نظام «رصد»

تعمل وزارة الصحة على تكوين نظام إلكتروني فاعل يسيطر على كل عملياتها، ومن ضمن تلك العمليات متابعة الأدوية، وربط كل معلوماتها عن طريق شبكة متكاملة في كل مواقع الإنتاج والتوزيع في المملكة. تعمل الهيئة العامة للغذاء والدواء، وهي المسؤولة عن عمليات الرصد هذه بالتوازي مع كل الصيدليات الحكومية والخاصة العاملة في القطاع لتفعيل حماية المواطن، وتوفير احتياجه في الوقت نفسه، وعليه سيكون لهذا النظام دور مهم في مستقبل التأمين الشامل على المواطنين، وهو ما سيعطي كل مواطن حق الحصول على احتياجه من الأدوية السليمة نافذة الصلاحية. هذا الربط المهم سيكون من نتائجه تكوين نظام دقيق، يضمن معرفة الاحتياج لكل مواطن من الأدوية، ويمكّنه من الحصول على ما يحتاج إليه من أي صيدلية في منظومة متكاملة على مستوى المملكة. وهذه الطريقة المطبقة في كثير من دول العالم تعفي من هدر وقت ثمين في عملية إعادة الكشف والفحص عندما يوجد الشخص خارج منطقته، أو بعيدا عن المستشفى الذي يتعامل معه. يمكّن نظام رصد كذلك من معرفة الجرعات المستنفدة، وهو بهذا يوجد وسيلة مهمة في سلسلة الإمداد بالأدوية، تضمن معرفة الاحتياج الحقيقي لكل المرضى، ويوزع الاحتياج جغرافيا حيث يضمن استهلاك الدواء في الوقت المناسب، وبهذا يقلل من نسبة الأدوية التي تنتهي صلاحيتها بسبب بقائها على الرف، وعدم الحاجة إليها في مواقع معينة رغم نقصها في مواقع أخرى. ويضمن البرنامج رقابة صارمة على الأدوية، ويسهم في كشف الأدوية المغشوشة ومعرفة مصادرها، كما يسهم في منع الأدوية الخطيرة والممنوعة من التداول، حيث تصبح لدى الصيدليات وسائل كشف سريعة وبسيطة، من ضمنها استخدام الباركود للتعرف على التركيبة ومصدرها وعيوبها، وغني عن القول الكشف عن مصادرها، وهو الأمر الأهم تماشيا مع المحافظة على سلامة المواطن. يستطيع المواطن أن يحصل على معلومات عن الدواء الذي يحتاج إليه أو يستخدمه فعلا عن طريق رابط الهيئة، وفي الإطار نفسه يمكن أن يتعرف المستهلك على الصيدليات التي يتوافر فيها الدواء وأقربها من موقعه. نحن في النهاية في إطار يسمح بأن تكون هناك حماية متكاملة ورقابة ذكية على كل ما يدخل السوق ويستهلك فيها من الأدوية.