FINANCIAL TIMES

رهان «أبولو» مربح .. ومثير للجدل في مجال التأمين

رهان «أبولو» مربح .. ومثير للجدل في مجال التأمين

رهان «أبولو» مربح .. ومثير للجدل في مجال التأمين

رهان «أبولو» مربح .. ومثير للجدل في مجال التأمين

كان لدى مارلين ألبرت 110 آلاف دولار في حسابها الاستثماري عندما تركت وظيفتها في شركة أيه تي آند تي AT&T قبل عقد من الزمن، لكن ما كانت في حاجة إليه بدلا من ذلك، كما أخبرت السمسار الذي تتعامل معه، هو شيك شهري لبقية حياتها.
تذكر ابنتها شيري كيلي: "لم يتقاض رسوما مقابل النصيحة، لأن والدتي تصنع له قوالب الكيك. كانت ترتاح إليه تماما".
على الرغم من ذلك، عندما قررت السيدة ألبرت وضع أموالها في عقد تتقاضى بموجبه راتبا تقاعديا سنويا من شركة تأمين بريطانية تدعى أفيفا، اتصلت السيدة كيلي بابنها في إنجلترا لتسأل عما يعرفه عن الشركة.
بعد بضعة أعوام، انتقلت بوليصتها إلى مالك جديد – هو شركة أثين هولدينج للتأمين على الحياة، على الرغم من أنها مثيرة للجدل واستحواذية للغاية، زعزعت الطريقة التي تعمل بها أعمال الرواتب التقاعدية السنوية في الولايات المتحدة.
يُسلّم الأمريكيون 200 مليار دولار سنويا كأقساط من أجل رواتبهم التقاعدية، وعادة يختارون شركة التأمين التي ستستثمر الأموال في سندات آمنة ومن ثم الاحتفاظ بنسبة متواضعة من عوائد الاستثمار لنفسها.
في العقد الماضي، وضع ملياردير في مجال الأسهم الخاصة الشركات القائمة جانبا، من خلال ابتكار طريقة لوضع جزء من مدخرات التقاعد لأشخاص مثل السيدة ألبرت، في أدوات ائتمانية معقدة لا تجرؤ شركات التأمين التقليدية على لمسها.
نتيجة هذه الممارسة في الهندسة المالية باتت شركة أثين، موضعا لمئات الآلاف من حاملي البوالص الذين لا يتمتعون بحرية اتخاذ القرار، بشأن نقل مدخرات تقاعدهم إلى الأداة الجديدة غير المجربة.
إن علاقتها غير العادية مع داعمها الأصلي، شركة الأسهم الخاصة القوية أبولو جلوبال مانيجمنت، تخاطر بتشكيل حالات من تضارب المصالح يقول بعضهم عنها إنها يمكن أن تؤذي مستثمري شركة أثين وحاملي بوالصها في الشركة في الركود التالي للسوق، في الوقت الذي بدأت تنحسر فيه العوائد السهلة نسبيا في العقد الماضي.
خلال تاريخها القصير حققت سجلا ماليا مثيرا للإعجاب. حتى نقادها يعترفون أنه من وجهة نظر مبتكرها، ربما كان لشركة أثين أكبر استراتيجية استثمارية في العقد الماضي.
لقد أنشأت "أبولو" شركة تأمين على الحياة المدرجة في البورصة بقيمة عشرة مليارات دولار، فضلا عن مورد دائم من الرسوم التي تمثل عدة مليارات الدولارات من قيمة حقوق الملكية فيها، البالغة 13 مليار دولار.
مهندس هذه التجارة هو مارك روان. المؤسس المشارك لشركة أبولو، الذي كان يقترب من عمر 50 عاما عندما ضربت الأزمة المالية، لقد كان في الأصل على قمة واحدة من أكبر شركات الأسهم الخاصة في العالم.
