بعد عمل دام 10 سنوات .. الصين تفتتح أطول جسر مائي في العالم

افتتح الرئيس الصيني شي جين بينغ أمس، جسرا جديدا يربط بين هونج كونج ومكاو ومدينة تشوهاي الصينية، ويعد واحدا من أطول الجسور في العالم، حيث يمر عبر مصب نهر اللؤلؤ في جنوب الصين.
وبحسب "رويترز"، يتألف الجسر من مقاطع يبلغ طولها نحو 55 كيلو مترا إلى جانب نفق بطول 6.7 كيلو متر، ووصف بأنه أطول معبر بحري يضم جسرا ونفقا في العالم.
ويربط الجسر جزيرة هونج كونج وهي مركز مالي بمكاو وهي مستعمرة برتغالية سابقة ومناطق غرب دلتا نهر اللؤلؤ الأقل تطورا نسبيا في إقليم جوانجدونج.
يأتي افتتاح الجسر مع الذكرى الأربعين لبدء الإصلاحات في الصين التي أدت إلى تحويل البلاد من اقتصاد قائم على التخطيط المركزي إلى اقتصاد تحركه السوق.
وبحسب "الفرنسية"، قال الرئيس الصيني أمام شاشة ضخمة تنقل مشاهد للجسر يصاحبها عرض للألعاب النارية "أعلن افتتاح جسر هونج كونج -جوهاي- ماكاو رسميا"، قبل مغادرته مسرح الحفل على الفور دون إلقاء كلمة.
وكانت الرئيسة التنفيذية لهونج كونج كاري لام قد تحدثت في بداية الحفل وشكرت شي على الحضور شخصيا، وأثنت على "روعة" الجسر.
ويربط الجسر الذي يبلغ طوله 55 كيلو مترا (34 ميلا) ويتضمن نفقا تحت الماء ما بين جزيرة لانتاو في هونج كونج ومدينة جوهاي وجزيرة ماكاو الشهيرة بمحال عبر مياه نهر اللؤلؤ.
ويعد هذا المشروع الضخم الذي يربط هونج كونج بالبر الصيني الثاني من نوعه بعد افتتاح خط سكة حديد للقطارات السريعة الشهر الماضي، وهو جزء من استراتيجية بكين لتشكيل منطقة اقتصادية كبرى.
ويقول منتقدو المشروع إن الجسر البحري الجديد الذي بلغت كلفته مليارات الدولارات هو وسيلة أخرى لدمج هونج كونج مع الصين، مع تزايد المخاوف من تآكل الحريات في المدينة.
وسيفتتح الجسر أمام حركة المرور اليوم.
وبدأ العمل بالجسر عام 2009 وتعرضت الأعمال فيه للتأخير بسبب تخطي الميزانية وقضايا فساد وحصول حالات وفاة بين العمال.
وأعلنت السلطات الصينية عن حفل الافتتاح الأسبوع الماضي، وسط تذمر برلمان هونج كونج وشركات النقل في المدينة من عدم إعلامهم مسبقا بالافتتاح.
ويروّج مؤيدو المشروع له باعتباره معجزة هندسية من شأنها تعزيز الأعمال وخفض الوقت الذي يستغرقه السفر، في حين يرى فيه آخرون أنه مجرد مشروع هائل ومكلف يخفي أهدافا سياسية.
ويعتبر القسم الرئيس من الجسر تابعا للبر الصيني، ويتعين على السائقين القادمين من هونج كونج "الالتزام بقوانين وأنظمة البر الرئيس"، وفق ما ذكرته إدارة النقل في المدينة.
ولم يقم احتفال في هونج كونج أمس، لكن الشرطة وجدت بكثافة في المناطق الساحلية بالقرب من الجسر وقامت بتفتيش المارة والصحافيين.
وسيتم منح سكان هونج كونج رخصة للعبور إلى جوهاي بالسيارات في حال كانوا أصحاب وظائف ومناصب مهمة في البر الصيني، أو إن كانوا قاموا بتقديم مساهمات كبيرة للجمعيات الخيرية في مقاطعة جوانجدونج في جنوب الصين.
أما معظم الناس فسوف يحتاجون إلى عبور الجسر بواسطة الحافلات.