Author

حاجتنا إلى السلام

|
التصالح مع النفس أمر مهم، لأنه الجسر المفضي للسلام والمحبة للآخر الشريك في الوطن أو الدين أو الإنسانية. أكثر المجرمين يعيشون حالة قلق واضطراب في دواخلهم. هذه تفضي إلى اضطرابات سلوكية عدة. الرسائل الإيجابية التي تصدر منك، هي المقدمة التي تجعل الشخص المقابل يشعر بالطمأنينة. الابتسامة، إلقاء السلام، النظرة غير الحادة، البشاشة، الكلمات اللطيفة... كل هذه الأمور تمثل حالة السلام في داخلك، وهي تنتقل إلى الآخرين، فتشبع في نفوسهم الراحة. نشر السلام بعبارته اللطيفة : السلام عليكم، هو نشر لمفهوم حضاري وإنساني راق. غياب المفهوم الحقيقي للسلام، وعدم فهم مدلولات (السلام عليكم) يجعل البعض يقول العبارة بنوع من العنف أو حتى الصلف الذي يجعلها تفتقد معناها الحقيقي. الرد من الطرف الآخر يأتي أحيانا باردا، أو قد لا يأتي رد أبدا. هذا الجفاف في التواصل الإنساني ينعكس بقدر كبير على المشاعر. بل إنه قد يفضي إلى أمور غير حميدة. مشكلات عدة تحدث بسبب حالة الجفاء. هذه تجعل "الأنا" تعلو. هنا يغيب التسامح، ويظهر الجفاء والخصومة. حكايات بسيطة تكبر لتغدو جرائم. أحيانا مجرد خلاف على الأولوية في احتلال مكان وقوف سيارة يفضي إلى جريمة قتل. وقد حصل هذه منذ بضعك أيام. الحوار مبتور. لا سلام، بل تلاسن، وأصوات مرتفعة، ثم فجأة يتسيد مشهد القتل، يفيق الجاني، يسارع بالصراخ طالبا إنقاذ الضحية، لكن الضحية تموت. ليس من باب المبالغة القول إن السلام مفتاح لحوار ونقاش أكثر هدوءا. حاجتنا إلى السلام كعبارة لا يلقي لها البعض بالا شديدة. رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - قال : أشيعوا السلام بينكم. هذا السلام المقرون بالابتسامة والصوت المشبع بالإيجابية عنوان يمنحك توترا أقل وسعادة وطمأنينة أكبر.
إنشرها