في عام 2009، عندما هندس حديثا عملية الاستحواذ بقيمة 30 مليار دولار على إمبراطورية القمار "سيزارز" القائمة في لاس فيجاس، ساعد على إنشاء شركة أثين كمنصة للقيام برهان كبير في مجال التأمين.
الانتقال إلى التأمين كان خروجا عن الوضع المألوف بالنسبة لشركة أبولو، التي أصبح المصدر الرئيس لدخلها هو عمليات الاستحواذ من خلال الشراء التام لشركات بأكملها باستخدام الرفع المالي، حيث تحتفظ بنسبة 20 في المائة من الأرباح.
مثل هذه الأرباح قد تكون ضخمة، لكنها كانت تحدث بطريقة عشوائية وتضمنت عملية طويلة من الطيران حول العالم كل بضعة أعوام، شملت استجداء صناديق التقاعد وصناديق الثروات من أجل الالتزام برأس المال.
تصل أصول شركة أثين الآن إلى 100 مليار دولار، وهو رقم يفوق المبلغ الموجود في صناديق الاستحواذ الشهيرة الخاصة بشركة أبولو.
بالنسبة لشركة أبولو، كانت "أثين" طريقة لمضاعفة الأرباح. إلى جانب حصتها في شركة التأمين – التي قدمت لها قليلا من النقود – تحصل شركة أبولو على رسوم ضخمة مقابل إدارة قاعدة أصول "أثين".
في عام 2017 وحده، كسبت الشركة أكثر من 400 مليون دولار من عقدها لإدارة محفظة شركة أثين، التي تشتمل على أدوات ائتمانية غير مألوفة مرتبطة بالقروض العقارية السكنية، وسندات الشركات، وتأجير الطائرات حتى صفقات لشركات الأسهم الخاصة المنافسة.
إلا أن بعض خبراء التأمين يشعرون بالقلق من أن هذا المصدر المتدفق من الرسوم، سيمنح "أبولو" حوافز قوية قد تكون غير مريحة لمصالح حاملي البوالص والمستثمرين في شركة أثين.
تملك "أبولو" حصة بنسبة 10 في المائة في شركة أثين، لكن تلك النسبة تحجب تأثيرها الأكثر شمولا: حيث تسيطر شركة أبولو على 45 في المائة من أسهم التصويت في شركة أثين، حتى إنها وضعت أحد موظفيها في منصب الرئيس التنفيذي لشركة التأمين.
هناك تحقيق أجرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" يلقي صورة مثيرة للقلق لترتيبات الحوكمة التي تهدف إلى إبقاء هذا التضارب تحت السيطرة. بناء على مقابلات مع المطلعين، والمنافسين، والمصرفيين وغيرهم من مراقبي الصناعة، فضلا عن مراجعة بيانات الأوراق المالية المقدمة إلى الجهات التنظيمية، يظهر التحقيق كيف أثار المستثمرون المخاوف من أن شركة أبولو تستغل وضعها.
يحصل جيم بيلاردي، المخضرم في مجال التأمين، الذي يتولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة أثين، على 5 في المائة من أرباح شركة الأسهم الخاصة من شركة أثين، وهو اتفاق يدعو للتشكيك بإشرافه على ترتيب يقول النقاد إنه مكلف للغاية.
حتى بعض المطلعين في شركة أبولو استنتجوا أن "أثين" يمكن أن توفر مئات الملايين من الدولارات سنويا إذا استبدلت شركة أبولو بشركة إدارة أصول مستقلة.
يقول مسؤول تنفيذي كبير سابق في "أثين"، الذي يدعي أن مخاوفه دفعته إلى الاستقالة: "مارك روان عبقري، لكن بطريقة ملتوية. ما كان يحدث في أثين جعلني أشعر بالخوف".
قالت شركة أبولو إن "شراكتها الواسعة مع أثين كانت، ولا تزال، تحقق نجاحا كبيرا ساعد أثين على التفوق بشكل كبير على نظرائها، الأمر الذي أفاد زبائنها ومستثمريها". أضافت مجموعة الأسهم الخاصة: "الادعاءات الواردة في مقالة في صحيفة فاينانشيال تايمز، التي تنفيها شركة أبولو بقوة، لا أساس لها من الصحة".
