Author

العريس التسعيني

|
تبقى ملامح الغبطة تسابق العريس نحو اليوم المحدد لزواجه، لكن من ينتقده من أقرانه غير قليل، فهم يؤمنون بأنه تجاوز مرحلة الزواج. هذا الإيمان ليس وليد معلومة طبية أو اجتماعية، وإنما مصدره الحسد الذي يقول فيه الواحد: لماذا لا أفعل مثله؟ هذه الحالة من السخرية التي يرميها القدر على كثيرين منا ونحن نشاهد من يتمتعون بالثانية والثالثة بسبب القدرة البدنية والشجاعة الأدبية، تجعل الرفض لدينا يزيد، ثم لتنتشر محاربة هؤلاء الذين يسخرون من ضعفنا، ويثبتون لنا أننا غير قادرين على مجاراة الأقران “الخطيرين”. ثم إن القناعة انتشرت على كل المستويات لتأخذ موقع السيطرة على فكر وقناعات الأغلبية. تلقفت السيدات هذا المنظور، وأسهمن في تأصيله لدرجة الهجوم على بنت جنسهن، التي شجعت الفكرة، وكأنهن يحاربن إيقاظ “المغمضين” من الأزواج، الذين اقتنعوا وسكتوا وعاشوا من دون أي أمل في تغيير يعيد للرجل حقه المشروع في الزواج من أكثر من واحدة. اليوم تظهر النتائج الإحصائية؛ حيث يزداد عدد المطلقات والأرامل والعوانس، اللاتي لا ذنب لهن سوى أنانية اللواتي لم تقنعهن قطعة واحدة من “الكعكة”، وأصررن على الاحتفاظ بالكعكة كلها. تزيد أعداد المحتاجات لبيت الزوجية، وتتقلص فرصهن مع هذه الأنانية الاجتماعية المفرطة. المهم أن نعود هنا لمراقبة الوضع في كثير من دول العالم، التي تحرم التعدد؛ حيث تنتشر العلاقات غير المشروعة التي تسيطر على المجتمعات، ويقع ضحيتها أغلبية من الرجال والنساء. هل ترضى الزوجة أن تعيش ضمن هذا الإطار الفاسد، الذي ينتهي إلى تمزيق الأسرة، وتأكيد صحة التشريع الإسلامي الحافظ لسلامة وتماسك المجتمعات على مدى قرون، والمساهم في نشر الفضيلة ورفض الرذيلة والعلاقات غير المشروعة التي تؤدي إلى مخاطر لا يمكن أن يقبلها العقل البشري؟ يمكن أن نلاحظ ذلك فيما أصبح من المسلمات لدى المجتمعات الرافضة للتعدد، من سلوك مع الجنس الآخر، وتقبل ما لا يقبل من سلوكات وحديث وعلاقات. هذه الممارسات أدت إلى قناعة كبرى بأن هذه المجتمعات فيها من الفساد المركب سواء حيويا أو نفسيا، لكنها في الواقع نتائج لما تقبله الناس على مدى عقود وقرون من التقبل غير المنطقي لغير المشروع من العلاقات والأساليب. نشد على “يد” بطل القصة، الذي تجاوز الـ90، ودعمه أبناؤه الذين يبلغ أحد أبنائه سناً لا يتوقع الواحد منا أن يتزوج فيه فكيف بأبيه!
إنشرها