Author

طبيب الأعشاب

|
عندما داعبت صديقي العزيز حول حديثه الطويل عن الأعشاب والبرامج الغذائية التي يتبناها كل شهر، ولم أشاهد لها أثر عليه. اكتشفت أنه يعتبر نفسه خبير الأعشاب الأوحد وأنني أظلمه إذ أقلل من أهمية العلم الذي يحمله. يقوم صديقي بتغيير برنامجه الغذائي "العشبي" كل شهر، ويعتمد على مواد معينة لمدة أسبوع، ولن أذكرها للقارئ حتى لا أكون مسؤولا عما قد يصيبكم نتيجة ذلك. إلا أنني أجد نفسي ملزما بالاعتذار العلني لصديقي ذلك أنني لا أفهم في هذه الأمور وهذا يجعلني ممن يرفضون ما لا يعلمون. ومن يدري فقد يكون له فعلا معرفة حقيقية فأغلب العباقرة كانوا يواجهون بالسخرية، ولن أتعدى هذا الموقع لأعرف بغيرهم وما نالوه من الأذى والسخرية. الواقع أننا اليوم ضحايا لكثير مما يتم تداوله في المواقع والإعلام من الوصفات التي يتعيش بها كثيرون ممن لا يحملون أي مؤهل يسمح لهم بأي ممارسة فيها تأثير على حياة الناس. أذكر أنني توجهت في عام 2004 إلى عجمان لمقابلة خبير أغذية ذاع صيته وقتها في المملكة واتجه له الركبان في محاولة لاكتشاف العلاج الذي يبحث عنه كل مريض وكل محتاج يرى تاج الصحة على رؤوس من حوله. عجبت لعدد الحضور واختلاف شكاواهم، وهو الأمر الذي جعلني أشك في صحة ما يفعله الرجل وبالفعل جربنا كل ما جئنا به من تلك الرحلة، وأجمل ما في الأمر أن أطفالي استمتعوا بالرحلة، أما الفائدة فكانت صفرا. توقعت سقوط الرجل ونظريته، لكن توقعاتي لم تصدق إلا بعد سنوات حيث يبدو أنه طرد من الإمارات بعد ما انكشف سره، لكنني ما زلت أراه في قنوات مصرية هذه الأيام، وهذا من سوء التواصل بين الأجهزة الصحية في الدول العربية. كان من المفيد أن يعمم عن وضع الرجل وعدم كفاءته ومعرفته التي لم يستفد منها أحد -على حسب علمي- سوى حسابه المصرفي والقنوات التي كانت تشغله وتجمع الإعلانات أثناء فقرته الشيقة التي تتابعها ربات البيوت بشكل عجيب. ولو كان الأمر كذلك لافتضح أمر الرجل ولتوقف عما يفعله من استغلال البسطاء والعيش على استمرار آلامهم ويبني على آمالهم التي ما تلبث أن تختفي، لتظهر في النهاية الحقيقة المرة التي تعيدنا للمربع الأول.
إنشرها