شركة أبولو، التي أسسها ثلاثة مصرفيين سابقين في دريكسل بيرنهام لامبرت في عام 1990، حققت ثروة من الاستثمار في مجال التأمين في أعوامها الأولى. بحلول عام 2009، قررت أن التأمين كان جاهزا لإدخال نموذج جديد. "شهدنا أفضل العوائد بعد الفوضى"، كما قال روان لجمهور في ذلك العام في جامعته التي تخرج فيها، كلية وارتون لإدارة الأعمال. وتعاقد مع فريق يشمل المخضرم في مجال التأمين بيلاردي، وبدأ في بناء نوع مختلف من منصة التأمين على الحياة.
استحوذت صفقة شركة أثين الأولى على 1.6 مليار دولار من مجموعة التزامات الرواتب التقاعدية السنوية من شركة تأمين متعثرة تدعى أمريكان إكويتي للتأمين على الحياة، واستغلت الأصول المطابقة في الأوراق المالية التي تتدرب شركات إدارة المحافظ النموذجية على تجنبها.
ربع الإجمالي ذهب إلى الأوراق المالية المدعومة من القروض العقارية السكنية وديون أخرى، اقتنصت خصومات عميقة في الوقت الذي كانت فيه منتجات التوريق المالي تعد خطرة فوق الحد.
في حين أن عقود الرواتب التقاعدية السنوية وعدت الزبائن بعوائد ربما تصل إلى 2 أو 3 في المائة سنويا، إلا أن شركات استثمار الائتمان ذات الموارد الكبيرة، مثل شركة أبولو، يمكن أن تكسب ربما ما يصل إلى أربع نقاط مئوية فوق ذلك.
مع كل عشرة دولارات من أصول شركة أثين الممولة بدولار واحد فقط من حقوق الملكية، يمكن أن تصل العوائد إلى نسبة تراوح بين 15 و20 في المائة، ضعف ما كان يوفره القطاع المصرفي في الأعوام العشرة الماضية.
أكبر صفقة حققتها شركة أثين حتى الآن جاءت في عام 2013، عندما استحوذت على شركة أفيفا الأمريكية و56 مليار دولار من عقودها للرواتب التقاعدية السنوية، إلى جانب فريق مبيعاتها الرائد في السوق.
لم تعُد "أثين" مشغلا متخصصا لأصول موروثة من شركات أخرى؛ حيث إن داعميها، الذين يشتملون الآن على مستثمري الصناديق السيادية من أبو ظبي وصناديق معاشات التقاعد الحكومية من كندا، وتكساس وكارولينا الجنوبية، كانوا يملكون جزءا من شركة التأمين القوية المتنامية.
كانت شركة أبولو في سبيلها إلى الحصول على مئات الملايين من الدولارات سنويا مقابل إدارة دفاتر شركة أثين. قررت أنه يمكنها الاستغناء عن الرسوم المنفصلة الأكثر تواضعا بكثير، التي تكسبها مقابل الإشراف على "أثين" بالنيابة عن مستثمري الأموال في شركة أبولو.
لذلك، عقدت اتفاقا مع مجلس إدارة شركة أثين. مقابل إلغاء ما يسمى رسوم المراقبة، ستحصل على تخصيص سخي من حقوق ملكية شركة أثين – تبادل سمح لشركة أبولو بحيازة جزء كبير من حصتها بنسبة 10 في المائة في شركة أثين مع تقديم قليل من نقودها.
الخطوة التالية المنطقية كانت إدراجها في البورصة، خطوة ستمنح شركة أثين تصنيفا ائتمانيا أفضل وعملة لشراء شركات أخرى. لقد كانت هناك عقبة واحدة فقط. الشركات العامة تجذب مجموعة من المستثمرين الكبار والأقوياء – النوع الذي يطالب بإبداء رأي في الطريقة التي تدار بها شركاتهم.
