اتصالات وتقنية

سرقة الـ«بيتكوين» وتعدينها يستنزفان موارد هائلة من الطاقة

سرقة الـ«بيتكوين» وتعدينها يستنزفان موارد هائلة من الطاقة

لا تزال الحرب بين المخترقين وخبراء الأمن على أشدها، إلا أن المعلومات والبيانات لم تعد هي الهدف المرجو، بل باتوا يسعون إلى السيطرة على أجهزة المستخدمين والمؤسسات لاستخدامها في عمليات تعدين العملات الرقمية وخاصة عملة بيتكوين.
على مدار العامين الماضيين استمرت عمليات اختراق مجرمي الإنترنت المهتمين بالعملات الرقمية على أكبر منصات وخدمات تحليلات الإنترنت من أجل سرقة وتعدين عملة بيتكوين الرقمية المشفرة من مستخدمي منصات الإنترنت التي كان آخرها منصة التبادل عبر الإنترنت Gate.io، فوفقا للباحث الأمني ماثيو فاو الذي اكتشف عملية الاختراق الأخيرة، فقد أدخل القراصنة تعليمات برمجية خبيثة داخل ملف رئيس للتتبع الخاص بمنصة StatCounter الشبيهة بمنصة Google Analytics للتحليلات، وذلك بهدف سرقة أي معاملات يتم إجراؤها من خلالها. وأدى هذا الهجوم المستهدف إلى نشر التعليمات البرمجية الخبيثة ضمن أكثر من 688 ألف موقع على الإنترنت، وقد استفاد المخترقون من هذا الجانب التصميمي في سبيل نشر تعليماتهم البرمجية الخبيثة على أوسع نطاق ممكن، حيث قام الهجوم بإعادة توجيه الـ"بيتكوين" من متداولي العملة الرقمية المشفرة، وبشكل خاص عند قيام مستخدمي منصة Gate.io بسحب أو نقل ما يملكون من عملات.
وقامت التعليمات البرمجية الخبيثة باستبدال أي عنوان بيتكوين يتم إدخاله في الصفحة بعنوان آخر يملكه المخترقون، الأمر الذي يصل تأثيره إلى ما يقرب من مليون موقع إنترنت يستخدم منصة StatCounter، ولكن التهديد ركز بشكل كامل على منصة تبادل العملات الرقمية المشفرة Gate.io، والتي تتعامل حاليا مع أكثر من 1.7 مليون دولار من عملة بيتكوين يوميا.
لن تكون هناك فائدة ملموسة للمخترقين ما لم يقوموا بتحول عملة بيتكوين إلى عملات حقيقية وملموسة وهي العملية التي تسمى "التعدين"، وهي عملية كثيفة الاستهلاك للطاقة أكثر بكثير من تعدين نظيراتها اللامعة مثل النحاس أو الذهب أو البلاتين، وتعتبر العملات الرقمية المشفرة شكلا من أشكال الدفع تعتمد على تقنية البلوك تشين أو سلسلة الكتل، وهي عبارة عن دفتر رقمي يتتبع المعاملات للتحقق منها، وتضيف عملية تعدين العملات الرقمية المشفرة بشكل أساس كتلة جديدة إلى سلسلة الكتل أو البلوك تشين فيما يحصل الشخص الذي يقوم بعملية التعدين على العملات الرقمية.
وبحسب بحث قام به ماكس كراوس الباحث في معهد أوك ريدج، فإن عملية التعدين تتم بأكملها في العالم الافتراضي، حيث تقوم أجهزة الحاسب بإجراء عمليات حسابية معقدة ومكثفة، ويحصل الحاسب الذي يحل المشكلة أولا على الكتلة المذكورة، وتأخذ تلك العمليات الحسابية كمية هائلة ومتنامية من الطاقة، وتظهر التقديرات السابقة أن صناعة عملة بيتكوين تستهلك طاقة تعادل الطاقة اللازمة لدولة صغيرة أو متوسطة الحجم.
وركزت محاولات قياس كمية الطاقة اللازمة لتشغيل شبكة بيتكوين على حجم الشبكة بشكل إجمالي، ويرى باحثون أن استهلاك الطاقة في الشبكة يعادل مثيله في دولة إيرلندا، فيما أشار آخرون إلى أنه ينتج انبعاثات كربون سنوية تماثل الانبعاثات الصادرة عن مليون رحلة عبر المحيط الأطلسي.
وازداد استهلاك الطاقة اللازمة لعملية تعدين العملات الرقمية المشفرة بشكل كبير حتى عندما تعرضت أسواق تلك العملات إلى تقلبات، حيث قال ماكس: "إن كمية الطاقة اللازمة لتعدين بيتكوين بقيمة دولار واحد هي أكثر من ضعف ما يتطلب الأمر من أجل تعدين القيمة نفسها من النحاس أو الذهب أو البلاتين".
وتم تقدير أن انبعاثات الكربون من عمليات التعدين تراوح بين 3 و15 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم، لكن كثافة الكربون، أو كمية الكربون المنبعثة لكل معاملة، تختلف اختلافا كبيرا حسب البلد، حيث تعتبر الصين، التي تتركز ضمنها العديد من عمليات التعدين، أكثر الأماكن التي تستهلك كميات كبيرة من الكربون.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من اتصالات وتقنية