السياسية

«الجزيرة» .. 22 عاما من التدليس والبذاءة

«الجزيرة» .. 22 عاما من التدليس والبذاءة

أطفأت قناة الجزيرة القطرية شمعتها الـ22 أخيرا، فيما كانت وما زالت تشعل في تلك الفترة لهيب الشر في كثير من الدول العربية الآمنة والمستقرة، وليحرق لهيب كذبها الأوطان والإنسان العربي، فكانت الجزيرة بوق الأجندة القطرية المدعومة من الإخوان المسلمين في المنطقة، وكان في هذه القناة التقاء لمصالح الشر الكبرى، التي رعاها شياطين الإنس بدءا من الحمدين ومن خلفهم ومنظّر "الإخوان" يوسف القرضاوي، إضافة إلى مجموعة من المرتزقة أمثال عزمي بشارة وغيرهم كثير من ممارسي مهنة الإعلام المأجور. هذه الأسماء وما وطدت له من إمبراطورية شر تعانيه أمتنا العربية إلى يومنا هذا، كانوا على معرفة تامة بما يرمون إليه وللأسف لم نتنبه له ولا لمشروعهم المتمثل بقناة الجزيرة، وعلى الرغم من الانتباه الرسمي لبعض الدول لدور "الجزيرة" الشرير، إلا أن القائمين عليها كانوا يدركون تماما سوء مشروعهم، ليقوموا باستغلال قضايا المواطن العربي، وخصوصا الاتجار بقضية فلسطين في ظل إعلام رسمي متهالك في ذلك الحين، ليضفي على عملهم نوعا من الحداثة و"الحرية" في بعض الأحيان، التي كانت تغذي سمومها في الأقطار العربية واحدا تلو الآخر سوى قطر، فهي المعصومة عن الخطأ بنظر "الجزيرة" وإلا فلن تكون هنالك رواتب للموظفين نهاية الشهر، إذ عملت الجزيرة ومن خلال برنامج الاتجاه المعاكس على خلق ثقافة الإعلام، الذي يقوم على الشتم والصراخ وإهانة الضيوف والبلدان التي يمثلونها وكل ذلك تحت مسمى "الحرية"، وسمت نفسها بما لا يتطابق مع دورها بأنها قناة الشعوب، وتبنت أجندة إرهابية خالصة، وذلك خلال تغطية الحرب على أفغانستان، وتبني موقف تنظيم القاعدة في كثير من الأحيان، حتى سجنت السلطات الإسبانية مراسلها في كابول سابقا تيسير علوني.

أجندة الإرهاب
أصلت الجزيرة علاقتها بالإرهاب بعد تبنيها أجندة تنظيم القاعدة، وذلك من خلال بث الفيديوهات والتسجيلات الخاصة به سواء في أفغانستان أو الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تعرضت لحوادث إرهابية، إذ كانت الجزيرة الخيار الأمثل والجهة الأكثر أمانا لمؤسسة السحاب، التي كانت الذراع الإعلامية للقاعدة، فكانت الجزيرة أول من يبث تسجيلات وصايا منفذي تفجير برجي التجارة العالمي في الـ11 من سبتمبر 2001، التي تسببت في كثير من العداء للعرب والمسلمين، وكان من نتائجها غزو أفغانستان والعراق، كما كان للجزيرة دور كبير في نشأة داعش والتسويق لها، من خلال التسويق للإرهابي الأردني أبو مصعب الزرقاوي ومن معه في بغداد، إذ كانت تسمي داعش باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولاحقا بدولة العراق الإسلامية بعد انفصال رجل تنظيم الحمدين أبو محمد الجولاني وتأسيس ما سمي حينها بجبهة النصرة، لتنفرد الجزيرة بمقابلات حصرية مع الجولاني في مخبئه تحت الأرض، كما كانت لها تغطيات واسعة للنشاطات الإرهابية في سورية، من خلال المقابلات التي أجرتها مع رئيس جيش الإسلام زهران علوش، والتي تسببت في تصفيته عقب مقابلة أجرتها معه، ليتم تتبعه من قبل القوات الروسية في سورية. تاجرت الجزيرة وبتوجيهات من نظام الحمدين بثورة الشعب السوري، ونصبت العديد من الشباب العاطلين عن العمل كمراسلين ومحللين لها، ليتم تصفية كثير منهم فيما بعد، ولا تزال دماء السوريين تسيل في سورية جراء تغطية الجزيرة وأكاذيبها، إذ تركز على دعم ما تبقى من معارضين محاصرين في مدينة إدلب، الذين تم جمعهم من مناطق النزاع ووضعهم هناك حتى التوصل إلى تسوية بين من يدير الصراع في سورية وأخص بالذكر هنا أمريكا وروسيا وتركيا.

