الطاقة- النفط

تحذيرات من زيادة المعروض النفطي في 2019 وسط حالة عدم اليقين

تحذيرات من زيادة المعروض النفطي في 2019 وسط حالة عدم اليقين

تحذيرات من زيادة المعروض النفطي في 2019 وسط حالة عدم اليقين

أكدت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، أن لجنة المراقبة الوزارية المشتركة بين "أوبك" وخارجها JMMC، التي عقدت اجتماعها الـ 11 أمس الأول، في أبو ظبي نبهت بشدة إلى أن توقعات السوق النفطية للعام المقبل 2019 تشير إلى زيادة في العرض مقارنة بالطلب العالمي وذلك مع مراعاة أوجه عدم اليقين الحالية في السوق.
ورصد أحدث تقارير المنظمة الدولية قناعة اللجنة الوزارية بحدوث تضاؤل في توقعات النمو الاقتصادي العالمي، إضافة إلى أوجه عدم اليقين المرتبطة بها وهو ما يمكن أن تكون له تداعيات على الطلب العالمي على النفط في عام 2019 كما يمكن أن يؤدي إلى توسيع الفجوة بين العرض والطلب.
وقال التقرير "إن اللجنة الوزارية استعرضت التقرير الشهري الذي أعدته اللجنة الفنية المشتركة وناقشت التطورات في سوق النفط العالمية بما في ذلك توقعات وسيناريو السوق لعام 2019".
وأشار تقرير المنظمة الدولية إلى اعتراف اللجنة الوزارية JMMC بإنجازات الدول المنتجة للنفط الخام والمشاركة في إعلان التعاون المشترك وجهودها المتواصلة في السعي نحو بلوغ سوق نفط عالمي متوازن ومستدام بما يخدم مصالح المستهلكين والمنتجين والصناعة والاقتصاد العالمي بشكل عام.
ولفت التقرير إلى أن اللجنة الوزارية رصدت قيام الدول الأعضاء في الإعلان المشترك بتحقيق مستوى مطابقة بنسبة 104 في المائة في أكتوبر الماضي.
وأكد التقرير حث اللجنة الوزارية للجنة الفنية – قبل اجتماع ديسمبر المقبل في فيينا - على مواصلة مراقبة ظروف سوق النفط عن كثب وزيادة وتحسين تحليل سيناريو السوق بناءً على البيانات المحدثة خاصة فيما يتعلق بالخيارات الخاصة بالتعديلات الجديدة المقترحة في مستويات إنتاج 2019 التي قد تتطلب استراتيجيات جديدة لتحقيق التوازن في السوق، مبينا أن الاجتماع المقبل للجنة الوزارية للرصد سيعقد في فيينا في الخامس من ديسمبر المقبل.
ونقل التقرير عن محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة "أوبك" قوله، "إن "أوبك" ستبقى على المسار الصحيح الذي أسست عليه حيث ستظل تلعب دوراً حاسماً يفيد مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة سواء المنتجين أو المستهلكين أو الاقتصاد العالمي"، مشددا على ضرورة حث الدول الأعضاء على الحفاظ على تماسك المنظمة على الرغم من التقلبات الحتمية في السوق التي قد تأتي من حين إلى آخر.
وذكر التقرير أن "أوبك" تدرس عقد اجتماعات لها في دول غير أعضاء في المنظمة بهدف زيادة التفاعل معها انطلاقا من حاجة كل الأطراف إلى بعضها البعض للوصول إلى مستقبل أفضل.
وذكر أن المجموعة تسعى إلى الذهاب لأعلى لتحقيق أهدافها وذلك على الرغم من كل الإنجازات التي تحققت حيث ما زال لدى المجموعة طموح لمزيد ومزيد من النجاح.
وقال التقرير "إن إعلان التعاون دشن لصلات قوية بين "أوبك" والمستقلين وهو ما أدى إلى تجاوز هذه النجاحات توقعات أكثر المراقبين تفاؤلاً كما عزز نزاهة منظمة "أوبك".
وفي سياق متصل، استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على ارتفاع قوي بنحو 2 في المائة بعد إعلان السعودية عزمها خفض إنتاجها بنحو 500 ألف برميل يوميا اعتبارا من ديسمبر المقبل، وذلك بعد أن تراجعت الأسعار بنحو 20 في المائة خلال الشهر الماضي.
وفي هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية"، روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، "إنه من الواضح عودة التفكير بقوة في خفض الإنتاج من قبل دول "أوبك" وخارجها وربما يكون السبب من وراء ذلك تجدد وفرة المعروض في الأسواق واستمرار نزيف الأسعار خاصة مع عودة خام برنت إلى مستوى أقل من 70 دولارا للبرميل".
ولفت إلى حرص المنتجين على بقاء الأسواق متوازنة ودعم العلاقة الصحية بين العرض والطلب، خاصة أن كافة احتياجات المستهلكين تتم تلبيتها وبالتالي لا توجد حاجة إلى استخدام الطاقات الاحتياطية كما كان مطروحا من قبل بسبب المخاوف التي تلاشت لاحقا من العقوبات الأمريكية على إيران.
من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية" جون هال مدير شركة "ألفا إنرجي" الدولية للطاقة، أن الإنتاج الأمريكي سجل مستويات قياسية بعدما تجاوز 11 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى أن هذه الطفرة جاءت بعد التغلب على مشكلة اختناقات الأنابيب في حقل برميان الرئيسي لإنتاج النفط الصخري الأمريكي.
وأشار إلى أن طفرة الإنتاج الأمريكي لعبت دورا مكملا لزيادات أخرى وقياسية من قبل "أوبك" وروسيا ما عزز حالة وفرة الإمدادات وجعل "أوبك" تفكر جيدا في العودة إلى خفض الإنتاج في العام المقبل 2019 خاصة أن الربع الأول يشهد فترة ضعف الطلب الموسمي ما يرجح معه أن تسجل الأسعار خسائر جديدة.
من ناحيته، قال لـ "الاقتصادية" أندريه جروس مدير إدارة أسيا في شركة "ام ام ايه سي" الألمانية للطاقة، "إن منح الولايات المتحدة إعفاءات لثماني دول مستوردة للنفط الإيراني خفف كثيرا من تأثير العقوبات في السوق وأسهم في استمرار مسيرة تراجع الأسعار حيث فقد الخام الأمريكي تحديدا 23 في المائة منذ أكتوبر الماضي".
وأضاف أن "السوق حاليا في حالة وفرة، وهو أمر إيجابي للمستهلكين خاصة في الاقتصاديات الآسيوية سريعة النمو التي عانت مخاوف التباطؤ مع تسجيل الأسعار مستويات قياسية هي الأعلى في أربع سنوات في أوائل أكتوبر الماضي"، لافتا إلى أن الأسعار قد تكون مرشحة لمزيد من التراجع في الشهور المقبلة.
وفيما يخص الأسعار، قفزت أسعار خام برنت 2 في المائة أمس، بعد أن أعلنت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، خفض الإمدادات في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، في إجراء يُرجح أنه يهدف إلى وقف تراجع السوق الذي شهد انخفاض الخام 20 في المائة منذ مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وبلغت العقود الآجلة لخام برنت لشهر أقرب استحقاق 71.59 دولار للبرميل بارتفاع بلغ 2 في المائة مقارنة بالإغلاق السابق، بحلول الساعة 0644 بتوقيت جرينتش.
وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.5 في المائة إلى 61.08 دولار للبرميل.
وفقد الخام الأمريكي عند تسوية الجمعة نسبة 1.6في المائة، في عاشر خسارة يومية على التوالي، مسجلا أدنى مستوى في تسعة أشهر 59.25 دولار للبرميل، وانخفضت عقود برنت بنسبة 1.9 في المائة، في ثاني خسارة يومية على التوالي، وسجلت أدنى مستوى في سبعة أشهر عند 69.13 دولار للبرميل.
وعلى مدار الأسبوع المنصرم، فقدت أسعار النفط العالمية متوسط 4.8 في المائة، في خامس خسارة أسبوعية على التوالي، ضمن أطول سلسلة خسائر أسبوعية منذ أيار (مايو) 2017، بعد ارتفاع الإنتاج العالمي لمستويات قياسية.
وتراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 69.89 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي، مقابل 70.68 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 15 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض له عقب ارتفاع سابق، كما أن السلة خسرت نحو ثلاثة دولارات مقارنة بنفس اليوم من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 71.35 دولار للبرميل".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط