منوعات

«اجعلني روبوتا» .. مشروع لتليين صدمة الذكاء الاصطناعي

 «اجعلني روبوتا» .. مشروع لتليين صدمة الذكاء الاصطناعي

"روبوت مي" أو "اجعلني روبوتا"، برنامج أطلقته مؤسسة "إمباكت آي إي" السويسرية، من شأنه أن يأخذ وظيفتك وليس راتبك، إنه يدفع لك لفترة معينة ليحل محلك في آخر الأمر.
وتقدم مؤسسة "إمباكت آي إي"، وتعني صدمة الذكاء الاصطناعي، مشروعا يتمكن بموجبه الموظفون من صنع ذكاء اصطناعي جديد عن طريق تدريب الروبوتات لتقوم هذه بعملهم في آخر الأمر.
بالمقابل سيتلقى الموظفون أجورا لكن ليس بصورة دائمة، لكن الخبر السيئ في هذا البرنامج أنه يمكن أن يستبدل الموظفون بروبوتات في المدى القصير جدا.
أما الخبر السار فهو أن هذه المؤسسة التي تركز على الذكاء الاصطناعي ستكافئ أولئك الذين سيطردهم الضيف الجديد من الذكاء من وظائفهم لتعلم مهن جديدة ربما ما زالت بعيدة حتى الآن عن هجمة الروبوتات.
بمعنى آخر، فإن هذه المؤسسة وضعت تصورا بألا تكون أتمتة بعض المهن المهددة بهيمنة الذكاء الاصطناعي على حساب الموظفين.
وهذه هي رؤية "إمباكت آي أي" التي تأسست في جنيف وتهدف إلى تليين صدمة الذكاء الإصطناعي على عالم العمل وتمكين الشركات من استخدام هذه التقنيات.
وحسب شركه ماكينزي للاستشارات، فإنه يمكن أتمتة نشاط واحد من كل اثنين تقريبا من خلال التقنيات القائمة.
لكن لورا توكماكوف، مديرة "إمباكت آي إي" المتخصصة في إدراج الأشخاص في المهن لها رأي آخر، إذ تقول إنه في بعض الحرف، مثل المحاسبة، فإن نسبة الأتمتة ستكون أقرب إلى 80 في المائة.
وتضيف: "في مواجهة الاضطرابات التي سيثيرها الذكاء الاصطناعي في القريب، فإن الناس لا يملكون سوى رأسمال واحد وهو معطياتهم. وعمالقة الإنترنت يستخدمون هؤلاء لتوليد المال، أما مؤسستنا، فهي تبحث عن حل بحيث تصبح هذه المعطيات أيضا كمصدر للتعويض المالي للناس. هذا الحل موجود وسيتم الكشف عنه بتفاصيل أكثر في مؤتمر يعقد في 3 كانون الأول (ديسمبر) في جنيف بعنوان أي مستقبل للعمل في عالم الذكاء الاصطناعي".
وتقول توكماكوف، "اجعلني روبوتا برنامج رقمي مزدوج يتعلم منك مهنتك الأصلية ويبادل ما تعرف عليه منك مع روبوتات أخرى. وعلاوة على ذلك فإنه سيشير في قاعدة بياناته عن المتعاونين الذين ساهموا في تعليمه مهنة ما. بعد ذلك عندما يؤدي الروبوت مهمة لشركة ما، فإن جزءا من أجره سيعود إلى عدة جهات، بواقع 33 في المائة يذهب إلى الشخص الذي وضع خوارزمية التعلم، و17 في المائة يعود إلى الشركة، والنصف الباقي يتم تقاسمه بين الشركة والموظف الذي درب الروبوت.
لكن الموظفين الذين دربوا الروبوتات سيتم استبدالهم في أثناء الوقت بالروبوت، وهؤلاء الناس الذين ساعدوا الروبوت على تعلم مهنتهم لن يتمكنوا من تحقيق ثروة مما سيتلقونه من أجور، لكنها ستكون كافية في استخدامها لتعلم مهنة جديدة أقل احتمالا على أتمتتها.
ويستهدف المشروع الشركات، عبر تخزين مهارات جميع الموظفين، وسيكون قادرا على تقديم المشورة لرئيس الشركة حول الدراية التي تفتقرها شركته، وأيضا توجيه الموظفين إلى الاتجاهات الملائمة لهم أو التي تتناسب مع مؤهلاتهم لإشغال وظائف جديدة.
ووفقا لمؤسسة "إمباكت آي إي"، فإن ظهور الذكاء الاصطناعي في حياتنا سيغير بشكل كبير نماذج العمل التي نعرفها بما في ذلك العمالة، وأن عالم العمل لن يكون بعد الآن منظما
من ناحية وقت أو مدة إشغال مركز وظيفي ما، والأمر سيكون وفقا لنموذج: "عمل حسب الطلب".
وسيقود صعود الذكاء الاصطناعي الشركات إلى التوقف عن التفكير في هيكلة الهرم الوظيفي للعاملين، كما أن الذكاء الاصطناعي هو نفسه، وليس مدير الشركة سينسب إلى البشر المهام التي لا يزال يتعذر على الروبوتات الوصول إليها.
لكن، هل كل ذلك جاء من الخيال العلمي؟، يُجيب على ذلك، تيم أوهير، رئيس مؤسسة "إمباكت آي إي"، قائلاً: "على العكس، إنها حقيقة واقعة، ويضيف أوهير، وهو مهندس متخصص في الذكاء الاصطناعي في المعهد التقني العالي بلوزان، إن "المشاريع من هذا النوع مُتاحة بالفعل عبر مشاريع صغيرة ومتوسطة بميزانية تقدر بعشرات الآلاف من الدولارات".
ووفقاً له، فإن العديد من الشركات الصغيرة ترغب في الانطلاق، لكنها لا تعرف أي مؤهل تحتاج للتوظيف أو أي خوارزمية تختار للتشغيل.
وتعتزم المؤسسة في نهاية المطاف أن تقدم البرمجيات التي يختزنها الروبوت إلى الشركة التي ترغب في تأهيل وتدريب موظفيها بفضل البيانات التي تحصلها عن عملائها.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات