الانقراض السادس
|
تخيل معي ما سيحدث للكرة الأرضية لو أن الكائنات الحية التي وجدت عليها منذ بدء الخليقة ظلت موجودة وتتكاثر باستمرار مع تزايد الأنواع؟!
هل ستتسع الأرض لنا جميعا، بشرا وحيوانات وطيورا وحشرات وميكروبات فوق الأرض وتحت الأرض وفي جوف البحار والأنهار؟
من حكم الله - سبحانه وتعالى - أن جعل الأرض تتجدد، ويذهب أقوام ليأتي غيرهم. الموت حياة في بعض الأحيان، لذلك تقوم الأرض بين فترة وأخرى بتجديد نفسها - بقدر الله سبحانه وتعالى - فتنقرض أنواع وتبقى أخرى. ولكن قد يحدث أن يختفي نوع من الكائنات تماما، ما يقلل التنوع الحيوي، ويخل بالنظام البيئي على كوكب الأرض. كما أنه يدق جرس الإنذار ليحذر من مدى الخطر الذي يصيب الأرض.
ومنذ عام 1963، أنشئت قائمة حمراء بجميع الأنواع المهددة بالانقراض؛ للحفاظ عليها قدر الإمكان. ويتم تجديد القائمة وتحديث الأعداد المتبقية من الفصائل كل خمس أو عشر سنوات.
لا يمكن لفصيلة واحدة أن تستمر إلى الأبد، لكن المشكلة تكمن في معدل الانقراض الذي تزايد ألف مرة عن السابق. وأخطر أنواع الانقراض، الانقراض الجماعي.
ويعد انقراض الديناصورات أشهر الانقراضات الجماعية، الذي يعتقد أنه حدث بسبب اصطدام نيزك كبير بكوكب الأرض، ما أدى إلى سلسلة كوارث بيئية انقرضت معها الكائنات الكبيرة الحجم، التي تحتاج إلى مصدر غذاء كبير. ولك أن تعرف أن 99 في المائة من الكائنات الحية المتنوعة، التي عاشت على كوكب الأرض قبل هذه الحقبة أو بعدها، لم تعد موجودة الآن.
وقبل 433 مليون عام حدث الانقراض "الأوردوفيشي السيلوري"، الذي قضى على ما يقرب من 85 في المائة من الأنواع البحرية، وهي الحياة الموجودة في ذلك الوقت؛ بسبب تكون طبقات الجليد "العصر الجليدي".
بعدها بنحو 74 مليون عام قضي على ما تبقى من الكائنات البحرية ما عدا البكتيريا ونسبة ضئيلة من الكائنات البحرية وسمي "الانقراض الديفوني".
ليأتي الموت العظيم أو "الانقراض البرمي"، الذي قضى على 90 في المائة من الكائنات الحية والحشرات بشكل خاص، ويتوقع العلماء أنه بسبب البراكين والغازات السامة المنبعثة منها. ومن الغريب أنه في العصر الجوراسي انقرضت الحيوانات ولم يمس النبات شيء!
ورغم أن الانقراض حدث طبيعي وروتيني بالنسبة إلى الأرض، إلا أن العلماء يعتقدون أن الانقراض السادس ليس طبيعيا ولا يمثل دورة حياة، إنما سيحدث نتيجة تدخل الإنسان، ويسمى "الانقراض الهولوسيني" نسبة إلى عصرنا الحالي؛ حيث يبلغ المعدل العالمي للانقراضات قرابة 500 نوع في اليوم؛ أي أنه بحلول عام 2020 سينقرض نحو 20 في المائة من الكائنات الحية.