عندما قدمت شركة أثين طلبا لعملية الإدراج العام الأولي في أيار (مايو) من عام 2016، أصبح واضحا أنه بالنسبة لشركة أبولو، فإن الحياة كشركة مستقلة ستكون بمنزلة فقدان بعض الحرية.
"موقف مارك روان تجاهنا كان: "لقد حققتم عائدا جيدا على استثماركم، فلماذا لا تنقطونا بسكوتكم؟"، كما يذكر تنفيذي في واحدة من شركات الاستثمار الكبيرة في شركة أثين، الذي أثار المخاوف في عام 2016 حول رسوم ونفوذ شركة أبولو.
يتركز الخلاف الآن على قاعدة أصول شركة أثين المترامية الآن ومقدار الرسوم التي كانت تتقاضاها شركة أبولو للاستثمار فيها. لم يعد أي من الترتيبات النموذجية لإدارتها مناسبا. فريق استثمار داخلي لم يتمكن من مواكبة قدرات أبولو، التي تمكنت من الحصول وتحليل أي أداة دخل ثابت يمكن أن تتخيل أي شركة تأمين شراءها. شركة إدارة خارجية مثل بلاك روك أو بيمكو عانت المشكلة المعاكسة: حكمت شركة أبولو على تلك الشركات بأنها كبيرة فوق الحد، على نحو لا يجعلها تهتم كثيرا حتى بمبلغ الـ60 مليار دولار الذي كان على "أثين" إدارته.
لذلك، أسست شركة أبولو شركة قائمة في كاليفورنيا، ألا وهي شركة أثين لإدارة الأصول، التي تولت مسؤولية محفظة شركة أثين مقابل رسم. على الرغم من الاسم، إلا أن شركة أثين لم تكن لديها مصلحة اقتصادية في "أثين لإدارة الأصول"، التي تملك فيها شركة أبولو حصة بنسبة 95 في المائة. الباقي ينتمي إلى بيلاردي.
لقد عد بعض التنفيذيين في شركة أثين أنه من غير العادي أن بيلاردي، بصفته الرئيس التنفيذي في شركة أثين كان مسؤولا أمام مساهميها، حصل في الوقت نفسه على 5 ملايين دولار من 100 مليون دولار من الأرباح التي ولدتها شركة أبولو من الرسوم التي تفرضها على شركة أثين. يقول المستثمر في شركة أثين منذ فترة طويلة: "بيلاردي كان على جانب روان نفسه. لم يكن أبدا سيفعل أي شيء لزعزعة الوضع الحالي".
مع اقتراب موعد عملية الإدراج العام الأولي، كانت هناك حاجة لتبرير هذا الترتيب غير العادي. في أواخر عام 2016، "لجنة نزاعات" مكونة من خمسة مديرين في شركة أثين استدعت هوليهان لوكي، وهو مصرف استثماري، لمقارنة رسوم شركة أبولو بما كانت تدفعه شركات تأمين أخرى. كان بيلاردي في البداية من بينهم "لم يعد عضوا في اللجنة".
في ذلك الحين، كانت "أثين" تتقاضى رسوما سنوية تزيد على 0.4 في المائة من الأصول، كما تظهر البيانات المقدمة إلى الجهات الرسمية. عد المصرفيون أن أي شيء من نحو 0.3 إلى ما يصل إلى 1 في المائة بأنه ضمن معايير السوق، وذلك وفقا لأشخاص مطلعين على عملهم.
قال نقاد داخل شركة أثين إن تقرير هوليهان، الذي يستند جزئيا على بيانات صناديق الاستثمار المشترك التي توفرها شركة مورنينجستار للمستثمرين الأفراد، لم تكن دلالة على الشروط الشديدة التي اعتقدوا أن محفظة بقيمة 60 مليار دولار، يمكن أن تؤمنها بسهولة.
كانت شركة أبولو نفسها قد بدأت منذ مدة بجمع معلومات استخباراتية تنافسية من أسماء رائدة في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية والتأمين، وتوصلت إلى نتيجة مماثلة. استنتجت دراسة شركة أبولو الداخلية، التي وصفها عدة أشخاص بأنها أكثر متانة من مراجعة شركة هوليهان، أن شركة الأسهم الخاصة كانت تفرض رسوما على "أثين" لا تقل عن ضعفي النسبة البالغة 0.15-0.25 في المائة، التي قد تطالب بها أي شركة إدارة استثمار غير منتسبة مقابل خدمات مماثلة.
يبدو أن شركة أبولو لم تكشف هذه النتائج لشركة التأمين. تم إنشاء لجنة النزاعات في "أثين" لمنع شركة أبولو من استخدام حصتها البالغة 45 في المائة، من الأصوات لتقف في وجه المستثمرين المستقلين الذين يملكون 90 في المائة من الأسهم.
كان لا يزال بعض أعضائها على علاقة وثيقة مع شركة أبولو. أحدهم كانت هوب شيفلر تايتز، عضوة مجلس الإدارة المستقلة في شركة أثين التي كانت تعمل إلى جانب مؤسسي شركة أبولو في دريكسل في الثمانينيات.
وقد استثمرت هي وروان في شركة ناشئة في مجال الإعلام تسمى "أيه. تي. تي. إن" ATTN، وذلك وفقا لدليل شركة رأس المال المغامر كرانشبيس. كما أخبرت مجلس إدارة شركة أثين أيضا عن عدد من العلاقات الخيرية مع مؤسس شركة أبولو.
قالت شركة أثين إن أعضاء مجلس الإدارة في لجنة النزاعات ليست لديهم مصالح تجارية في المعاملات التي يقومون بتقييمها. وقالت إن صفقتها التي تم تعديلها أخيرا مع "أيه. أيه. إم" AAM قامت بمزيد من توفيق المصالح، وكانت "معقولة بأي تعريف"، بالنظر إلى تفوقها في الاستثمار والخدمة المقدمة.
قالت شركة أثين: "أتاحت شركة أبولو فرصا استثمارية لا تستطيع ببساطة شركات الإدارة الأخرى تقديمها، بما في ذلك بعض استثماراتنا الأكثر نجاحا حتى الآن"، مشيرة إلى أرباحها، وتصنيفها الائتماني العالي ونموها المدفوع بعمليات الاستحواذ. وأضافت أن شركة أبولو هي أكبر مساهم في شركة أثين، "حيث توفر درجة من التوافق تتجاوز بكثير الغالبية العظمى من علاقات شركات إدارة الأصول التجارية".
مهما كانت الشكوك حول الحوكمة في شركة أثين، يشير المدافعون عن علاقة شركة أبولو إلى حقيقتين. أولا، تفوق أداء المحفظة. في وقت عملية الإدراج العام الأولي، طالبت شركة التأمين بعوائد سنوية بنسبة 5.3 في المائة من الرسوم، قبل عوائد متوسطة بنسبة 4.5 في المائة لمجموعة من المنافسين.
ثانيا، الأسهم التي تملكها شركة أبولو وتنفيذيوها في "أثين" تتوافق مع مصالح الشركتين. حتى بعد موجة بيع كبيرة حادة هذا العام، لا تزال أسهم "أثين" أعلى من سعرها في عملية الإدراج العام الأولي في أواخر عام 2016.
"لقد أسيء فهم قصة شركة أثين"، كما يجادل أحد مديري المحافظ الذي يملك واحدة من أكبر الحصص في شركة أثين. يعتقد ذلك الشخص أن الشراكة مع شركة أبولو ناجحة للغاية حتى الآن، وكان على القدر نفسه من الثقة بشأن قدرة الشركتين في الحفاظ على زوايا الاستغلال لعالم التأمين التي لم تعد محبوبة. "جيم بيلاردي علّم شركة أبولو كل شيء يعرفونه عن التأمين، وأنا ليست لدي مشكلة مع شركة أبولو. العلاقة شفافة".