دمار دول عربية
تسببت الجزيرة في دمار العديد من الدول العربية، من خلال التشجيع على الثورات منذ مطلع 2011 حتىالآن، إذ كانت تونس أولى الدول التي ثارت على نظامها وانقلبت عليه، ليعتلي سدة الحكم فيما بعد فلول الإخونج وغيرهم من المدعومين من قطر، كما تدمرت ليبيا بسبب تغطية الجزيرة وما زالت تعاني شبه حرب أهلية، إضافة إلى سيطرة منظمات إرهابية عدة على عدد من المدن فمنها من يبايع ما تبقى من القاعدة ومنهم من يبايع داعش، ولولا تحريض الجزيرة لكانت ليبيا في وضع أفضل.
ومن ليبيا إلى مصر كان للجزيرة اليد الطولى في الثورة في مصر ليتم إسقاط نظام مبارك والمجيء بنظام مرسي، الذي أعاد البلاد إلى عصور التخلف والفلتان لولا تدخل الجيش المصري، وقيامه بتنحية مرسي، كما للجزيرة علاقات مشبوهة مع الكيان الصهيوني، من خلال استضافة المتحدثين باسم جيش الاحتلال مثل أفيخاي أدرعي، وأفغدور جندلمان المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلي، ولولاها لما عرف العرب مثل تلك الأسماء، ولأن تغطية الجزيرة مشبوهة وتحرض على تدمير ما تبقى من الأمن والأمان في الدول العربية، عملت على تصوير حزب الله اللبناني بأنه منظمة مقاومة، لتصف في بعض الأحيان المجرم بحق الشعب السوري أمين عام الحزب حسن نصرالله، بأنه "سيد المقاومة"، ولينكشف زيفها وزيفه بعد تورط الأخير بدماء الشعب السوري عندما تلقى الأوامر من طهران لمساندة نظام الأسد بإبادة وتهجير الشعب السوري، وما زالت تحاول وإلى يومنا هذا الإساءة لدول عربية عدة، كمصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، وذلك على إثر قطع العلاقات مع قطر بسبب تأمر نظام الحمدين على تلك الدول والتدخل في شؤونها الداخلية.

الحلم بدور أكبر
تحلم الجزيرة والقائمون عليها بلعب دور كبير في أزمة مقتل المواطن السعودي الصحافي جمال خاشقجي، بلعب دور الواشنطن بوست عندما أسقطت الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في حادثة "ووتر جيت" الشهيرة، وذلك من خلال الحشد والتعبئة ضد السعودية وولاة أمورها، وذلك لتخفيف عبء ضغط مقاطعة دول خليجية وعربية لها، معتمدة بذلك الدور على مجموعة من المرتزقة وهنا أخص بالذكر: جلال شهدا الذي عمل لمؤسسات سعودية ولم يثمر به خير السعودية فيه، ليهاجمها عند عملها في الجزيرة، الحبيب الغريبي الذي عمل في قناة أبوظبي، ليهاجم الإمارات فيما بعد وغيرهم كثير، ولا بد من التوقف عند تصريح أهم مرتزقة الجزيرة، الذي لم يكن فيه خير لبلده وشعبه الإعلامي السوري فيصل القاسم، الذي قال في إحدى اللقاءات إنه قام باختيار موضوع حلقة لبرنامجه، وقال حرفيا "عملت هالحلقة، وعارف أنها رح تعمل ضجة، لكن مش فرقانة معي عندي جواز بريطاني باخد طيارة وعلى لندن"، هذا الجيش من المرتزقة المنتفعين لا يمكنه التغيير، والنصيحة لقطر أن عليها البحث عن طريق للخروج من هذه الأزمة بالتخلص من الحمدين ونظامهما، الذي جلب لهم الكراهية والقطيعة مع الأشقاء. المملكة العربية السعودية قلبها كبير، وتدرك تماما أهمية الحفاظ على الأخوة، وخير مثال عودة العلاقات مع الأشقاء العراقيين، بعد حادثة الغدر التي قام بها نظام صدام حسين، لذلك عليهم أن يعيدوا حساباتهم وأن يعلنوا البراءة من هذا النظام المستبد، وأخيرا الحشد الإعلامي من الممكن أن ينجح في دولة مستبدة وظالمة، لكن حلم إبليس بالجنة أن ينجح في دولة لها ثقلها الاقتصادي والروحي والسياسي كالسعودية وملكها سلمان.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من السياسية