default Author

توافر الطرق والخدمات للسكان في المناطق الريفية «2 من 2»

|
كان من الصعب جمع بيانات عن جودة الطرق في المناطق النائية في الماضي. ويركز مؤشر الطرق الريفية على الطرق الصالحة لجميع الأجواء، التي يمكن أن تسير فيها المركبات طوال السنة من خلال وسائل النقل السائدة في المناطق الريفية "وهي في الغالب السيارات الصغيرة البيك آب، أو عربات الشحن التي ليس لها نظام دفع رباعي"، مع السماح ببعض حالات التوقف التي يمكن التنبؤ بها لفترة قصيرة أثناء الأحوال الجوية القاسية "مثل الأمطار الغزيرة". وعلى الرغم من أن مثل هذه البيانات قد لا تكون متوافرة، لكن من الممكن تجميع مسوحات تقييم الطرق التقليدية مع أساليب جديدة مثل تطبيقات الهواتف الذكية التي تقدر مدى وعورة الطرق أثناء القيادة عليها، والصور الملتقطة من خلال الأقمار الصناعية التي توضح ظروف الطرق النائية. ويستفيد الأسلوب الجديد الخاص بمؤشر الطرق الريفية من المحددات الأكثر شيوعا في قواعد البيانات الموجودة مثل مؤشر الوعورة العالمي، ومؤشر حالة الرصف، والتقييم المرئي باستخدام أربع أو خمس فئات تصنيف "ممتاز، وجيد، وضعيف إلى حد ما، وضعيف للغاية". وهذه المكونات الثلاثة مجمعة من حيث الحيز المكاني لإنتاج بيانات جديدة خاصة بمؤشر الطرق في المناطق الريفية على المستوى دون الوطني، وتحقيق نتائج أكثر دقة من طريقة مسوحات الأسر المعيشية السابقة. تم عمل مسح استقصائي لثمانية بلدان في إفريقيا وآسيا عند بداية العمل بمؤشر الطرق الريفية في سنة 2006 تقريبا، ومرة أخرى بعد عدد قليل من السنوات بعد ذلك. وفي نحو نصف هذه البلدان، هناك نسبة أكبر من السكان على المستوى الوطني لديها الآن سبل وصول إلى طرق جيدة، ومؤشر الطرق الريفية أعلى وأفضل من ذي قبل "بنجلاديش ونيبال وكينيا وأوغندا"، بينما في البلدان الأخرى "إثيوبيا وموزامبيق وتنزانيا وزامبيا" هناك معاناة من بعد الطرق أكثر من ذي قبل. وبوجه عام، فإن نحو 174 مليون نسمة يقطنون مناطق ريفية في البلدان التي اشتمل عليها المسح الاستقصائي من إجمالي عدد السكان البالغ 470 مليون نسمة يعيشون من دون سبل وصول جيدة إلى الطرق. توضح مقارنات البيانات المكانية كيف يمكن أن يكون هناك ارتباط بين عدم توافر سبل الوصول إلى الطرق ومناطق الفقر. في موزامبيق، تشير التقديرات إلى أن 20 في المائة من السكان في المناطق الريفية يعيشون في حدود مسافة كيلومترين عن طريق سالك في كافة الأنواء الجوية، وهو ما يعني أن هناك 15 مليون نسمة يعيشون في مناطق ريفية ولا تتوافر لهم سبل الوصول إلى الطرق. وتبين مقارنة مع بيانات خريطة الفقر أن مؤشر الطرق الريفية في موزامبيق ينخفض مع ارتفاع معدلات انتشار الفقر. وعلى الرغم من أن العلاقة السببية لا تزال محل جدل، فإن مقارنة البيانات المكانية بصورة مرئية على هذا النحو تعتبر أداة مفيدة. يكشف التقرير الصادر في 2015 عن البنك الدولي، ووزارة التنمية الدولية البريطانية، وصندوق إعادة الرسملة التابع لمؤسسة التمويل الدولية بعنوان قياس الطرق الريفية: استخدام تقنيات جديدة الارتباط بين توافر سبل الوصول إلى الطرق الريفية والتنمية المستدامة، كما يبين أنه من خلال الاستثمار في التقنيات لقياس موقع الطرق وجودتها، تستطيع البلدان استخدام مبادئ مؤشر الطرق الريفية والنتائج الخاصة به في عمليات التنمية المستدامة الخاصة بها. وستغطي المرحلة الثانية من برنامج مؤشر الطرق الريفية 30 بلدا في 2018.
إنشرها