مع ذلك، فإن المخاوف بشأن الرسوم هي أحد الأسباب في أنه يتم تداول "أثين" بسعر منخفض عن الشركات المماثلة. يبدو أن شركة أبولو اعترفت بهذا التباين، حيث وافقت في الشهر الماضي على خفض رسوم إدارة الأصول الأساسية، وفي الوقت نفسه فرضت رسوما أعلى على شركة أثين عندما تختار استثمارات أكثر خطورة.
يقول المستثمر من الشركة الكبيرة: "أنا لم أكن مرتاحا من جشع شركة أبولو والطريقة التي يعملون بها. كانت الرسوم تعيق شركة أثين في المنافسة على عمليات الاستحواذ. شركة أبولو جيدة جدا في إدارة مصالحها الخاصة قبل مستثمريها. الآن بعد مرور فترة من الزمن، عاتبت نفسي لعدم المقاومة".
شركة أبولو لا تفتقر إلى المعجبين – أو المقلدين. شركة بلاكستون، أكبر شركة للأسهم الخاصة في العالم، ساعدت في السنة الماضية على تمويل صفقة بقيمة 2 مليار دولار لشراء شركة فايدليتي آند جوارانتي لايف Fidelity & Guaranty Life إلى جانب تشنه تسو، وهو تنفيذي يعمل منذ فترة طويلة لدى شركة بلاكستون دخل في الصفقة بشكل مستقل.
وفي حين أن شركة بلاكستون، مثل شركة أبولو، تتقاضى رسوما ضخمة مقابل إدارة أصول شركة التأمين، تحاول شركات أخرى تجربة نموذج بتكاليف أدنى.
في السنة الماضية، اشترت شركة أطلس ميرتشانت كابيتال التابعة لبوب دياموند ما قيمته ثلاثة مليارات دولار من الرواتب التقاعدية السنوية من "ذي هارتفورد"، وهي شركة تأمين أمريكية، حيث تعهدت بإدارة أصولها من الداخل.
عمران صديقي، وهو واحد من كبار المساعدين سابقا لروان، أقيمت عليه قضية من قبل صاحب عمل سابق بعد أن أنشأ شركة تأمين منافسة. حين كان عمران لا يزال يعمل لدى شركة أبولو، اعترض على الرسوم العالية ووضع المخاطر المفروض على شركة أثين، وفقا لمستندات وضعها محاميه أمام لجنة تحكيم. ("سحبت الأوراق من التحكيم حين أقام عمران قضية في نيويورك ضد شركتي أثين وأبولو، حيث لم يكرر ادعاءاته".
نايك جيرهارت، وهو تنفيذي في الصناعة ومفوض تأمين سابق في ولاية أيووا، يقول إن الانتقادات التي من هذا القبيل تتمتع بنوع من الوجاهة. وقال في مقابلة مع "صحيفة فاينانشيال تايمز": "من الممكن أن نجادل أن بعض هذه الشركات البديلة كانت عامل إنقاذ، حيث أنقذت الشركات المعتلة وأنقذت حاملي البوالص. بعض الرسوم المذكورة – 30 أو40 أو50 نقطة أساس – ينبغي التدقيق فيها".
الاختبار الحقيقي لقوة شركة التأمين – ولحظة الخطر الأكبر بالنسبة للمساهمين وحاملي البوالص مثل السيدة ألبرت التي تعتمد عليها – ستصل بعد فترة طويلة من دفع الرسوم. وكما يتساءل أحد التنفيذيين في التأمين، الذي باع أصولا إلى شركة أثين: "حين نمر في دورة هابطة في أسواق الائتمان، هل ستصمد تلك الاستراتيجيات؟".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES