أخبار اقتصادية- عالمية

تنامي النزعة الحمائية يلقي بظلاله على اجتماعات قمة «آسيان»

تنامي النزعة الحمائية يلقي بظلاله على اجتماعات قمة «آسيان»

أصدر لي هسين لونج رئيس الوزراء السنغافوري نداء لفتح الأسواق، محذرا من أن "الضغوط السياسية" تحدث فجوة بين الدول، في انتقاد لتنامي النزعة الحمائية قبل انعقاد القمة السنوية لرابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان".
وبحسب "الفرنسية"، يتوقع أن يعلن بعض القادة عن تقدم كبير تم تحقيقه بشأن اتفاق تجاري ضخم تدعمه الصين ويستثني واشنطن، كرد على سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التجارية أحادية الجانب.
ويتغيب ترمب عن حضور القمة التي لم يتوان سلفه باراك أوباما عن حضورها في الماضي، في إشارة إلى مدى انسحاب سيد البيت الأبيض الحالي من جهود ترسيخ قواعد التجارة العالمية، الأمر الذي يثير المزيد من الأسئلة بشأن التزام واشنطن حيال آسيا.
وخلال منتدى للأعمال التجارية انعقد قبيل الاجتماعات الرئيسية التي تجري هذا الأسبوع، دعا رئيس الوزراء السنغافوري شركات جنوب شرق آسيا إلى زيادة استثماراتها في أسواق بعضها البعض والانفتاح أكثر على المنافسة الأجنبية.
وقال "كلما ازداد التكامل والانفتاح في أسواقنا وكانت قواعدنا والبيئة التجارية مشجعة للاستثمار الأجنبي، كانت الكعكة أكبر واستفدنا أكثر جميعا".
وأضاف "لدى رابطة دول جنوب شرق آسيا إمكانيات عظيمة لكن الاستفادة الكاملة منها تعتمد على ما إذا اخترنا أن نصبح أكثر تكاملا ونعمل بإصرار نحو تحقيق هذا الهدف في عالم تضمحل فيه التعددية تحت وطأة الضغوطات السياسية".
ونشب الخلاف التجاري الصيني-الأمريكي منذ أشهر بعدما فرض ترمب رسوما جمركية على معظم الواردات الصينية، ردت عليها بكين بفرض رسوم مماثلة.
وتتجاوز تداعيات الخلاف أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم إذ سيسعى القادة خلال أيام الاجتماعات الأربعة في سنغافورة للتعبير عن مخاوفهم لبنس الذي يحضر نيابة عن ترمب، ورئيس الوزراء الصيني لي.
وفي وقت انتقد فيه ترمب الاتفاقيات التجارية ودفع قدما بأجندته التي تتخذ من "أمريكا أولا" شعارا لها، ركزت بكين على اهتمامها بفوائد الأسواق المفتوحة.
وتعد اجتماعات الأسبوع الجاري الأكبر ضمن سلسلة اجتماعات تنظمها رابطة آسيان كل عام.
ولكن اليوم الرئيسي للقمة سيكون الخميس. ويحضر الاجتماعات 20 من زعماء العالم بينهم كبار المسؤولين من التكتل الآسيوي إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
ويتوقع أن يبعث كثير من الحاضرين رسالة دعم للتجارة الحرة عبر الإعلان عن التقدم الكبير الذي تم إحرازه في التوصل إلى الاتفاق التجاري المدعوم من الصين الذي تنضوي فيه 16 دولة ويدعى "الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية".
وبانسحاب ترمب من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ، باتت "الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية" الاتفاق التجاري الأكبر دوليا حيث يغطي نصف سكان العالم.
ويضم الاتفاق الجديد الذي يمنح حماية أقل من "الشراكة عبر المحيط الهادئ" في مجالات كالتوظيف والبيئة، عشرة من أعضاء آسيان إضافة إلى الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا.
واستمر اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ الذي دافع عنه أوباما حتى بدون الولايات المتحدة حيث سيدخل حيز التنفيذ هذا العام.
من جهته، قال لي كه تشيانج رئيس وزراء الصين أمس، إن بكين ستفتح اقتصادها بصورة أكبر في مواجهة تنامي الحماية التجارية.
وبحسب "رويترز" فإن تعليقات لي جاءت في مقال في صحيفة ستريتس تايمز السنغافورية، حيث توجه إلى سنغافورة لحضور اجتماع قادة آسيا والمحيط الهادي المتوقع أن يركز على التوترات التجارية.
في حين دعا رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونج إلى مزيد من التكامل الإقليمي قائلا إن التعددية تتعرض للتهديد من ضغوط سياسية.
وكتب المسؤول الصيني في المقال "فتحت الصين أبوابها للعالم ولن تغلقها أبدا بل ستفتحها على مصراعيها"، داعيا إلى "اقتصاد عالمي حر" في مواجهة "تصاعد الحماية التجارية والأحادية" دون أن يشير بشكل مباشر إلى الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
ويغيب عن الاجتماعات التي تعقد الأسبوع الجاري الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي يصف العديد من الاتفاقيات التجارية متعددة الأطراف بأنها غير عادلة وينتقد الصين بسبب سرقة حقوق الملكية الفكرية والقيود على دخول شركات الأمريكية أسواقها وعجز تجاري هائل.
ويحضر نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس نيابة عن ترمب إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي والدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية