أخبار اقتصادية- عالمية

أول أثر سلبي للحرب التجارية.. صادرات فول الصويا الأمريكي للصين تهوي 97 %

أول أثر سلبي للحرب التجارية.. صادرات فول الصويا الأمريكي للصين تهوي 97 %

هبطت أسعار فول الصويا الأمريكي، وازداد مخزونها في الداخل مع اكتمال حصاد المحصول تقريبا، وهو ما اعتُبر أول أثر سلبي للحرب التجارية مع الصين تتكبده الولايات المتحدة.
ويعود السبب إلى أن الصادرات إلى الصين، وهي أكبر وجهة خارجية لفول الصويا الأمريكي، قد انعدمت تقريبا بسبب الرسوم الجمركية الصينية العالية على وارداتها من فول الصويا الأمريكي ردا على الرسوم الجمركية الأمريكية على وارداتها من الألمنيوم والفولاذ الصيني بشكل خاص.
وليس مصادفة أن يصل هبوط صادرات فول الصويا الأمريكي إلى الصين إلى نسبة 97 في المائة (حسب الأرقام الرسمية) مقارنة بمحصول العام الماضي بعد أن فرضت بكين في نيسان (أبريل) الماضي رسوما إضافية عالية على وارداتها من فول الصويا الأمريكي في إطار الحرب التجارية الجارية بين البلدين.
وردا على التعريفات الأمريكية المفروضة على ما قيمته مليارات الدولارات من السلع الصينية، فرضت الصين تعريفة بنسبة 25 في المائة على فول الصويا الأمريكي وتحولت إلى شراء فول الصويا من البرازيل ودول أخرى.
وبما أن التعريفات الصينية تم تطبيقها ابتداء من حزيران (يونيو) الماضي، فإن معدل سعر فول الصويا الأمريكي انخفض من 10.50 دولار للـ"بوشل" الواحد إلى 8.34 دولار للـ"بوشل"، اعتبارا من 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. والـ "بوشل" هي أداة قياس بريطانية وأمريكية تعادل 27.2 كيلو جرام.
وليس مصادفة أيضا أن تفرض بكين هذه النسبة العالية من الرسوم الجمركية على فول الصويا الأمريكي وقيمة استيراداتها من هذا المحصول من واشنطن العام الماضي بلغت 12 مليار دولار.
علاوة على ذلك، كان فول الصويا أكبر منتج زراعي منفرد صدرته الولايات المتحدة إلى الصين العام الماضي، وفقا لموقع وزارة الزراعة الأمريكية، ومعلومات أخذتها "الاقتصادية" من البعثة التجارية الأمريكية في جنيف.
لكن قد يكون من الصدفة أن توقيت النزاع التجاري مع الصين كان الأسوأ بالنسبة للمزارعين الأمريكيين، إذ تنبأت وزارة الزراعة الأمريكية أن يرتفع حصاد إنتاج فول الصويا في 2018 إلى أعلى مستوى له من أي وقت مضى٬ أو إلى 4.6 مليار بوشل، أو أعلى من الـ 4.4 مليار بوشل في السنة السابقة، طبقا لموقع وزارة الزراعة الأمريكية، (يعادل هذان الرقمان نحو 174 مليار كيلوجرام، أو 174 مليون طن لإنتاج عام 2018 و120 مليار كيلوجرام، أو 120 مليون طن لإنتاج عام 2017).
وتشير تقديرات وزارة الزراعة الأمريكية لولاية إيلينوي، وهي الولاية الأعلى إنتاجا لفول الصويا، إلى أنها ستسجل زيادة في إنتاج فول الصويا هذا العام قدرها 12.4 في المائة إلى 688 مليون بوشل (نحو 19 مليون طن).
وفي إطار الوضع الصعب الذي واجهه فول الصويا الأمريكي عقب دخول الرسوم الجمركية الصينية حيز النفاذ في حزيران (يونيو) الماضي، لجأت واشنطن إلى بروكسل بعقد قمة أمريكية ـ أوروبية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وجان ـ كلود جنكر رئيس المفوضية الأوروبية، في واشنطن في 25 تموز (يوليو) الماضي ليرفع الاتحاد الأوروبي وارداته من هذا المحصول.
كانت النتائج سريعة، فقد أظهرت أحدث أرقام نشرتها المفوضية الأوروبية نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أن واردات الكتلة الاقتصادية من فول الصويا من الولايات المتحدة ارتفعت بوتيرة متصاعدة خلال الأسابيع والأشهر القليلة التي أعقبت قمة واشنطن ـ بروكسل، لتصبح واشنطن بدلا من البرازيل المورِّد الرئيس لفول الصويا للاتحاد الأوروبي.
وفي مقارنة بالأسابيع الـ 12 الأولى من السنة التسويقية لعام 2017، ارتفعت واردات الاتحاد الأوروبي من الولايات المتحدة من هذه السلعة بحدود 133 في المائة إلى 1473749 طنا.
ويعني هذا الحجم من الصادرات أن الولايات المتحدة أصبحت الآن تمثل 52 في المائة من مجموع واردات الاتحاد الأوروبي من فول الصويا، مقارنة بـ 25 في المائة من الرقم المسجل خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وبهذا التطور السريع، أزاحت الولايات المتحدة البرازيل من موقعها كأكبر مجهِّز لفول الصويا للاتحاد الأوروبي بعد أن انخفضت نسبة الثانية إلى 40 في المائة (1.1 مليون طن) من 48 في المائة (1.2 مليون طن) خلال الفترة نفسها، حسب ما أوضحته بيانات المفوضية الأوروبية.
وتكشف تفاصيل الزيادة في أرقام الواردات الأوروبية أنه خلال الأسابيع الخمسة الأولى فقط من السنة التسويقية الحالية، ارتفعت واردات الاتحاد الأوروبي من فول الصويا من الولايات المتحدة بنسبة 283 في المائة إلى 360 ألف طن.
وعموما، يعتبر مثل هذا السلوك التجاري الذي لجأ إليه الاتحاد الأوروبي مخالفا لأحكام منظمة التجارة العالمية. وخشية من شكوى قد ترفعها البرازيل أمام الجهاز القضائي للمنظمة، أوضح مسؤولو المفوضية التجارية الأوروبية أن زيادة وارداتها من فول الصويا الأمريكي يتعلق بظروف قوة السوق وليس نتيجة عمل تمييزي ضد فول الصويا البرازيلي تم اتخاذه في أعقاب القمة الأمريكية ـ الأوروبية.
وحرص الاتحاد الأوروبي أيضا على التأكيد أن مشترياته كانت أصلا في ارتفاع قبل اجتماع القمة الأمريكية ـ الأوروبية في الصيف الماضي في ضوء النزاع التجاري الأمريكي الجاري مع الصين، لكنه قال إن زيادة مشترياته جاءت نتيجة عرضية لهذا النزاع.
وأوضح الاتحاد الأوروبي أنه بعد فرض الصين تعريفات على فول الصويا الأمريكي، أصبح لدى الولايات المتحدة فائضا كبيرا من هذه السلعة وجعل أسعار فول الصويا الأمريكي أرخص بكثير منه في أمريكا الجنوبية وبالتالي أكثر جذبا للمستوردين الأوروبيين.
وفي البيان المشترك الصادر عن القمة الأمريكية ـ الأوروبية التزم الطرفان العمل على تقليص الحواجز، وزيادة التجارة في الخدمات، والكيمياويات، والمواد الصيدلانية، والمنتجات الطبية، إضافة إلى فول الصويا.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية