FINANCIAL TIMES

خطر محدق .. الانكماش التالي يختبر سندات الشركات الفئة BBB

خطر محدق .. الانكماش التالي يختبر سندات الشركات الفئة BBB

في الوقت الذي يتزايد فيه القلق بشأن المخاطر الكامنة في سوق سندات الشركات، توم ميرفي وتيم دوبيك لا يشعران بالانزعاج.
هذان المديران المخضرمان لأحد صناديق السندات في "كولومبيا ثريدنيدل" عملا على اقتناء كميات كبيرة من السندات ذات التصنيف الائتماني BBB، الركن الأكثر خطورة في عالم السندات ذات المرتبة الاستثمارية، وهو عالم أدى نموه السريع إلى تحذيرات من صندوق النقد الدولي ووكالات التصنيف الائتماني.
قيمة السندات ذات التصنيف الائتماني BBB في "بلومبيرج باركليز"، المؤشر الذي يتابعه مشترو سندات الشركات على نطاق واسع، ارتفعت من 670 مليار دولار في نهاية عام 2008 إلى 2.5 تريليون دولار في نهاية عام 2017. "سيتي جروب" و"أيه تي آند تي" من بين الشركات المُقترضة ذات التصنيف الائتماني BBB، التي تمثل الآن 49 في المائة من سندات الدرجة الاستثمارية، مقارنة بالثُلث في عام 2008 و25 في المائة فقط في عام 2000. بعد عقد من الزمن عمل فيه برنامج التسهيل الكمي على تشجيع مستثمري الدخل الثابت على اتخاذ مخاطر أكبر في السعي وراء العوائد، السؤال المُلحّ بشكل متزايد هو: كيف سيكون وضع السندات ذات التصنيف الائتماني BBB عندما ترتفع أسعار الفائدة، وفي نهاية المطاف، عندما يصل الانكماش الاقتصادي التالي.
قال ميرفي "لا أريد الاستخفاف، لكني أهتم بما يراه محللو المخاطر بشأن شركة معينة أكثر من رأي وكالة ستاندرد آند بورز ووكالة موديز". السندات ذات التصنيف الائتماني BBB تمثل الآن نحو 80 في المائة من الصندوق الذي يُشارك إدارته مع دوبيك.
لكن كما هي الحال بالنسبة إلى غيرهما من مديري السندات ذات الدرجة الاستثمارية، الذين يراهنون بشكل كبير على السندات المصنفة BBB، فإن المخاطر عالية بالنسبة إلى الثنائي في "كولومبيا". هذا النوع من السندات يقع على درجة واحدة فقط أقل من السندات ذات العوائد العالية، أو الخطرة – وهي سندات من بنات عم السندات BBB تشكل النسبة الأقل، لكنها تعطي عوائد دسكو ولا يُسمح للصناديق من الدرجة الاستثمارية بامتلاك كثير منها.
بالنظر إلى أن السندات فئة BBB تشكل الآن شريحة كبيرة من المؤشرات الرئيسية التي يقيس المستثمرون أداءهم مقابلها، فإن الخوف هو أن تؤدي خلفية اقتصادية أكثر صرامة إلى موجة من تخفيضات التصنيف الائتماني التي سُتطلق موجة من البيع القسري.
بالنسبة إلى مارجريت شتاينباك، اختصاصية الدخل الثابت في شركة كابيتال جروب لإدارة الأصول "هذا يُثير كثيرا من المخاوف. في الانكماش التالي لا أعرف ما إذا كان المستثمرون يتخذون مراكز مناسبة لأنهم يتخذون كثيرا من المخاطر".
إنه خطر يزداد حجمه ضخامة بالنسبة إلى شركات إدارة الصناديق التي تختار الاستثمار بكثرة في النهاية الأكثر خطرا للسندات من الدرجة الاستثمارية. وهذه تشمل شركة إدارة الأصول "لورد أبيت"، حيث السندات فئة BBB تمثل 73 في المائة من صندوق سندات الشركات الخاص بها. "بي إن واي ميلون" لديه صندوق يحوي نسبة تزيد قليلا على 63 في المائة، بينما تمثل 62 في المائة في صندوق سندات الشركات في شركة ديلاوير للاستثمار. مايكل وايلدشتاين، الذي يُدير محفظة شركة ديلاوير، يوافق على أن سلسلة من مقترضي السندات ذات التصنيف الائتماني BBB سيتم إقصاؤهم إلى عالم السندات الخطرة. لكنه أضاف "الأوراق المالية التي نشتريها من أجل مجموعة السندات ذات التصنيف الائتماني BBB هي أسماء نعتقد أنها ستصمد خلال هذه الدورة. إذ نجد سندات في قطاعات دفاعية مثل القطاع المصرفي، أو شركات المنافع العامة "مثل شركات الكهرباء والماء والغاز"، حيث يُمكن تحقيق أهداف الرفع المالي".
