Author

حمقى البث المباشر

|

قلنا سابقا، إن أدوات التواصل الاجتماعي بقدر ما فيها من فوائد، إلا أنها تتحول في أيدي التافهين والحمقى إلى سلاح يسبب الأذى الخاص والعام.
وقد تابع المجتمع هذا الأسبوع حادثة تعاطي ثلاثة من الجناة المخدرات والمسكرات.
كانت الأجهزة الأمنية حازمة وسريعة، وهي تلقي القبض على الجناة الثلاثة ومعهم فتاة قاصر حسب ما أعلنته صحف أمس.
وأجزم بأن الأيام المقبلة ستشهد محاكمة هؤلاء ومعاقبتهم، خاصة أنهم كانوا يبثون تجاوزاتهم وتعاطيهم المخدرات والمسكرات على الهواء مباشرة لمتابعي أحد تطبيقات البث المرئي المباشر.
المؤلم أن هناك من تلقى هذه اللقطات، وأعاد تدويرها من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وهذا الأمر أذاه مس كل إنسان لديه ذرة إحساس ونخوة وكرامة. لقد تعزز الأذى والعقاب على الفتاة القاصر، وعلى كل من له صلة بها.
من المؤسف أن العقل الجمعي، يسهم دون قصد في مضاعفة الأذى ضد المجني عليه، وهو في هذه الحالة فتاة قاصر، وقعت ضحية ثلاثة من متعاطي المخدرات والمسكرات، فقدوا كل قيم الرجولة والشهامة والكرامة.
لقد أفقدتهم سكرةُ اللحظة استحضارَ كل قيمة، وأصبح المجتمع بأكمله شاهدا على تهتكهم من خلال تعاطي العقاقير والمشروبات المغيبة للعقل.
بقدر الصدمة التي أشاعتها تلك الحادثة عندي، بقدر ما يبرز السؤال الذي سبق أن طرحته في أكثر من مقالة: أي جنون وحماقة تلك التي تجعل متعاطيا للمخدرات، أو مرتكبا لجريمة يعاقب عليها القانون، يتباهى بممارساته عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟!
أما وقد أصبحت الحادثة قضية رأي عام، تجاوزت المجتمع المحلي الصغير، إلى فضاء الإنترنت ودهاليزه، فإنه يجب تكرار تحذير بناتنا من الانسياق خلف إغراءات اللئام وغدرهم.
إن قيم الأسرة تتعرض للتهديد، في مختلف أرجاء العالم. التصدي لكل هذا أسريا ومجتمعيا تكتنفه صعوبة شديدة.

إنشرها