Author

الصراحة والحديث بالأرقام .. لغة السعودية

|
لم يحدث أن قال مسؤول كبير بمستوى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للجميع: "لا تصدقوني، صدقوا الأرقام". وهي عبارة تختصر كل شيء بالفعل. فالمنجزات الموجودة على الساحة السعودية تتحدث عن نفسها. وأرقام الاستثمارات، والتحولات الاقتصادية، وارتفاع مستوى عوائد مشاركة القطاع غير النفطي، وزيادة حجم الإنفاق التنموي، والتطوير في قطاعات موجودة، وإطلاق قطاعات جديدة .. كلها تتحدث عن نفسها، إلى جانب المكانة التي تتمتع بها المملكة على الساحة العالمية، والسمعة الائتمانية التي حافظت عليها حتى في عز تراجع أسعار النفط. ومن هنا، على أي فرد أو جهة أن ترى مباشرة ما يحصل على الساحة، وما تحقق من مشاريع ضمن "رؤية المملكة 2030"، بما في ذلك إنجاز مشاريع قبل موعدها. إنها الحقائق على الأرض، وليس الكلام النظري. ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كان واضحا كعادته في كل المناسبات والأحداث، وكان صادقا كالعادة أيضا وصريحا جدا، حين تناول موضوع حادثة مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، قال بوضوح "إنها حادثة غير مبررة، وهي أليمة لي كما هي كذلك بالنسبة لأي إنسان". فـ"طالما هناك ملك اسمه سلمان وولي عهد اسمه محمد، ورئيس تركي اسمه أردوغان، لا خوف على الحقيقة في أي شيء". إنها رسالة واضحة من السعودية لكل من تسوّل له نفسه أن يرتكب الحماقات والأعمال المارقة، كما أنها رسالة على أن العدالة سـتأخذ مجراها. كان صريحا جدا من على منبر "مبادرة مستقبل الاستثمار". صريحا في كل شيء وأي شيء. بما في ذلك المستقبل الذي يتمناه لمنطقة الشرق الأوسط، بعد أن شدد على أنه "يعيش بين شعب جبار وعظيم". على الساحة السعودية كل شيء يمضي قدما، الاتفاقات والعقود خلال الساعات الأولى لمؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار". صندوق الاستثمارات سيصل بنهاية العام إلى 400 مليار دولار. والميزانية السعودية ستقر لأول مرة بتريليون دولار، وشراكات السعودية حول العالم تمضي إلى الأمام وتتطور، وهناك شراكات أخرى ستكون على الساحة في الأوقات المناسبة. فضلا عن المشاريع التي تختص بتطوير القطاعات على مختلف الأصعدة، بما في ذلك قطاع الطاقة. كل المشاريع التي تدخل ضمن نطاق "رؤية المملكة" تنفذ وفق أعلى معايير الجودة، والنتائج ستكون عالية الجودة بالضرورة. الأهداف الموضوعة ماضية أيضا، بما في ذلك الحد من البطالة عند المستويات المحددة لها، وكذلك التركيز على التنويع الاقتصادي. كل هذا يتحقق، وسط عمليات تاريخية إصلاحية لكثير من المؤسسات الاقتصادية، بل بناء بعض المؤسسات كي تكون مناسبة للمرحلة المقبلة. إلى جانب ذلك استحقت وسط حراك التحول المؤسسات الأمنية والاستخباراتية الإصلاحات أيضا، وهذا ما تقوم به القيادة. والواقع أنها ستكون عمليات إعادة هيكلة، ما يناسب الحراك كله على الساحة الوطنية. ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يقول انظروا إلى المشهد السعودي العام، وخذوا منه معلوماتكم عنه، إنها أكثر المعلومات صحة تلك التي ستحصلون عليها، لأنها ببساطة واقعية. المسيرة التنموية تسير وستواصل سيرها حتى تتحقق الأهداف كلها. فالمملكة لا تبني اقتصادا مرحليا، بل تؤسس لاقتصاد استراتيجي يغطي عقودا طويلة مقبلة. إنه زمن التحول والتطوير والشفافية والإنجاز. ورغم أنه يعيش في خضم هموم ومشاغل وطنية، لا يريد محمد بن سلمان الرحيل عن هذه الدنيا، قبل أن يرى الشرق الأوسط مزدهرا غانما يعيش سلاما دائما. إنه يعيش أيضا هموم منطقته وأشقائه العرب في أي مكان. إنها هموم رجل الدولة الكبير.
إنشرها