Author

البر والمخيمات

|
جمعتني سهرة جميلة مع أحد عشاق النزهة والبراري، خصوصا في أيام الجمال هذه. الواقع أن الرجل أثار إعجاب الجميع بحماسه منقطع النظير، وبنائه شخصية برية نادرة. أنشأ هذا الرجل عربة فيها كل ما يحتاج إليه للرحلات البرية. وحوّل هذه السيارة إلى مركز متحرك، يمكن أن يتوقف في أي مكان، ويعيش ما لا يقل عن أسبوع دون أن يحتاج إلى صراخ المدينة وإزعاجها. أكثر ما أثار إعجابنا هو استعداد هذا المسفار لتوفير كل ما كنا نطلبه منه، فرغم أننا من نظم الرحلة، إلا أننا اكتشفنا أنه لو لم يأت صاحبنا لكنا في ورطة، ولانطلقنا جيئة وذهابا إلى كل من يعمل في مجال الخيام والفرش والغذاء نبحث عمن يؤمن لنا حاجاتنا. كان الأمر أشبه بعملية من التزود بالاحتياج والدروس للشباب الذين كانوا يدعون أنهم على علاقة وطيدة بالبر، لنكتشف أن علاقتهم لا تعدو أكياسا من المكسرات والشيبس، التي زاحمتنا، لكنها كانت بعيدة كل البعد عن تلبية احتياجاتنا في هذه النزهة البرية. هنا أرفع قبعتي لكل أولئك الرائعين، الذين يجعلون من هذه الفترات وقتا للتمتع بالبر الجميل، من خلال الاستعداد والترتيب والتعديل والتطوير، الذي لا يكل ولا يمل. فعند صاحبنا وجدت كثيرا مما تم تصميمه خصيصا للرحلات، كحامل الهاتف الجوال الذي لا يمكن أن ينفصل عنه الجهاز مهما مر به من الجبال والوديان، والأقفال التي صنعها خصيصا للحقائب المعدنية التي صمم لها مداخل ومخارج ضمن سيارته العادية، التي لو شاهدها الواحد منا لما توقع أن فيها كل ما يحتاج إليه الرحال من المواد والتجهيزات والأغذية. هذا العشق واضح لدى كثير من عشاق الرحلات اليوم، وهو مجال للاستثمار يمكن أن يحقق فيه كثيرون دخلا ممتازا. فالبلاد بطولها وعرضها ملائمة للتنزه في كل فصول السنة، وإن كانت اليوم تستقبل كل الناس في كل مكان، فحتى في أوقات أخرى يمكن أن تكون الرحلات لمواقع جاذبة كثيرة، سواء كانت في الصحراء أو في المناطق الجبلية أو الساحلية. أمر اقترحته على صديقي، لكنه رأى فيه شغلا له عن عشقه الأول وهو الصحراء، وما أجملها وهي تتحول إلى بحيرات رائعة بعد موسم أمطار فريد لم نشهد مثله خلال أكثر من 30 عاما.
إنشرها