وتشارك حاليا في برنامج اكتفاء أكثر من 400 شركة، تعمل في توريد 24 سلعة، وخلال الأعوام الأربعة الماضية، دخلت شركات كبرى وأخرى صغيرة ومتوسطة في شراكة مع "أرامكو السعودية" من أجل بناء قطاع للطاقة في المملكة يتمتع بتنافسية عالمية، وقدمت بعض تلك الشركات تجارب ناجحة في خدمة توطين المحتوى المحلي وتطوير الموارد البشرية السعودية.
"بيكر هيوز جي إي" و80 عاما في خدمة المملكة
يمتد وجود شركة بيكر هيوز التابعة لـ "جنرال إلكتريك" في المملكة لأكثر من 80 عاما، حيث بدأت مسيرتها في المملكة أثناء حفر بئر الدمام رقم 7 أو بئر الخير في عام 1938. ولتعزيز الإمكانيات والقدرات المحلية يوجد لدى الشركة أكثر من عشر منشآت في مجالات التصنيع، والتجميع، والصيانة، والبحث والتطوير.
وللشركة عديد من المنشآت الحيوية في المملكة، من بينها: منشأة لصناعة رؤوس الحفر تصدر منتجاتها إلى أكثر من 40 دولة، وحققت إنجازا غير مسبوق هذا العام بتصنيع عشرة آلاف رأس حفر في المملكة منذ عام 2011، وكذلك منشأة تصنيع معدات التحكم في الضغط التي تعتبر من أكبر منشآت الشركة عالميا، ومركز الظهران العالمي للتقنية الواقع في شركة وادي الظهران للتقنية الذي يعمل على أكثر من 15 مشروعا للأبحاث والتطوير.
ويعمل لدى الشركة في المملكة حاليا أكثر من 2.700 موظف، منهم أكثر من 1.500 موظف سعودي، وتعمل 36 في المائة من الإناث في الشركة في مجالات العلوم والهندسة. كما تحرص الشركة على بناء سلسلة توريد قوية في المملكة، إذ تعمل اليوم مع أكثر من 1.350 موردا محليا، وتنفق أكثر من 300 مليون دولار سنويا على موردين محليين.
ويعد التوطين في الشركة أكثر من مجرد التزام بمستهدفات محلية، حيث تعمل على إيجاد روابط في مختلف نواحي الاقتصاد المحلي من خلال نقل التقنية والمهارات، وتوفير فرص عمل محلية وعالمية، وتحقيق القيمة في قطاعات التوريد المحلي السعودي، وتطوير قاعدة التصنيع المحلية. وتأكيدا على التزام الشركة بـ "رؤية السعودية 2030" وبرنامج اكتفاء فقد طورت استراتيجيتها في المملكة للاستثمار في مشاريع مهمة مثل مدينة الملك سلمان للطاقة، مدينة الجبيل الصناعية، والمدينة الصناعية الثانية في الدمام.
"شلمبرجير" .. قفزة في إدارة المحتوى المحلي
قدمت شركة شلمبرجير المورد الرئيس لتقنية النفط الخام والغاز في العالم، تجربة مهمة في تعزيز المحتوى المحلي في المملكة، وأسهم برنامج "اكتفاء" في إيجاد قفزة نوعية لأعمال الشركة في إدارة ذلك المحتوى، حيث ترتكز خطتها التي تنسجم مع برنامج اكتفاء على مضاعفة المشتريات المحلية بحلول 2021، والوصول إلى نسبة 70 في المائة في توطين الوظائف بحلول 2020، وزيادة الصناعات المحلية، والبدء في التصدير.
وقد نجحت الشركة خلال الفترة من 2015 إلى 2017 في توظيف نحو 470 سعوديا وسعودية في وظائف هندسية وإدارية، إلى جانب توظيف أكثر من 260 سعوديا وسعودية في الربع الأول من 2018.
وفي إطار توسع أعمالها وفقا لمتطلبات "اكتفاء" فقد تجاوزت المشتريات المحلية لـ "شلمبرجير" من السوق السعودية في عام 2017 أكثر من 37 في المائة من إجمالي مبيعاتها لنفس الفترة.
وتخطط الشركة لإضافة صناعات جديدة تدعم المحتوى المحلي، إذ استأجرت مساحة 500 ألف متر مربع في مدينة الملك سلمان للطاقة لبناء مجمع صناعات يخدم السوق المحلية والإقليمية. وابتدأ العمل في بناء المجمع مطلع 2018، ويتوقع أن تنتهي المرحلة الثانية منه أواخر 2019 ومعها ستكون "شلمبرجير" أول شركة في المملكة تبني منصات الحفر محليا.
"الحفر العربية" تحصد جوائز "اكتفاء"
تعكس شركة الحفر العربية التي تأسست عام 1964 جانبا آخر من حيوية برنامج "اكتفاء" في إثراء التوطين وتعزيز المحتوى المحلي، في مجال التنقيب عن النفط الخام والغاز في المياه وعلى اليابسة، حيث تبنت منذ نشأتها استراتيجية خلاقة فيما يخص التوطين والسعودة والتدريب، ارتكزت على عدة محاور هي: التوظيف النوعي وتدريب وتأهيل القوى العاملة الناشئة، وتدريب القوى العاملة التي على رأس العمل، والحفاظ على الكوادر الوطنية المؤهلة.
ورغم حصول الشركة على جائزة اكتفاء للعامين الماضيين "2016 كأفضل منشأة في مجال تقدير الموظفين" و"2017 كأفضل منشأة في مجال تدريب وتطوير العاملين"، إلا أنه لا سقف لطموحاتها في هذا المجال، إذ تستهدف في عام 2021 تحقيق النسب الطموحة للبرنامج في التوطين والتدريب والتوريد.
وقد بلغ عدد الأيدي الوطنية التي تم استقطابها للعمل لدى الشركة منذ عام 2015 نحو 2400 مواطن. أما المتدربون المتوقع تخرجهم من برامج التدريب المتنوعة لدى الشركة فيبلغ عددهم 450 متدربا.
وفيما يتعلق بمشتريات شركة الحفر العربية للسوق المحلية من إجمالي المشتريات، فقد بلغت 72 في المائة في عام 2017، بعد أن كانت 42 في المائة في عام 2014.
"أزر" تتوسع في توطين خدمات نفطية نوعية
بدعم من مركز "أرامكو" السعودية لريادة الأعمال "واعد" تتطلع شركة أزر للتقنيات لأن تكون إحدى ركائز صناعة النفط السعودي، ونموذجا مشرفا لتوطين وتصدير الخدمات والصناعات ذات التقنية العالية. وهي تعد أول شركة سعودية في مجال فحص أعماق آبار النفط والمياه.
وقد وجدت هذه الشركة دعما مهما من برنامج اكتفاء الذي أسهم في توفير البيئة المحفزة للشركات الكبرى للعمل والتعاون مع الشركات الناشئة، ما مكنها من تقديم خدمات ذات قيمة مضافة لتلك الشركات إضافة إلى فتح المجال لفرص التدريب لموظفيها.
وتتجه شركة أزر بخططها التي تنسجم مع البرنامج حتى عام 2021 إلى التوسع في توطين أنشطتها ومشترياتها التي يتم توريد 65 في المائة منها من مصادر محلية، إضافة إلى تحقيق تنوع أكثر في خدماتها لفحص أعماق الآبار وتصدير هذه الخدمات للأسواق المجاورة، وتوفير مئات فرص التوظيف والتدريب للكوادر السعودية.
ورغم أن الشركة ما زالت في مرحلة التأسيس إلا أنها حققت نسبة سعودة 70 في المائة موزعة على جميع الوظائف في مجال فحص آبار النفط. كما تم أيضا تحقيق أكثر من 900 ساعة تدريب لموظفيها في معاهد ومراكز تدريب معتمدة إضافة إلى برامجها للتدريب الداخلي، والتدريب على رأس العمل.
"إنوسوفت" وريادية التحول الرقمي
تقدم تجربة شركة البرمجيات المبتكرة "إنوسوفت" مع برنامج اكتفاء نموذجا مثاليا لتطوير الأعمال الريادية، والدخول في مجال تقني وحيوي يثري مبدأ التنوع الاقتصادي، والإسهام الفاعل في تقديم حلول تقنية مبتكرة ومتخصصة.
وقد تأسست هذه الشركة السعودية مطلع 2011، كمنظومة فكرية وبحثية وتطويرية من أجل تقديم الحلول التقنية المبتكرة تجاه أكبر التحديات التي تواجه قطاعات الأعمال والسوق المحلية السعودية. ومع الإرادة والعزيمة سرعان ما انطلقت بدعم برنامج مركز "أرامكو" السعودية لريادة الأعمال "واعد"، إذ إنها ثامن منشأة يمولها المركز، لتحقق في عام 2014 جائزة الدكتور غازي القصيبي لأفضل منشأة واعدة في قطاع خدمات الأعمال. كما تم تصنيفها ضمن أفضل 100 منشأة ريادية إبداعية في المملكة من قبل "فوربس"، كما حصلت على جائزة اكتفاء من "أرامكو" السعودية لأفضل المنشآت الصغيرة والمتوسطة لعام 2017.
وتخطط "إنوسوفت" للتوسع والإسهام في التحول الرقمي والإنتاج المحلي بصورة أكبر، بالاعتماد على كوادرها الوطنية في إطار جهودها لتعزيز التوطين إذ إن 80 في المائة من فريقها العامل من الموظفين السعوديين، كما أنها تقدم سنويا برنامجا لتدريب وتطوير مهارات طلاب الجامعات تحت برنامجها المخصص للتدريب الإداري والمهني.
وتبلغ نسبة مشتريات الشركة من السوق السعودية 85 في المائة من احتياجاتها. وتخطط لإضافة مزيد من الخدمات والمنتجات الجديدة في السوق المحلية خلال السنوات المقبلة، متضمنة حلول التحول الرقمي. كما تعمل حاليا على تصدير منتجاتها وخدماتها بنسبة تصل إلى 5 في المائة.
أضف تعليق