default Author

شروط غزو العالم الرقمي «2 من 2»

|
تعتبر الشراكات حجر الأساس عند دخول أسواق جديدة، وينطبق ذلك على المنتجات الرقمية. على سبيل المثال، استفادت مبادرة "ماستركارد" للمدن الذكية من حلول الدفع الافتراضية للمستهلكين مثل المواصلات في لندن. تقوم "ماستركارد" بتأمين البنية التحتية، في حين يقوم شركاؤها "مثل شركة كوبيك لأنظمة النقل" بتوريد أجهزة الدفع المحلية. فمن خلال تركيزها على الجانب التقني والسماح لشركائها بالتركيز على الجانب المادي، استطاعت "ماستركارد" من تحقيق استقرار لشبكتها على الصعيد العالمي في الوقت الذي تسهل فيه التعاملات المحلية. عملت "بلابلاكار" أيضا مع "أكسا"، شركة التأمين التي تؤمن التغطية للسائقين الراغبين بالعمل بأسلوب مشاركة الرحلات. بدأ هذا التعاون في فرنسا ومن ثم في الأسواق العالمية. أدركت "بلابلاكار" أنه إضافة إلى العوائق الثقافية التي ذكرناها "بالنسبة إلى باقي دول أوروبا، أو الأسواق الناشئة كما في البرازيل وروسيا"، يحتاج المسافرون في المملكة المتحدة إلى مستوى أكبر من الثقة من أجل القيام بتلك الخطوة وتبني نموذج جديد للتنقل. وفي الوقت الذي أبدى فيه المسافرون في فرنسا الرغبة في تجربة "بلابلاكار" وافترضوا أن شركات التأمين تغطي الرحلات المشتركة، اعتقد المسافرون في الولايات المتحدة أن شركات التأمين لن تغطي الرحلات المشتركة. التعاون مع "ألكسا" الذي يوفر بدوره تغطية للنفقات الإضافية مجانا، نجح في تبديد شكوك المسافرين. التنبه من الآثار المحتملة للشراكات المحلية غالبا ما تعتمد نماذج الأعمال الرقمية على فائز يسيطر على السوق: تتمتع واحدة أو اثنتين من الشركات بقاعدة عملاء واسعة إلى حد كبير، في حين يتنافس باقي اللاعبين على الجزء الصغير المتبقي من المستخدمين. لذا، بالنسبة لبلد أجنبي يمتلك مسبقا لاعبا يستفيد من شبكته ــ تزداد الفائدة مع زيادة عدد الأشخاص المستخدمين للمنتج في الدولة، وقد يكون من الصعب على لاعب جديد دخول ذلك السوق. يتوافق هذا الحل مع الشركات التي تبيع منتجات مادية. تستطيع الشركة تحقيق وفورات في التصنيع حتى وإن بدأت من قاعدة صغيرة. فعندما باعت "توم توم" "الشركة الهولندية" أجهزة الملاحة في سوق الولايات المتحدة، لم يكن من الضروري أن تكون الشركة الرائدة في السوق الأمريكية لتخفيض تكلفتها مع كل وحدة مباعة. علاوة على ذلك، فإن عدم وجود قاعدة للعملاء بشكل مسبق لم يحول دون شراء المستهلكين للأجهزة. بنهاية المطاف، يمكن لصانعي المنتجات المادية العثور على طرق مربحة في الأسواق الجديدة، كون أعمالهم لم تتأثر بديناميات الفائز الواحد. الانتشار عالميا يتطلب شرطين ما العوامل التي تفسر الانتشار العالمي لكل من لعبة أنجري بيرد، وواتساب؟ يبدو أن العوائق للتوسع عالميا ستكون أقل في حالة المنتجات الرقمية لكن بشرطين: أولا، ينبغي أن يظهر المنتج كاستجابة لحاجة شائعة بين مختلف الثقافات "مثل الحاجة إلى الرسائل النصية المجانية بحالة واتساب". وثانيا، ينبغي أن ينطبق المنتج مع منصة الشريك. يبدو من النادر تحقيق المنتج لكلا المعيارين، وذلك يفسر كون الشركات العالمية الناجحة هي الاستثناء وليس القاعدة. فإذا ما أرتأيت التوسع عالميا بشكل رقمي، لا تفترض مسبقا أن الرحلة ستكون يسيرة وخالية من المصاعب. كن مدركا للاختلافات الثقافية، وابحث عن شركاء محليين، واكتشف الطريقة التي ستساعدك على محاربة تأثيرات الشبكة.
إنشرها