Author

برامج «الرؤية» والاقتصاد المعرفي

|
حمل خطاب الملك سلمان التاريخي في مجلس الشورى قبل أيام مؤشرات تتصل بأحداث مرت بها المملكة داخليا وخارجيا وقد جاء خطابه السنوي للأمة نبراسا لسياسة الدولة داخليا وخارجيا وكان أيضا سياسيا واقتصاديا وتنمويا، ومن خلاله وضع سياسات العمل والتصور للمستقبل، ثم شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفي اليوم نفسه حفل استقبال أهالي منطقة تبوك بمناسبة زيارته للمنطقة، فالملك في هذه الرحلة بين أرجاء الوطن من الرياض إلى تبوك يحمل هموم الوطن والمواطن من وسط البلاد إلى شمالها الغربي، يلتقي أبناء شعبه، يتحدث إليهم بشأن ما يرسم لهذه البلاد من مستقبل زاهر ويستمع إليهم بشأن ما يطمحون إليه، يلتقي الكبير والصغير، ويستمع للرجل والمرأة كلهم على حد سواء، ويقولها بكل وضوح في مجلس الشورى في الرياض وفي جميع مناطق المملكة التي زارها ومن بينها تبوك والجوف ومنطقة الحدود الشمالية بكل محافظاتها، المواطن هو أكبر اهتمامات الملك، التنمية والخطط، الضبط والإنفاق، الكفاءة والفعالية، الشباب والمستقبل، التقنية والاستثمار الاقتصاد والطاقة، كلها جميعا لخدمة المواطن في شرق هذه البلاد أو غربها شمالها وجنوبها. في "الشورى" قال الملك، إن المواطن في أولى أولويات اهتمامه، و"المواطن السعودي هو المحرك الرئيس للتنمية وأداتها الفاعلة، والمرأة السعودية شريك ذو حقوق كاملة". هذا تجسيد عملي لعديد من القرارات التي كان أهمها، وأكثرها تأثيرا، هي تلك القرارات المتعلقة بـ"رؤية المملكة 2030"، التي جعلت المواطن ومعيشته أهم محاورها، لقد أشاد الملك في خطابه بما تحقق من إنجازات حتى الآن في برامج "الرؤية"، ثم أكد الخطاب على المستقبل ومبادرات المستقبل، والاهتمام بتطوير الموارد البشرية للمملكة بهذا الشأن، هنا نقرأ المواطن في خطابات الملك، فالتدريب على تقنيات المستقبل يعني فرص عمل أفضل وعوائد أفضل وبيئة عمل أكثر مرونة، وتعامل مع الآلة والروبوتات. الاقتصاد المعرفي الذي يضع الإنسان ومهاراته ومعارفه في قمة الهرم، والقيمة هي ما ينتجه عقل الإنسان، ثم تطوع جميع العوامل من أجل هذا العقل البشري وفي المستقبل يجب أن يكون العقل البشري المنتج في أجل صوره سعوديا. سيكون على القطاع الخاص بالذات فهم هذه التحولات، فالإنسان هو الموجه لرأس المال وليس العكس، وإذا كانت المملكة – كما ذكر الملك ذلك في خطابه - ستواصل دعم القطاع الخاص وتمكينه شريكا فاعلا في التنمية، فإن التنمية المستقبلية هي لرأس المال البشري، هكذا ستكون المعادلات، لهذا فإن التغيرات الهيكلية للقطاع الخاص ستكون حتمية لمواجهة المستقبل، وللفوز بدعم الحكومة وأن يكون شريكا فاعلا. وحقيقة لقد ترجم الملك ما احتواه خطابه من علاقة المواطن بمشاريع التنمية حيث دشن عديدا من المشاريع التنموية الحيوية في معظم المناطق التي زارها وتفقدها، آخرها تدشين منظومة مشروعات مدينة وعد الشمال الصناعية التي بلغت تكلفتها 85 مليار ريال. ومن افتتاح أعمال السنة الثالثة لمجلس "الشورى" في دورته السابعة في الرياض، دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في معظم المناطق التي زارها عددا من المشاريع التنموية التي تشمل قطاعات متنوعة، وهنا نجمع بين كلمة الملك في "الشورى" بشأن السياسات المالية للمملكة بما في ذلك تحقيق التوزان بين ضبط الإنفاق ورفع كفاءته، فالمملكة لن تتوقف عن التنمية من أجل ضبط الإنفاق، لكنها أيضا لن تتخلى عن الكفاءة في المشاريع، هنا يظهر التوزان المنشود. وفي تبوك ولأن الملك يهتم بالمواطن ويتبنى رؤية تنمية قدراته من أجل المستقبل، فقد كرم خادم الحرمين الشريفين عددا من أبناء المناطق المتميزين في عديد من المجالات، في التعليم والعمل التطوعي وتحدي القراءة العربية والابتكار. وهذه هي الصورة الشاملة، خطط وتوجيهات ومباشرة العمل في التنفيذ، الملك قائد وقدوة للجميع ووقود الروح المعنوية والتلاحم بين أرجاء الوطن ومؤسساته، ورأينا كيف تلاحم مع مواطنيه وتجاوب مع مطالبهم خلال الزيارة الأخيرة.
إنشرها