Author

الرياض مصدر الاطمئنان لاقتصاد العالم

|
أثبت مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض أنه منصة صادقة لقياس اتجاهات الاستثمار في العالم في المديين المتوسط والقريب، وفي عالم مهدد بالديون فإن الدول القادرة على إعادة التوازن ومنح العالم سيولة جريئة هي وحدها التي ستقرر شكل الاقتصاد العالمي في المستقبل، والمراهنة على غير ذلك ضرب من الجنون، ومهما يكن تأثير التوجهات السياسية اليوم في شكل الاقتصاد العالمي والحروب التجارية والأزمات المصطنعة وتهديداتها فإن للاقتصاد وجها لا يعرف فيه حديث السياسة ولا التهديد، وتبقى الحقائق تفرض نفسها على الجميع. فالعالم الغارق في الديون بحاجة إلى من ينقذه، وكما أشار صندوق النقد الدولي في آخر تقاريره، حيث ورد في تقريره السنوي 2018 لبناء مستقبل مشترك، أن العالم يواجه بعض التهديدات، من بينها تلك الناتجة عن خطر تصاعد النزاعات التجارية، والارتفاع غير المسبوق في مستويات الدين العام والخاص، وتقلبات أسواق المال، وهشاشة الأوضاع الجغرافية والسياسية، ويرى أنه يتعين على البلدان التخفيف من حدة المخاطر المالية العامة من خلال تعزيز صلابة القطاع المالي، وينبغي أن تشجع البلدان إنشاء نظام تجاري منفتح متعدد الأطراف، وأن يستفيد الجميع من التكنولوجيات الجديدة بدلا من إعاقتها. وإذا كانت هذه توصيات الصندوق الدولي فإن مبادرة مستقبل الاستثمار التي أنهت أعمالها أمس في الرياض تعتبر منصة جيدة لتحقيق كل ذلك بعيدا عن المناكفات السياسية ولا المصالح الآنية، وانهيار المؤسسات المالية إن تكرر لا قدر الله، فإن السعودية قد وضعت ذلك في الحسبان بخطط مسبقة ومحكمة. ولأن العالم يواجه تحديات كبرى وقريبة وجب الانضمام إلى السعودية من كل الأطراف، للاستعداد لتلك المخاطر، وكما كانت المملكة في الأزمة المالية العالمية مصدر اطمئنان للعالم ككل وبذلت جهدها في إنقاذ العالم من انهيارات كبرى، وتخلت عن حقها المشروع في اقتناص الفرص، بل عملت مع الجميع للخلاص من أزمات افتعلها الغير بأخطائهم، تعود اليوم المملكة وبثقلها المعهود وقوتها المعروفة لتمنح العالم الثقة بالمستقبل، وتضع يدها في يد أولئك المتفائلين والصادقين والعازمين على إصلاح الأخطاء وتجنب الكوارث الاقتصادية. هنا نقرأ تصريح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأن السعودية طاقة محركة لاقتصاد العالم، كعنوان بارز جدا وصريح العبارة لهذه الحقيقة التي يقر بها العالم، فالمملكة التي وصلت استثماراتها السيادية إلى المرتبة الرابعة عالميا وهي تقدم هذه الاستثمارات في التكنولوجيا الحديثة وتشارك العالم هذه الأفكار وتتحمل المخاطر، يجعلها بلا أدنى شك محل اهتمام العالم في المستقبل، والطاقة المحركة الحالية، وقد أعلنت الإمارات عن اهتمامها بالمؤتمر ونتائج تأثيراته عندما ترأس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وفدا ضم 150 وزيرا ورئيسا تنفيذيا ورجل أعمال، لحضور مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار". ولقد كان رأي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي عهد مملكة البحرين واضحا في هذا الشأن أيضا، وهو يرى للاقتصاد العالمي مستقبلا مشرقا مع الرياض، معتبرا الاستثمار في السعودية سيجعل العالم أكثر أمنا. وخلال حديثه في جلسة مباشرة في اليوم الثاني من النسخة الثانية من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، بمشاركة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، وسعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني المكلف، وحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات، أكد ولي العهد البحريني، أن العمل الكبير في السعودية بما تشهد من تطوير لكل أنظمتها وقطاعاتها الاقتصادية يحتم على الدول العربية أن تتعاون معها لكي نصبح قوة اقتصادية كبرى. في السياق نفسه قال سعد الحريري رئيس وزراء لبنان إن النجاح الذي حققته المملكة يقود الشرق الأوسط نحو واقع اقتصادي جديد في عالم يتنافس اقتصاديا، وإن المساهمة في نجاح مؤتمر الاسثمار في السعودية أوجد منصة عالمية لجذب الاستثمارات ليس في السعودية فحسب بل حتى للاستثمار في لبنان. وهكذا هي الحقائق التي يقر بها صناع القرار، والمملكة لم تزل كما هو العهد بها منصة للحوار المنفتح والسلام العالمي، وتوقيع اتفاقيات السلام في المملكة دليل قاطع لكل من يشكك في مصداقية التوجه السعودي، وصدق دلالالته.
إنشرها