الطاقة- النفط

رغم زيادات الإنتاج .. حقول "الصخري" الأمريكي معرضة للاستنزاف بحلول 2020

رغم زيادات الإنتاج .. حقول "الصخري" الأمريكي معرضة للاستنزاف بحلول 2020

أكدت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها السنوي أمس أن المناطق الأغنى بموارد النفط الصخري الأمريكي سيتم استنزافها بحلول منتصف عام 2020، بمعنى آخر فإن متوسط الآبار المحفورة في 2025 سيكون أقل إنتاجية مما هو عليه اليوم.
وأشارت الوكالة إلى أنه قد يكون النفط الصخر الزيتي الأمريكي صديقا لصناعة النفط في الوقت الحالي، لكن هذه الطفرة لن تستمر مستقبلا.
وأضافت أن "الولايات المتحدة ستظل تضخ كميات كبيرة من النفط الخام من حقول النفط الصخري الزيتي - المعروف أيضا باسم النفط الضيق - لكن الإنتاج سينحسر لأن هناك حاجة إلى حفر عدد أكبر من الآبار للحفاظ على الإنتاج أو زيادته". 
ولفت التقرير إلى أن منظمة أوبك ستهيمن على نمو الإمدادات النفطية على المدى القريب حيث تستأثر الولايات المتحدة بما يقرب من 75 في المائة من الزيادة في الإنتاج العالمي حتى عام 2025 لكن النفط الأمريكي الضخم سيتجه لاحقا إلى الانكماش ثم ينخفض بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا في 2030. 
وقال التقرير "إنه بعد عام 2025 سيصبح أعضاء "أوبك" في غاية الأهمية لتلبية الطلب العالمي على النفط الخام"، مضيفا أنه "بخلاف الولايات المتحدة تم رصد نمو قوي في إنتاج الخام ولا سيما في الأرجنتين وروسيا وكندا والمكسيك"، مشيرا إلى توقع إنتاج أكثر من 3.5 مليون برميل يوميا من إنتاج النفط الضيق من مناطق خارج الولايات المتحدة في عام 2040.
إلى ذلك، قالت لـ "الاقتصادية"، الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير المحللين في المعهد الدولي لدراسات الطاقة، "إنه من الواضح أن "أوبك" قلقة من التباطؤ الاقتصادي في العام المقبل وهو ما جعلها تفكر جديا في خفض مستويات الإنتاج على الرغم من المعارضة الأمريكية لهذا التوجه بهدف استمرار تراجع الأسعار لخدمة مصلحة المستهلكين".
وأشارت كومندانتوفا إلى أن "أوبك" لفتت أخيرا إلى توقعات تراجع مستويات الطلب على نفطها خاصة مع صدور بيانات غير متوقعة عن ارتفاع مستوى الإمدادات من خارج "أوبك" خاصة بعد ارتفاع مفاجئ وقياسي في مستوى الإمدادات الأمريكية.
من جانبه، يوضح لـ "الاقتصادية"، بيل فارين برايس مدير شركة "بتروليوم بوليس إنتلجنس" للطاقة، أن اجتماع المنتجين في الشهر المقبل سيكون حاسما حيث تترقب السوق ماذا سيفعل وزراء "أوبك" وحلفاؤهم من خارج "أوبك" بقيادة روسيا وهل سيقدمون على خفض الإنتاج كما يحبذون بعد تصريحات عن وجود مليون برميل يوميا فائضا في السوق أم يستجيبون للمطالب الأمريكية بالاستمرار في ضخ الإمدادات الحالية إلى السوق؟
وأضاف برايس أن "المخاوف بشأن صحة وسلامة اقتصاديات الأسواق الناشئة السبب الرئيسي وراء تراجع توقعات الطلب على النفط الخام التي تقدرها منظمات دولية بنحو 70 ألف برميل يوميا"، مشيرا إلى أن السوق تجاوزت تأثيرات انخفاضات الصادرات النفطية الإيرانية، حيث حدثت زيادات واسعة مقابلة في إنتاج السعودية والإمارات والكويت. 
من ناحيته، يقول لـ "الاقتصادية"، أندرو موريس مدير شركة "بويري" للاستشارات الإدارية، "إن أسعار النفط الخام هبطت لأدنى مستوى في العام نتيجة حالة وفرة الإمدادات التي تنمو بوتيرة سريعة في السوق ودعمها المخاوف من انكماش اقتصادي في عديد من الاقتصاديات الرئيسية في العام خاصة الأسواق الناشئة".
وذكر موريس أن حالة عدم اليقين لا تزال تهيمن على السوق وهو ما جعل المنتجين يتحفظون في التعامل مع تغيرات السوق مع التمسك باتفاق خفض الإنتاج الذي تم اقراره في عام 2016 ومن المتوقع في ضوء المتغيرات الجديدة أن تركز الشراكة الجديدة للمنتجين في "أوبك" وخارجها في اجتماع الشهر المقبل على سحب الفائض من المعروض في الأسواق.
في سياق متصل، ارتفع النفط صوب 67 دولارا للبرميل أمس معوضا بعض خسائر الجلسة السابقة بفعل تنامي فرص خفض "أوبك" ومنتجين حلفاء لها إنتاجهم خلال اجتماع الشهر المقبل لدعم السوق.
وبحسب "رويترز، صعد الخام بعد أن قالت ثلاثة مصادر مطلعة "إن "أوبك" وشركاءها يناقشون مقترحا لخفض الإنتاج بما يصل إلى 1.4 مليون برميل يوميا وهو رقم أكبر مما ذكره المسؤولون سابقا".
وارتفع خام القياس العالمي برنت 1.18 دولار للبرميل إلى 66.65 دولار بعد أن انخفض إلى 65.02 دولار في وقت سابق، وارتفع الخام الأمريكي 60 سنتا إلى 56.29 دولار.
ومنذ منتصف تشرين الأول (أكتوبر)، تراجع برنت 17.5 في المائة بفعل تنامي المخاوف من تخمة معروض وتباطؤ الطلب، فيما أصبح أحد أكبر الانخفاضات منذ انهيار السعر في 2014.
 

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط