معروف. إذا كنت تعاني فرق الوقت ومشوشا، فإنك تمثل الهدف المثالي للمجرمين، كونك شخصا غير متأكد تماما من وجهته.
لذلك، كيف تبقى آمنا، خاصة إذا كنت في مدينة تشتهر بمخاطرها؟
مواقع وزارتي الخارجية البريطانية والأمريكية الإلكترونية الخاصة بنصائح السفر مفيدة أحيانا، ليس في أمر السلامة في الشوارع فحسب. موقع وزارة الخارجية البريطانية، مثلا، يُشير إلى قائمة من الأدوية التي يحتاج حملها إلى وثائق عند دخول الإمارات. مطار دبي هو المكان الوحيد الذي طُلب مني فيه رسالة من طبيب يسمح لي فيها بحمل الحاقن الذاتي المضاد للحساسية.
لكن فيما يتعلق بالمخاطر الجسدية، هذه المواقع تتسم بطابع عمومي فوق الحد على نحو لا يجعلها مفيدة كثيرا. "من المرجح أن يحاول إرهابيون تنفيذ هجمات"، هي نصيحة وزارة الخارجية البريطانية بشأن بلدان من فرنسا إلى إندونيسيا. لكن الهجمات الإرهابية ممكنة في أي مكان تقريبا. في الآونة الأخيرة، حدثت في مانشستر وميلبورن. أن تكون الهجمات عشوائية ولا يُمكن التنبؤ بها هو غرض مرتكبيها.
"احذروا من خطر جرائم الشوارع"، نصيحة عادية أخرى من نصائح وزارة الخارجية البريطانية، لا تساعد كثيرا أيضا.
نريد أن نعرف: ماذا يُمكنني أن أفعل بأمان، إلى أين يُمكن أن أذهب؟ المرء لا يريد أن يكون مفرطا في الحذر، وعدم التجول أبعد من الفندق. إنه يريد الخروج لاختبار المكان.
الاعتماد على نصيحة السكان المحليين غالبا ما تكون فكرة جيدة، لكن يُمكن أن تكون غير موثوق بها. في بعض الأحيان، لأسباب وطنية، يُخبرك الناس أن سمعة بلادهم بأنها بلد خطر هي أمر مبالغ فيه إلى حد كبير. آخرون، - خاصة إذا كانوا يعتقدون أن الحكومة تدمر البلاد - قد يبالغون في المخاطر هم أنفسهم.
موظفو الفنادق، مثل مستشاري في ساو باولو، هم أكثر موثوقية، لأنهم معتادون على التعامل مع ارتباك الزوار ولا يريدون أن يلحق بك ضرر أثناء وجودك في رعايتهم. الأفضل من ذلك، بحسب خبرتي، هم الغرباء الآخرون الذين يزورون المكان بانتظام، أو يعيشون هناك، ويعرفونه بشكل أفضل منك، لكن لا يزال لديهم بعض الموضوعية.
قبول الدعوات لتناول الوجبات، أو الخروج للسهر مع المعارف في عالم العمال فكرة جيدة أيضا: فهُم يريدون إيصالك بأمان من وإلى أي مكان يأخذونك إليه.
هناك خطوات منطقية واضحة، مثل ألا تركب إلا سيارات الأجرة المرخصة، أو التي يكفلها الفندق الذي تُقيم فيه. لا تقد سيارة بنفسك في مدينة فيها أحياء غير آمنة، ما لم تكن تعرف بالضبط إلى أين أنت ذاهب.
سالي نابر، رئيسة العمليات الأمنية في منظمة إس أو إس SOS الدولية، التي تقدّم المشورة للمنظمات حول سلامة سفر موظفيها، تُضيف نصيحة أخرى واضحة "سواء كنت تقود بنفسك أو كان شخص آخر يقود لك، عليك دائماً وضع حزام الأمان. حوادث السير واحدة من مخاطر السفر أيضاً".
تُشير نابر إلى أن النساء المسافرات يواجهن مخاطر إضافية، من التحرش في الشوارع إلى إزعاجهن في وسائل النقل العام، أو من قِبل سائقي السيارات التي تعمل بنظام تشارك الركوب.
دائما ما أشعر بالأمان عندما أصل إلى فندق مُدار ومُضاء بشكل جيد. النساء قد لا يشعرن كذلك. نابر لديها نصيحة أخيرة. فهي دائما ما تحمل معها حاجز باب تضعه تحت باب غرفتها من الداخل. يُمكننا جميعا أن نفعل الشيء نفسه.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES