FINANCIAL TIMES

شعرة الصلة بين كرة القدم وصناعة الأحذية .. الصوف

شعرة الصلة بين كرة القدم وصناعة الأحذية .. الصوف

شعرة الصلة بين كرة القدم وصناعة الأحذية .. الصوف

يقول تيم براون: "بالنسبة لشخص آتٍ من نيوزيلندا، أرض الـ27 مليون رأس من الأغنام، فإن فكرة توظيف الصوف في صناعة الأحذية، بدت كأنها واحدة من تلك الأشياء التي كان ينبغي أن تنفَّذ، ومع ذلك لم يقم بذلك أحد قط".
طرَح براون فكرة توظيف الصوف في صناعة الأحذية الرياضية أول مرة عام 2013، عندما كان طالب ماجستير إدارة أعمال في كلية لندن للاقتصاد.
براون، البالغ من العمر الآن 37 عاماً، أمضى فصلا دراسيا في برنامج الماجستير في إدارة الأعمال في كلية كيلوج للإدارة في جامعة نورث ويسترن، وهو فصل اختياري لطلاب كلية لندن للاقتصاد.
على أن كارتر كاست، الأستاذ الذي أشرف على صف ريادة المشاريع المذكور والرئيس التنفيذي السابق في وولمارت. كوم Walmart.com، لم يعتبر فكرة الأحذية المريحة للغاية المُنتجة على نحو مستدام، واحدة من الأفكار التي يمكن أن يحاول الطلاب تطويرها قط.
يتذكر براون قائلاً: "دعاني كارتر جانباً وقال، "لا أعتقد أنها فكرة جيدة، لكن لأي سبب من الأسباب، من بين الجميع في هذا الصف، يبدو أنك أكثرهم التزاماً بمحاولة تحقيق هذا العمل؟".
اقترح كاست بيع نماذج أولية، لذلك بعد أن عاد براون إلى لندن، فعرض ألف زوج من الأحذية على الموقع الإلكتروني كيكستارتر Kickstarter. في غضون أربعة أيام كان قد باعها وجمع 120 ألف دولار، وهي الخميرة الرأسمالية التي استخدمها لتمويل تطوير المنتج.
يقول: "أتذكر الجلوس في أحد المطاعم في لندن، وكان هاتفي يطن باستمرار، في الوقت الذي أخذ فيه هذا الشيء ينتشر بشكل واسع للغاية".
هذا كان بداية حياة براون المهنية الثانية، كمؤسس مشارك ورئيس تنفيذي مشارك لشركة أولبيردز Allbirds، التي هي الآن علامة تجارية شائعة بشكل هائل في مجال الأحذية.
فكرته لصناعة أحذية مريحة من صوف خراف الميرينو الناعم، المناسبة للبيئة أكثر من الأحذية الجلدية التقليدية، وجدت معجبين بين نخبة التكنولوجيا في سان فرانسيسكو، حيث مقر شركة أولبيردز Allbirds. وتوجد أيضاً متاجر في نيويورك ولندن؛ حيث افتتح متجر لندن الشهر الماضي.
قبل بدء دراسته في مجال إدارة الأعمال، كان براون لاعبا محترفا لكرة قدم للأندية في كل أنحاء العالم، حيث أمضى ثمانية أعوام يلعب في فريق نيوزيلندا الوطني.
وقد اختير نائبا لرئيس الفريق في بطولة كأس العالم عام 2010، ثم كسر كتفه، ما منعه من اللعب في البطولة.
بعد خيبة الأمل هذه، ترك براون كرة القدم وسجّل في درجة الماجستير في الإدارة الدولية. اختار كلية لندن للاقتصاد؛ لأن مقر الجامعة كان قريباً من شارع فليت، ولقد كان تاريخياً موطن الصحافة البريطانية، حيث كان يعمل كل من والده وجده لمصلحة دور النشر.
كما كان يرجو أن الحصول على تعليم في مجال إدارة الأعمال من شأنه الإسهام في استكمال سعيه لنيل شهادته الجامعية في مجال التصميم.
يقول: "لطالما أردت أن أعود إلى الجامعة ودراسة جميع المواضيع التي تجنبتها خلال مسيرتي الأكاديمية السابقة". يعترف براون بأن كلية لندن للاقتصاد "جازفت بقبوله"، حيث طلبت منه التسجيل في صفوف إضافية لتحسين مهاراته في التفاضل والتكامل قبل بدء الدراسة.
يعترف براون: "لم أكن متحمسا كثيراً لأن أكون طالبا متفوقا في الكلية"، مُضيفاً أن العودة إلى الدراسة بدوام كامل أثبتت أنها تجربة "كثيفة بشكل لا يصدق".
يبدو أن التعليم في مجال إدارة الأعمال قد أثمر. مبيعات شركة أولبيردز Allbirds تجاوزت مليون وحدة في الذكرى الثانية للشركة العام الماضي، التي استفادت من وجود عدد كبير من المتابعين على الإنترنت. الشهر الماضي أمنت 50 مليون دولار للمساعدة على تمويل مركز ثان في لندن، لتُضيف إلى الـ 140 موظفا في الولايات المتحدة.
لم تكشف الشركة عن أرقام الإيرادات، لكن براون يقول إنها مربحة منذ عام 2016. الشركة مدعومة من عدة شركات تعمل في مجال رأس المال المغامر في الولايات المتحدة، بما في ذلك شركتا تايجر جلوبال ومافيرون.
بعد عام من عرض منتجه على موقع كيكستارتر Kickstarter، تعاقد براون مع صديق لأحد الأصدقاء كمؤسس مشارك، هو جوي زويلينجر، الذي يحمل درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية وارتون وخريج هندسة في بيركلي، الذي كان يُجري الأبحاث على مواد الملابس المستدامة في شركة التكنولوجيا الحيوية سولازيم. يقول براون: "أمضينا بضعة أيام في التجول في تلال سان فرانسيسكو، نسأل أنفسنا بعض الأسئلة العميقة حول ما إذا كنا نريد العمل معاً، وما إذا كانت لدينا مهارات تكاملية". قرر الاثنان المضي قدماً، وانتقل إلى الساحل الغربي في الولايات المتحدة، حيث كان يعمل مع زويلينجر من منزل والدته في منطقة الخليج.
بعد ستة أشهر، في آب (أغسطس) من عام 2015، تم تأسيس شركة أولبيردز Allbirds وكان لديها أربعة موظفين، لبيع الأحذية المُصنّعة في كوريا الجنوبية، باستخدام نسج من الصوف النيوزيلندي في مصنع نسيج إيطالي.
معظم المبيعات في ذلك الحين، كما هي الآن، كانت على الإنترنت، ما مكّن الشركة من تطوير علامة تجارية عالمية. في آذار (مارس) الماضي، أدخلت الشركة خط إنتاج ثانيا: أحذية مصنوعة من ألياف اليوكالبتوس، التي هي أخف من الصوف، وتسمح بدخول الهواء إلى الجسم وخروج العرق.
يتشارك المؤسسان منصب الرئيس التنفيذي، وفيما يشرف براون على تصميم المنتجات والعلامة التجارية، يتولى زويلينجر إدارة دفع العمليات والتكنولوجيا والتمويل، معاً.
يقول براون: "لقد أوجدنا مجموعة متكاملة من المهارات".
كان براون يتحدث من متجر أولبيردز Allbirds ذي التصميم الداخلي البسيط للغاية في كوفينت جاردن، وكان يبدو مندهشاً مما حققته الشركة في الأعوام الثلاثة من التجارة. يقول: "فترة طويلة كنت أعترك مع نفسي بشأن السبب الذي يدفعني إلى القيام بهذا الأمر"، معترفاً بأنه كان يتساءل ما إذا كان هذا سيمنحه مستوى الرضا الشخصي الذي كان يتمتع به، أثناء اللعب لمصلحة فريق كرة القدم في بلاده.
في البداية، كان والده يعابثه من خلال وصفه له بأنه "إسكافي الصوف"، في الوقت الذي كان يكافح فيه للعثور على التصميم المناسب لأحذيته.
الآن باتت الفرصة واضحة. يقول براون: "هناك في المتوسط 20 مليار زوج من الأحذية، تُصنع كل عام على الصعيد العالمي".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES