خلصت النتائج التي سجلتها محطات رصد جودة الهواء التابعة لهيئة تطوير مدينة الرياض إلى أنّ معدل جودة الهواء بالرياض حاليًا في مستوى إيجابي مطمئن للغاية -ولله الحمد-، باستثناء أوقات تقلبات الطقس العابرة، وما يصحبها من عواصف مُحمَّلة بالغبار نتيجة لموقع الرياض الجغرافي الذي يتوسط أحد أكبر المناطق الصحراوية الجافة في المنطقة.
وتأتي هذه الخطوة في ظل ما تشهده الرياض، كغيرها من المدن الكبرى في العالم، من تحديات حول قلة الغطاء النباتي والشجري وندرة هطول الأمطار في السنة، بالإضافة إلى النمو الاقتصادي والعمراني والنقل.
وأطلقت هيئة تطوير مدينة الرياض ضمن إطار اهتماماتها بمتابعة الوضع البيئي في مدينة الرياض خطة تنفيذية لحماية البيئة بمدينة الرياض تقوم على متابعتها اللجنة العليا لحماية البيئة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، تضمنت 50 برنامجاً تغطي ستة محاور هي: جودة الهواء، وإدارة النفايات، وموارد الميـاه والتربة، والموارد الطبيعيـة والتنوع الإحيائي، والإدارة البيئيـة والتنمية المستدامة، والتغير المناخي، غطّت جميع البرامج ذات العلاقة بالبيئة التي تقوم على متابعتها وتنفيذها 17 جهة معنية بالشأن البيئي.
وتعمل هيئة تطوير مدينة الرياض والهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة على توفير معلومات آنية لمستويات ملوثات الهواء في المدينة من خلال تركيب محطات مراقبة لرصد التلوث على مدار الساعة، ومراجعة جودة البيانات ودقتها (QA/QC)، وتحليل انتشار تلوث الهواء بنماذج رياضية لمحاكاة حركة الملوثات وارتباطها بالمصادر الملوثة وإعداد الخرائط المتعلقة بها.
ويشترك في تنفيذ آلية إدارة برنامج جودة الهواء، جهات حكومية هي: الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن"، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، مصفاة الرياض (أرامكو السعودية) الشركة السعودية للكهرباء، إدارة مرور منطقة الرياض، ووزارة النقل.
ويتصدر محور جودة الهواء خطط حماية البيئة في المدينة من خلال 32 محطة للرصد تنتشر في جميع أرجاء المدينة، إذ تتولى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض تشغيل 17 محطة منها، فيما تقوم الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بتشغيل 14 محطة.
كما توجد محطة ضمن المدينة الصناعية الثانية بالرياض تتولى تشغيلها الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية، حيث قدمت هذه المحطات ضمن دراستها للمصادر الرئيسة للانبعاثات في مدينة الرياض تقييماً علمياً دقيقاً وفق المعايير البيئية المحلية والدولية لمستويات تلوث الهواء الفعلية في المدينة بشكل عام، وفي مواقع الأنشطة المختلفة، مما ساعد بحمد الله، في اتخاذ القرار المناسب للعمل على الحدّ من آثار مصادر ملوثات الهواء، وتحسين مستوياتها.
ويتكون نظام مراقبة جودة الهواء بمدينة الرياض من عدة عناصر هي:
أولاً: محطات رصد جودة الهواء المحيط، وتتكون من أجهزة تقيس تركيز ملوثات محددة، تُظهر بيانات معدل التركيز بشكل لحظي للملوثات التالية: " ثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين، أول أكسيد الكربون، كبريتيد الهيدروجين، الأوزون، الميثان، الرصاص، المركبات العضوية المتطايرة، العوالق الهوائية بنوعيها في الحجم "2.5 ميكرون" وأقل، و"10 ميكرون" وأقل، وتتم مقارنة البيانات بالحدود المسموح بها لتلوث الهواء حسب النظام العام للبيئة.
ثانياً: محطات قياس التلوث من المصادر، وهي أجهزة قياس الملوثات من مصادر انبعاثها، حيث تم تركيبها على مداخن المنشآت الصناعية مثل: مداخن محطات توليد الطاقة الكهربائية والمصانع، وتعطي بيانات عن تركيز الانبعاثات ونوعها، وتقوم الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" والشركة السعودية للكهرباء بالعمل على مراقبة ومتابعة ملوثات المداخن من المنشآت الصناعية ومحطات توليد الكهرباء وغيرها من المصادر الملوثة.
ثالثاً: النموذج الرياضي لتشتت الملوثات، وهو نموذج يقوم على مُحاكاة انتشار وتشتت الملوثات في الهواء على المستوى المحلي والإقليمي التي تحدثها المنشآت الصناعية والسيارات، وتتم الاستعانة بالمعلومات المناخية (سرعة واتجاه الريح، درجة الحرارة، الرطوبة)، لغرض معرفة اتجاه التلوث والمواقع المتضررة من ذلك.
رابعاً: الموقع الإلكتروني وتطبيق عرض مؤشرات جودة الهواء بمدينة الرياض، ويتم فيه نشر المعلومات والبيانات التي يتم قياسها من جميع محطات رصد جودة الهواء بشكل آني مع خريطة توضح مواقع المحطات باللغتين العربية والإنجليزية، ويتضمن الموقع الإلكتروني مؤشرات جودة الهواء (Air Quality Index "AQI") بشكل آني، ترتبط تلك المؤشرات مع الآثار الصحية.
كما يوفر الموقع قاعدة البيانات للتقارير الفنية، وأدوات التحليل التي يمكن استخدامها في إجراء الدراسات للبحث عن مصادر التلوث وتقييم الآثار السلبية المترتبة على السكان، واتخاذ الإجراءات المناسبة للحد منها.
وتقوم لجنة حماية البيئة بمدينة الرياض باستكمال العمل على متابعة جودة الهواء والحدّ من آثارها، وتحسين مستوياتها، ورفع مستوى جودة الحياة لسكانها.
وفي السياق ذاته، أوضح المتحدث الرسمي الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أن مقاييس جودة الهواء في مدينة الرياض من خلال رصد محطات الهيئة في معدلاتها الطبيعية -ولله الحمد-، وأحيانًا تُسجل بعض الارتفاعات بسبب عوامل طبيعية، مثل : الأتربة المثارة، والعواصف الترابية، أو أيّ عوامل أخرى مؤقتة مثل التي تنبعث من الحرائق.
وأضاف القحطاني أنّ الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة تصدر نشرة يوميًا عن جودة الهواء بمدن المملكة تبين من خلالها مستوى جودة الهواء في هذه المدن، وهذا المؤشر يحدّث بشكل يومي ويعلن عبر موقع الهيئة الرسمي.
وأفاد أنّ لدى الهيئة مبادرة لجودة الهواء بمسمى وحدة مركزية لمراقبة جودة الهواء والانبعاث من المصدر تعمل على تقييم شامل لجودة الهواء المحيط من خلال محطات موزعة بشكل علمي تضمن تغطية عمليات المراقبة والرصد للملوثات بشكل أدق وأوسع، ووضع خطط للطوارئ، ونشر مؤشر جودة الهواء عبر تطبيقات الهواتف الذكية.
أضف تعليق