FINANCIAL TIMES

بيانات «السحابة» لا تحول دون الارتداد إلى الأرض

بيانات «السحابة» لا تحول دون الارتداد إلى الأرض

أي طفل يمكن أن يخبرك أن عالم البيانات ينتقل الآن إلى السحابة. يجب أن تعيش السحابة في مكان ما، مثل مركز للبيانات. ليست كل تلك المراكز مملوكة من قبل أي من شركات أمازون، أو مايكروسوفت، أو إن تي تي أو تشاينا تليكوم.
لذلك إذا كنت شركة بنية تحتية أو عقارات، كيف أدخل إلى مثل هذه الأعمال سريعة النمو؟ يبدو ذلك بالتأكيد أفضل من مقر رئيسي لمصرف أوروبي في الحي المالي في لندن، أو شقق فاخرة في شارع 57 شرق.
لحسن الحظ أن هناك أشخاصا مستعدين لبيعك مراكز بياناتهم، مثل شركات الاتصالات أو الشركات المستقلة الأصغر المالكة لخدمات المواقع المشتركة.
إنهم يعرفون أنه، في حين أن العقد الماضي شهد طفرة هائلة في الإنفاق الرأسمالي على تكنولوجيا المعلومات، إلا أن عالم الشركات يكبح الإنفاق على التكنولوجيا.
كانت الأعوام القليلة الماضية جيدة لشركات مراكز البيانات ذات المواقع المشتركة، التي تستأجر مساحة من الرفوف والأقفاص مخدومة لمالكي الخوادم.
التزاحم للعثور على مثل هذه المساحة كان مفيدا لشركات مثل إيكوينيكس وديجيتال ريالتي تراست، أكبر شركتين مستقلتين لمراكز البيانات ذات المواقع المشتركة.
كلاهما، لقد كانتا تداران كصناديق استثمار عقاري، حيث في بيئة من أسعار الفائدة المنخفضة كان ذلك طريقة رخيصة لجمع الكثير من رأس المال الذي تستهلكه الصناعة. لفترة من الوقت هذا نجح إلى حد كبير.
لقد ارتفعت أسهم إيكوينيكس بنحو 10 أضعاف في الأعوام العشرة المنتهية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. إذا كنت قد اشتريت أسهم شركة ديجيتال ريالتي بعد الأزمة، بحلول آب (أغسطس) الحالي، ستكون قد حققت أكثر من 3.5 مرة ضعف استثمارك. وبالطبع، مثل صناديق الاستثمار العقاري، كلاهما تدفع تدفقا نقديا لما بعد النفقات الرأسمالية كأرباح أسهم.
على مدار الشهور الـ12 الماضية، على الرغم من أن كلا الشركتين لا تزالان تحققان إيرادات مكونة بأرقام من خانتين ونمو التدفق النقدي، إلا أن أسهمهما كانت ضعيفة. انخفض سعر سهم إيكوينيكس بنسبة 12 في المائة وسعر أسهم ديجيتال ريالتي انخفض بمقدار العشر.
يمكن أن نعزو بعض الضعف إلى الارتفاع في أسعار الفائدة الذي يؤثر على أدوات الدخل مثل صناديق الاستثمار العقاري. مع ذلك، بالنظر إلى أن شركة إيكوينيكس حققت عوائد بنحو 2.22 في المائة و"ديجيتال ريالتي" بنسبة 3.64 في المائة، وأن أسعار صناديق الاستثمار العقاري بشكل عام زادت، ينبغي أن ننظر إلى ما هو أبعد من منحنى العوائد.
الحقيقة هي أن مراكز البيانات أعمال صعبة. كما يقول أحد المخضرمين في الصناعة: "هذا يحتاج إلى رأس مال كبير وعليك تقديم الخدمة إلى الزبون بمصداقية تبلغ "خمس تسعات" (بنسبة 99.999 في المائة). تحتاج إلى الوصول إلى (العقار) في المكان الصحيح، والوصول إلى محطة الكهرباء الفرعية، والقدرة الوفيرة على الاتصال بالكثير من شركات (الاتصالات).
كما تحتاج أيضا إلى موقع مشترك مع ’المستخدمين الفائقين بكميات ضخمة‘ مثل شركتي أمازون وجوجل.
هذا وصف عادل لما تستطيع قلة من الشركات مثل إيكوينيكس وديجيتال ريالتي تقديمه، لكن يبدو أن المستثمرين قلقين بشأن نمو الإيرادات في المستقبل.
وفقا لشركة جارتنر، سوف ينخفض النمو في إجمالي الإنفاق من قبل أقسام تكنولوجيا المعلومات على مراكز البيانات، من 6 في المائة هذا العام إلى 1.6 في المائة العام المقبل. هذا من شأنه تسريع توحيد الصناعة في الوقت الذي يخسر فيه مزودو مراكز البيانات حصة السوق.
يمكن اعتبار مراكز البيانات مماثلة لمراكز التسوق. المستخدمون الفائقون بكميات ضخمة مثل أمازون أو جوجل، يمكن أن يطالبوا بتسعير مناسب لهم باعتبارهم "مستأجرين أساسيين" مقارنة بزبائن الشركات الأصغر الذين يريدون وقت استجابة منخفضا في تفاعلاتهم مع شركات السحابة العملاقة.
كثير من الزبائن أيضا مستعدون للدفع مقابل الوصول إلى عدد من مزودي الاتصالات، أو حتى اتصالات مباشرة داخل المراكز لزبائن آخرين، مثل كبار الموردين، أو المصارف أو الموزعين.
وهذا هو السبب الذي من أجله قامت شركتا الاتصالات الأمريكيتين مثل شركة آيه تي آند تي AT&T وفيرايزون بالترتيب لبيع مراكز البيانات الداخلية إلى شركات مستقلة تستطيع تقديم حياد الترابط وموقعا مشتركا مع زبائن آخرين.
وافقت شركة أيه تي آند AT&T، على سبيل المثال، على بيع مراكز بياناتها إلى شركة بروكفيلد إنفراستراكتشر بارتنرز، وفي المقابل، تقوم بالاستعانة بشركة أوراكل من أجل بعض متطلباتها.
مع مرور الوقت، ينبغي أن تفضل هذه الاتجاهات شركات التشغيل المستقلة الأكبر، التي ينبغي، في نهاية المطاف، أن تستفيد من شراء شركات أصغر لا تستطيع فرض أسعار مميزة.
التحدي سيكون توليد رأس المال للوصول إلى تلك الأرض الموعودة. في النصف الأول من هذا العام، على سبيل المثال، حققت شركة إيكوينيكس 840 مليون دولار كصافي نقدية من النشاطات التشغيلية، لكنها أنفقت 910 ملايين دولار على جميع العقار، والمعامل والمعدات، إلى جانب 830 مليون دولار على عمليات الاستحواذ على شركات أخرى.
هذا ليس وضعا كئيبا بقدر ذلك الذي واجهته الشركات التي تملك الكوابل الضوئية "الألياف الداكنة" في الأعوام التي تلت انهيار فقاعة الدوت كوم. أفضل مراكز البيانات تعمل بمعدل 85 في المائة أو 90 في المائة من قدرتها.
في الوقت الذي تصبح فيه البيانات والتطبيقات أكثر قابلية للنقل عبر المنصات، سينتقل عدد كبير من المستخدمين إلى أكثر النقاط فعالية من السحابة. هذه النقاط ستشتمل على مراكز بيانات مستقلة مع أكبر قدر من الترابط المكثف، ومع أكثر المستأجرين المشتركين المرغوبين، ووقت استجابة منخفض للزبائن.
ولن تشتمل على المتطفلين مثل صناديق البنية التحتية والأسهم الخاصة من النوع العادي المعروف. يجب عليك أن تعرف ما تقوم به.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES