Author

لا تعليق

|
اتسمت الفترة الماضية بانتشار الحديث عن تعليق الدراسة والنقاش حوله من قبل الجميع. مؤيدو الأمر يربطونه بالحالة الصحية والنفسية للطلاب. ثم ظهرت فكرة الربط بين المعلم والطالب وعلاقتهما وما تستلزمه من التشارك فيما يعرف بالتعليق، وهل يعلق دوام المعلم أم يبقى وراء طلابه. ثم بدأت الخلافات الطويلة حول هذه النقطة لتربط الماضي بالحاضر وتقارن بين طالب الأمس وطالب اليوم والمؤثرات المختلفة والحال بين المدينة في عصرين مختلفين. النقاش طال وتوسع ومع استمراره تظهر نقاط اختلاف جديدة، وهي عناصر لا يلام عليها من يناقشها لأنها حالات تتفرد فيها بلاد الخليج، حيث تظهر الإشكالية مع التوسع العمراني الهائل، وعدم مراعاة الخطط لمؤثرات دفعت لظهور مواقع تأثرت بشكل خطير بالكميات الكبيرة من الأمطار التي سقطت خلال فترة وجيزة. على أن الأمطار التي نتحدث عنها جزء من تغير مناخي كبير يظهر أثره في دول كثيرة، وهنا نجد الحالة ملزمة للجميع بالبقاء في المنازل دون أن تكون هناك قضايا تعليق. كثرة النقاش هذه أوجدت الحساسية بين الفئات المختلفة، والنظرات المتبادلة حول وظيفة المعلم والمنطق الذي يربطها بمفهوم الوظيفة، بعيدا عن مفهوم الرسالة الذي يجب أن يسود في أوساط المجتمع، وكل من يتعامل مع فلذات الأكباد. هذه الفكرة يجب أن تدعم من قبل كل من يمارس القرار على حياة المعلم، وما يؤثر في مستقبل الأبناء والبنات، على مثل هذا يمكن أن نقيس في مواضع أخرى من ضمنها قرار توزيع المعلمين والمعلمات في مناطق نائية وتأثيره في إنتاجيتهم، بل وخطره على حياتهم. ما أثار إعجابي هو التفاعل الرائع من أمانة منطقة الرياض، التي كنا نشاهد مقاطع لشوارعها وهي غارقة في المياه والناس يعانون الحركة والانتقال، بل وهجوم المياه عليهم في المنازل. بعد توقف الأمطار بساعات شاهدت آليات الأمانة وهي تخلص الشوارع من الآثار، ثم خرجت من المدينة لأشاهد الطرق التي كانت تئن تحت المياه وقد سلكت للسيارات وكأن شيئا لم يكن. حالة كانت تستغرق ما يقارب الأسبوع في سنوات مضت. هنا أهنئ الأمانة وكل منسوبيها على هذا الإنجاز المهم الذي تعاملوا فيه مع الواقع وحققوا إنجازا مهما رفع عن أهل الرياض الخطر، وأعفاهم نقاش التعليق لتصبح الرياض "بلا تعليق".
إنشرها