المستثمرون المتفائلون بنهاية أقل صحة من سندات من الدرجة الاستثمارية يُسارعون إلى الإشارة إلى أنه ليست جميع السندات ذات التصنيف الائتماني BBB تنشأ سواسية. في ترديد لرأي وايلدشتاين، يفضل مديرو الصناديق في "كولومبيا" امتلاك السندات التي تُصدرها شركات المنافع العامة لأنها قطاع أكثر دفاعية استطاع الصمود بشكل جيد خلال الدورة الأخيرة في الوقت الذي تراجع فيه كثير من سندات القروض العقارية ذات التصنيف العالي وسندات المصارف.
قال ميرفي "ليس الأمر كما لو أننا نفهم ما حدث بشكل أفضل من الأشخاص الآخرين، لكن حقيقة الأمر هي أن "ليمان براذرز" كان ذا تصنيف ائتماني A في عصر يوم الجمعة وأفلس يوم الإثنين، وأنا لا أرى كيف يُمكن أن يحدث هذا لشركات المنافع التي نملكها".
الأكثر من ذلك، هناك اختلافات طفيفة داخل مجموعة السندات فئة BBB. في "ستاندرد آند بورز جلوبال"، مثلا، يراوح تصنيفها من BBB- إلى BBB+ بينما في "موديز" تمتد من Baa1 إلى Baa3.
تخصيص "كولومبيا" للسندات ذات التصنيف الائتماني BBB هو 46 في المائة في تصنيف BBB1، ويجادل صندوق السندات أنه يجعلها قريبة إلى كونها من التصنيف A أكثر من كونها خطرة. كذلك لا يستخدم الصندوق أيا من مخصصاته المسموح بها لامتلاك سندات ذات عوائد عالية، ما يمنحه بعض الحماية قبل أن يصبح بائعا قسريا بسبب تخفيضات التصنيف الائتماني. كانت عوائد صندوق كولومبيا العام الماضي مُطابقة لمؤشر بلومبيرج باركليز للشركات الأمريكية من عام إلى خمسة أعوام، مع عوائد بنسبة 2.56 في المائة، وتفوقت قليلا في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، مع عوائد بنسبة 0.45 في المائة.
في حين إن المتفائلين بشأن السندات ذات التصنيف BBB يشعرون بالاستياء الشديد من الأشخاص الذين يشطبون الفئة بالكامل باعتبارها صندوق بارود بانتظار الانفجار، هناك اعتراف بين معظم مستثمري سندات الشركات بأن أكبر المخاطر تكمن في السندات التي يتم إصدارها لتمويل عمليات الاندماج والاستحواذ ذات الرفع المالي العالي.
ستيفن بوثي، كبير مديري المحافظ لاستراتيجية سندات الشركات من الدرجة الاستثمارية العالمية في "تي-رو برايس"، قال "ينبغي أن يتساءل الناس، أين تكمن المشكلات في السندات ذات التصنيف الائتماني BBB؟ إنها في تمويل عمليات الاندماج".
لنأخذ شركة كامبيل سوب التي اقترضت أكثر من خمسة مليارات دولار في آذار (مارس) لتمويل عملية استحواذ على شركة صناعة الوجبات الخفيفة "سنايدرز لانس"، أو "سي في إس هيلث" التي أصدرت سندات قيمتها 40 مليار دولار للمساعدة في تسديد تكاليف عملية استحواذ على شركة إيتنا، أو مجموعة مواد البناء "شيروين ويليامز" التي باعت سندات قيمتها ستة مليارات دولار عندما اشترت شركة فالسبار.
في كل حالة، حصلت الشركات على تصنيف من الدرجة الاستثمارية مع الوعد بأنها ستعمل على تقليل الرفع المالي الذي رافق عمليات الاستحواذ. لكن منذ إبرام الصفقات، انخفضت سندات كل شركة من الشركات المُصدّرة، ما يشير إلى أن المستثمرين متشككون.
مارك كيسل، كبير مديري المحافظ في صندوق بيمكو للسندات ذات المرتبة الاستثمارية "الذي يخصص أموالا للسندات ذات التصنيف BBB بنسبة أقل من 42 في المائة عن مؤشرها المعياري"، مدرك للخطر المتمثل في الأموال التي تُستدان من أجل عمليات الاستحواذ.
كما هي الحال مع المختصين في انتقاء الأسهم، سيتم اختبار العزيمة الاستثمارية للذين يصطادون في عالم السندات ذات التصنيف BBB خلال الانكماش التالي. قال كيسل "هذا بالتأكيد خطر ينبغي أن يدركه المستثمرون. لكني لا أعتقد أنه يعني وجوب بيع جميع السندات من الفئة BBB".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES