Author

مهرجان درب زبيدة

|

رسخ اسم زبيدة زوجة هارون الرشيد في الأذهان من خلال درب زبيدة. هذا الدرب كان مساحة آمنة تحفل محطاته بالماء الذي يروي ظمأ ضيوف الرحمن. لا تزال آثار درب زبيدة تحمل بصمات من ذلك الزمن.
وتشهد حائل هذه الأيام تحت رعاية أمير المنطقة، مهرجان درب زبيدة، وهذه خطوة تكرس وترسخ بما تتضمنه من فعاليات ومحاضرات، احتفالية حضارية وسياحية وثقافية. كما أنها تستدعي جانبا من الإرث الحضاري الذي تحفل به المملكة التي تشغل الجزء الأكبر من مساحة الجزيرة العربية.
وكنت بالأمس أتحدث مع الصديق فريح الشمري، وهو حائز على جائزة أفضل مرشد سياحي العام الماضي، ومن المشاركين في فعاليات المهرجان، وله محاضرة ضمن المهرجان سيحكي من خلالها عن تجربته في الإرشاد السياحي.
وسبق لفريح الشمري مع مجموعة من أبناء المنطقة تنظيم رحلة على جزء من درب زبيدة، وهذا الشغف الذي يتملك فريح وبقية الشباب الذين نظموا الرحلة، يعكس جزءا جميلا في قصة تكبر وتتشكل في صورة مهرجان تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ممثلا في مكتبها في حائل بالتعاون مع شركاء من القطاعين الحكومي والخاص مثل غرفة حائل وبلدية فيد ولجنة التنمية السياحية في مدينة فيد، إضافة إلى عدد من رواد السياحة في المنطقة من القطاع الخاص مثل أصالة الضيافة والليالي العربية.
قال لي فريح الشمري ذات مرة: "كنت مجرد هاو ومغامر فقط يعبر هذا الطريق ليعيش ويستحضر التاريخ، قبل عقد من الزمن، ولكن بعدما اتجهت للعمل في القطاع السياحي وخضعت لعدة دورات في هذا المجال أصبح لدي الحس والوعي المنهجي في صناعة السياحة؛ الأمر الذي زاد تعلقي بهذا الدرب، واهتممت بالسياحة الثقافية بشكل خاص؛ لما لدينا من كنوز ثقافية مثل درب زبيدة؛ هذا المنتج العظيم؛ له أبعاد تاريخية وحضارية واقتصادية إلى جانب أهميته الدينية دون شك".
مثل هذا الشغف يستحق التصفيق.

إنشرها