Author

مسار إنساني .. الغوث لليمن مستمر

|

منذ لبت دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية النداء للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن؛ لصد تغولات الانقلابيين الحوثيين قبل نحو أربع سنوات، ومنذ عاصفة الحزم وإعادة الأمل، دأبت دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن على دعم اليمن الشقيق في محنته على مختلف الأصعدة الإنسانية غذاء ودواء وخدمات أخرى.
في غضون هذه السنوات الأربع، كان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، يقدم على مدار الساعة خدمات العلاج والإسعافات والإيواء والتغذية للأطفال ونقل الجرحى والأمصال المضادة لمختلف الأمراض الخطيرة، من خلال طواقم طبية يقوم عليها أطباء وممرضون سعوديون في مناطق النزاع، سواء في المناطق التي تسيطر عليها "الشرعية"، أو التي في أسر الحوثيين. وكان إلى جانب هذا الجهد السعودي جهد مماثل من الإمارات الشقيقة، من خلال الهلال الأحمر وطواقمه الإماراتية الفنية، بل إن قوافل المؤن الغذائية لم تتوقف، سفينة بعد سفينة، رغم حالات السطو المتكررة عليها، واحتجاز بعضها من قبل الحوثيين، ورغم الممارسات الملتبسة غير السوية من قبل بعض العاملين في المنظمات الدولية.
ومع ذلك، فقد ظل هذا الزخم متصلا ومتواصلا بالجهد والعمل على أرض الواقع، ويجد تعبيره في حجم الإنفاق عليه، الذي بلغ على مدى تلك السنوات 13.5 مليار دولار؛ حيث لم تكف السعودية عن الاستمرار في تعزيز أسباب الشفاء، وتخفيف المعاناة عن الجرحى والمصابين، وتأمين المأوى والمأكل وما ييسر عليهم مصاعب العيش في هذه الظروف الاستثنائية. ولأن هذا هو المسار الإنساني الذي اتخذته القيادة السعودية لزاما على نفسها، فقد أمنت له كل ما يتيح له مزيدا من الرسوخ والاستمرار، وها هي دول تحالف دعم الشرعية اليوم تبادر، إضافة إلى ما سبق، إلى تقديم 500 مليون دولار للتصدي للحالة الإنسانية في اليمن، فيما يؤكد عزم السعودية والإمارات على أن يسير الدعم الإنساني جنبا إلى جنب مع الدعم العسكري، يسبقه ويليه في حرص شديد من القيادتين على صيانة الحياة الكريمة للشعب اليمني الشقيق، دون أدنى التفات إلى الأقاويل والتشكيكات المغرضة، التي تبثها قنوات الكراهية والحقد وجماعات الإرهاب والتطرف، ومن شايعهم من المضللين، أو على حد تعبير رئيس مركز الملك سلمان للإغاثة: إن السعودية والإمارات ودول التحالف لا تنظر إلى الإعلام المعادي والأبواق المأجورة، ونحن نركز على رفع معاناة الشعب اليمني، وتقديم العون لهم، وسنستمر في دعمه ورفع المعاناة عنه.
إن الإشارة إلى حجم الإعانات سابقها ولاحقها ماديا ومعنويا وخدميا، إنما تستهدف الإعلان بشفافية عما تقدمه دول التحالف التزاما منها بقداسة صيانة الأرواح البشرية، ولا سيما أنها أرواح أشقاء فُرض عليهم الانقلابيون في يمنهم السعيد، الذين يأتمرون بتعليمات الولي الفقيه في طهران، الراعي الأول للإرهاب في العالم، ويتغذى من حقده وسمومه على أهل اليمن وبلاد العرب، ويضرب بأسلحته المحرمة دوليا من الصواريخ والمتفجرات إلى الألغام التي تزرع في الطرقات والبيوت والحواري اليمنية، وتحصد أرواح الأبرياء من أجل أجندة مشروع تخريبي، هو ما هبت ضده القيادة الشرعية في اليمن، ووقفت إلى جانبها دول التحالف لإعادة الحق إلى نصابه؛ لكي يعود الأمن والسلام إلى ربوع اليمن، آمنا مطمئنا، يعمل للخير ومن أجله من دون خوف مثل غيره من الشعوب.

إنشرها