Author

متى يفهم الأتراك؟

|
حظيت مشاركة المملكة في قمة العشرين باهتمام كبير. وقد أعادت هذه المشاركة التأكيد على ما هو مؤكد، بشأن الدور المحوري المؤثر والمهم للمملكة في الاقتصاد العالمي. وهذا أمر يدركه المحب والكاره. وكان ثمة من يتمنى من الحاقدين أن يكون مستوى تمثيل المملكة في هذه القمة أقل، وقد جاءت مشاركة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مخيبة لأحلامهم. ثم جاءت اللقاءات الناجحة التي عقدها ولي العهد لتقضي على ما تبقى من أهازيج الحفلة التركية القطرية التي لم تأت نتائجها كما يشتهون. قالت تركيا في مؤتمر صحافي في نهاية القمة إنها لا تريد الإساءة للمملكة وقيادتها. وهذا كلام جميل. ولكن منطوق هذا الكلام تدحضه الحقائق. كانت الجولات التركية المكوكية تستهدف المملكة ورموزها. ويصدق هذا على تسريبات الصحافة التركية التي استأجرتها قناة نافخ الكير "الجزيرة" وتحول بعض المشردين العرب في تركيا إلى شهود زور، يشاركون في هذه الحفلة بضخ مزيد من الكراهية ضد المملكة وقيادتها. لقد تسامت المملكة عن الرد الرسمي على الإساءات، وفيما تشاغل مكتب المدعي العام التركي بتزويد إعلامه بالتسريبات المكرورة والمضحكة أحيانا، واصلت المملكة مساعيها لمواجهة كل ذلك بتقديم الحقائق حول المتورطين في الحادثة وأدوارهم. المحصلة أن العالم أدرك أن تركيا لا تريد متابعة حل غموض جريمة. لقد كانت المملكة ولا تزال تتعامل مع عمليات ضخ الكراهية والغطرسة بحكمة وحلم. ونتيجة لذلك تفاعل المجتمع العالمي في قمة العشرين معها ومع ولي العهد بمنتهى الإيجابية. ويبدو أنه حتى هذا الأمر لم يعجب تركيا ولا قناة نافخ الكير. إن على تركيا أن تنظر إلى مصالحها القومية، وألا تتاجر بالقضايا بهذا الشكل المبتذل، ولا تفجر في خصومتها ضد المملكة وقيادتها وشعبها كما يشهد بذلك المحايدون في الشرق والغرب.
إنشرها