Author

الشرطة المتنقلة

|
لعل من أصعب الأعمال التي تتطلب التواصل مع المستفيد هي تلك التي لها من الصلاحيات والحصانة القدر الأكبر. يحدث في كثير من الأحيان أن يضطر طالب الخدمة إلى الانتظار في المكاتب وخارجها لفترات طويلة إن تمكن من الوصول. معاناة يزيد من تأثيرها كبر السن وصعوبة الحركة، لكن كثيرا من الخدمات التي تنفذ اليوم بطريقة آلية حققت الهدفين المهمين، وهما تقديم الخدمة بطريقة سريعة ومريحة. التطبيقات الإلكترونية موجودة مع المستفيد باستمرار، وهذا يجعل الفرصة لتقديم الخدمات الأخرى أكثر سهولة بالنسبة للجهات التي تتعامل مع المستفيدين بصفة شخصية. لا فرق في هذا بين البنك والمرور والمستشفى، فالجميع يتنافسون على الجديد المفيد والمريح. استمرار العمل في هذه التحديثات سيؤدي إلى نتائج عجيبة لم يكن يتوقعها أحد، وهي مستبعدة من قبلنا نحن، مع أننا نعيش وسط فورة الإنترنت والتواصل والتطبيقات. بالأمس، شاهدت مقطعا يصور إلغاء كل إجراءات التفتيش البشرية في المطارات، حيث تتولى ذلك الأجهزة التي ستحقق السرعة الهائلة والتفتيش الكامل الذي لم يكن يتأتى لكثير من السلطات في المطارات بسبب الأعداد الهائلة للركاب الواصلين والمغادرين، ونحن نتكلم عن عشرات الملايين في كل مطار من المطارات الكبرى. ثم إن التقاضي أصبح من ضمن المشاريع التطويرية، حيث يحاول أن ينظم إلى مجموعة المتنافسين في تقديم الخدمات. كثير من الخدمات اليوم تتم عن طريق المواقع الإلكترونية، لكننا سنشاهد مزيدا من خلال استمرار التطوير في المرفق، بحيث تصبح الأحكام أكثر شفافية وتصل إلى كل ذوي العلاقة بغض النظر عن مواقعهم. اللافت اليوم أن الشرط أصبحت أكثر تفرغا لتقديم الخدمات لمن يحتاجها، وهو ما يلاحظه كل من يدخل مكاتبها. الاعتماد على التطبيقات في خدمات وزارة الداخلية يجعلنا أكثر حماسا لرؤية مزيد من التطوير. سارعت عدد من الدول إلى توفير خدمة الشرطة المتنقلة، حيث تصل خدمات الشرطة إلى كبار السن والمحتاجين الذين يسكنون بعيدا عن المدن والحواضر ويجدون صعوبة في الحصول على الخدمات المتعلقة بهم، سواء كانت جنائية أو حقوقية أو غيرها من قبل أقسام الشرط المتنقلة التي لم تعد مضطرة للبقاء في موقع محدد لأسباب كثيرة، أهمها استفادة المستهلك من التطبيقات الحديثة التي خففت وطأة العمل والتزام الموظفين بالمكاتب، حتى أنك تجد الخدمات التي ترصد كل شيء بالكاميرات منتشرة بدلا عن الدوريات البشرية.
إنشرها