ثقافة وفنون

«أوقات سيئة في الرويال» .. الجريمة بأسلوب مختلف

«أوقات سيئة في الرويال» .. الجريمة بأسلوب مختلف

«أوقات سيئة في الرويال» .. الجريمة بأسلوب مختلف

في ليلة من ليالي الشتاء، حيث الظلام الدامس يسيطر على المكان، والأمطار تنهمر بغزارة، يعيش سبعة غرباء في فندق يلفه الغموض ويحوي بين أروقته الغريبة حكايات مر عليها سنوات وأحداث وجرائم متنوعة، إنه فيلم الجريمة والرعب «أوقات سيئة في الرويال- Bad times at the El Royal » الذي يُدخل المشاهد في دوامة من الشكوك، يتخللها عنصر المفاجأة المرعب في بعض الأحيان، كتلك الأحداث التي تحصل في روايات آغاتا كريستي، فما قصة هؤلاء الغرباء؟ وما سر هذا الفندق؟

بين نيفادا وكاليفورنيا
يستهل الفيلم بدايته في مشهد عابر حصل عام 1956 عندما يدخل رجل غرفة في فندق الرويال، ثم يلقى مصرعه برصاصة زائر ويسقط مضرجا بدمائه. ومن ثم يبدأ الفيلم فعليا بعد عشر سنوات، حيث تدخل فتاة من أصل إفريقي تدعى دارلين، تؤدي دورها الممثلة سينثيا إريفو، إلى الفندق وفي نفس الوقت يدخل القس دانيال فلين، يؤدي دوره الممثل جيف بريجز، ليجدا بائع مكانس كهربائية اسمه سيمور سوليفان، يؤدي دوره الممثل جون هام في بهو الفندق يحتسي القهوة، ثم تدخل إيميلي سمرسبرينغ، تؤدي دورها الممثلة داكوتا جونسون، التي قدمت سابقا سلسلة أفلام «fifty shades of grey» وهي فتاة جنوبية منتسبة لعصابة، بعدها يظهر مايلز ميلر، يؤدي دوره الممثل لويس بولمان، موظف الاستقبال الذي يوزع الغرف على النزلاء وهو نفسه ينظف الغرف، ويخدمهم بالشراب في حانة الفندق، ويعرفهم فور وصولهم على الحدود بين ولايتي نيفادا وكاليفورنيا، والحدود تمتد على شكل خط أحمر من باحة الفندق الخارجية إلى صالته، فإذا أراد نزيل أن يسكن في جانب كاليفورنيا فعليه دفع دولار إضافي، وإذا أراد الحانة فعليه الانتقال إلى كاليفورنيا، ولقد استمد الفيلم هذه الفكرة من فندق حقيقي موجود على الحدود بين الولايتين تأسس عام 1926 واسمه كال - نيفا، وتم تصويره ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، أما الفندق فبحسب بعض الموقع هو منتجع وكازينو شهير كان ملكا لفرانك سيناترا، ولقد وضعت خلال الفيلم بعض من الأغنيات لفرانك سيناترا، التي أضفت جوا جميلا وعادت بالمشاهد إلى حقبة الستينيات.

بداية سريعة يليها الملل
جميع هذه الشخصيات ظهرت في دقائق معدودة لتسير بعدها أحداث الفيلم بروية مملة إلى حد ما، فهذه الشخصيات لها أسرارها المختلفة، وسبب مختلف للنزول في ذلك الفندق الموجود على الطريق العام، وليست كل شخصية كما تدعي، القس ليس قسا، وبائع المكانس ليس كما يقول، أما إيميلي فهي جافة وصريحة ومسلحة ببندقية ليتبين لاحقا أنها فتاة عصابات، لكن ما يبقى محيرا هو أنها جلبت سرا الشخصية السابعة إلى الفندق، وهي شقيقتها روز، تلعب دورها الممثلة كيلي سبيني، وأدخلتها مكبلة سرا إلى الغرفة، وهذا المشهد يوحي للمشاهد أنها تختطف أختها لكن عندما دار الحديث بينهما تبين أنها تحاول إنقاذها من براثن حبيبها الذي سيطر على عقلها.

فضيحة كينيدي ومونرو

يكتشف نزلاء الفندق أن الإدارة تتجسس عليهم من خلال مرايا أحادية الجانب لكل غرفة، أي أن ما يظنه النزيل مرآة في غرفته هو في الحقيقة نافذة زجاجية يستطيع الشخص الواقف في الممر السري خلف الغرف أن يشاهد كل ما يحدث بداخلها. وفي آخر الممر السري توجد كاميرا تصور أسرار الغرف، ولقد تطرق المخرج في مشاهد اكتشاف القس لذلك الممر على حقبة الستينيات وحرب فيتنام والتغطية الرسمية الأمريكية على إخفاقات تلك الحرب، ثم تلميحات إلى الفضائح الجنسية للسياسيين الأمريكيين، إشارة إلى علاقة جون كينيدي ومارلين مونرو، أما تصوير هذه المشاهد فكان بطريقة مبتكرة ورائعة، حيث إن المرآة التي تظهر الشخص داخل الغرفة تقدم أيضا من الخلف الشخص الذي يتجسس فكأن كاتب السيناريو والمخرج "درو جودارد" مزج بين الشخصيتين ليقدم فكرة التناقض بين الشخصيات.

الفلاش باك…

جميع هذه الأحداث تسير بوتيرة بطيئة ومملة في بعض الأحيان، رغم قوة الحبكة والأداء إلا أن بعض اللقطات والعبارات كان من الممكن الاستغناء عنها كي يتم الحفاظ على شد انتباه المشاهد، خاصة عند اتباع أسلوب الفلاش باك وهو أسلوب تشويقي مميز، حيث قام القس بمحاولة إعطاء المنوم لدارلين لكنها كشفته وضربته بآلة حادة وبعدها يتم الانتقال دقائق قليلة إلى شخصية أخرى في الفندق ويروي عنها بعض القصص ليعود بمشاهد عما حصل أثناء، وبعد أن ضربت دارلين القس، كذلك الأمر عندما قتلت إيميلي سيمور، حيث كانت تتم عملية القتل أو الاعتداء، ثم يخبرنا المخرج كيف حصلت، إن هذا الأسلوب زاد من عنصر التشويق وأضفى مزيدا من القيمة على مشاهد الفيلم.

فنادق الطرق سيئة

ولعل من أهم النقاط التي يكشفها الفيلم هي الجانب السيئ لوجود هذه الفنادق على الطريق والتي يتعامل معها ملاكها على أنها أماكن للتنصت على الغير، والوصول إلى معلومات أو تصويرهم لابتزازهم دون علمهم، ما يضع المشاهد في حالة صدمة من احتمالية وجود هذه الطريقة في الفنادق التي من الممكن أن يتعاملوا معها في يوم من الأيام.
وبعد العراك بين القس ودارلين اتفقوا على أن يدخل غرفتها ويحاول إيجاد المال الذي خبأه له أخوه قبل عشر سنوات، فيأخذون المال ويحاولون الفرار لكن يظهر بيلي، يؤدي دوره الممثل كريس هيمسوورث في هذه اللحظات، الذي أتى ليرى حبيبته روز، ومن هنا بدأت الأحداث تتسارع وبدأت مرحلة الإلغاء واحد تلو الآخر لينتهي الفيلم بطريقة مشوقة.

أداء تمثيلي مميز

ولقد ساعدت الموسيقى التصويرية على نجاح الفيلم، واستطاعت أن تجذب المشاهد وتقحمه في الفندق وما يدور بين أروقته، أما الأداء التمثيلي فتفوق كل منهم في وضع لمساته السحرية على الدور الذي يقدمه ليظهر في أفضل أداء وكأنه يحاول إقناع المشاهدين بمميزاته التمثيلية من جديد، خاصة كريس هيمسوورث الذي خرج من عباءة شخصية "Thor" ليظهر بشكل ودور مختلف وجديد للمشاهدين الذين ربطوا ظهوره بأفلام مارفل في الفترة الأخيرة، ولديه عديد من الأفلام في الفترة المقبلة، منها الجزء الثاني من فيلم الأبطال الخارقين خاصته Avengers والمقرر عرضه خلال شهر مايو من العام المقبل، إلى جانب تحضيره للجزء الجديد من سلسلة Men In Black، الذي يشاركه البطولة النجم ليام نيسن، والمقرر عرضه خلال العام المقبل، مع الإشارة إلى أن كريس خسر ما يقرب من 30 كيلو من وزنه بعد انتهائه من تصوير فيلمه Avengers: Infinity War، ليتوافق مع شخصية فيلم ad Times at the El Royal، الذي يعد التعاون الثاني بين هيمسورث والمخرج درو جودارد، وذلك بعد فيلمها Cabin in the Woods عام 2012.
مع الإشارة إلى أن ميزانية الفيلم الإنتاجية بلغت 32 مليون دولار، وأعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان روما السينمائي اختيارها فيلم التشويق والغموضBad Times at the El Royale، لعرضه في حفل الافتتاح.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون