Author

التعجيل نحو رأس المال البشري والدمج المالي «1من 2»

|
احتشد أكثر من 11 ألف مندوب من البلدان الأعضاء في مجموعة البنك الدولي - الحضور من القطاعين العام والخاص - في اجتماعاتنا السنوية في إندونيسيا؛ لمناقشة كيفية تسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق هدفينا: إنهاء الفقر المدقع بحلول عام 2030، وتعزيز الرخاء المشترك بين أفقر 40 في المائة من السكان في جميع أنحاء العالم. إن التكنولوجيا الهدامة توفر فرصا للتنمية، لكنها أيضا تعرض هذين الهدفين للخطر. وقد ركزت مناقشاتنا على تغيير طبيعة العمل - وهو موضوع تقريرنا عن التنمية في العالم هذا العام. ففي حين يتم استبعاد بعض الوظائف بسبب التكنولوجيا والأتمتة، فإن الابتكار يوفر أيضا مهنا جديدة، ويطلق مجالات مهنية لم تكن قائمة قبل بضع سنوات. سيكون لدى المستعدّين لهذا المستقبل عديد من الفرص لتحقيق تطلعاتهم. هؤلاء هم الذين لن يتخلفوا عن الركب. ولمساعدة البلدان على تعظيم الفرص وتخفيف مخاطر التكنولوجيات الهدامة، قمنا بتدشين أداتين جديدتين في اجتماعاتنا السنوية. أولا، للمساعدة على جعل قضية الاستثمار في البشر لإعدادهم للمستقبل، أنشأنا مؤشر رأس المال البشري، وهو مقياس موجز لرأس المال البشري، الذي يمكن بموجبه توقع ما يمكن لطفل مولود اليوم أن يحققه في سن الـ 18، وذلك في ضوء مخاطر سوء الصحة، وضعف التعليم في البلد الذي يعيش فيه ذاك الطفل. نحن نركز على النتائج، وليس المدخلات. وبالنظر إلى الماضي، وجدنا أن الاستثمار في البشر؛ لتحسين النتائج في الصحة والتعليم، يرتبط ارتباطا وثيقا بالنمو الاقتصادي أكثر كثيرا مما كنا نعتقد. ونظرا لوتيرة الابتكار، من المؤكد أن هذه الارتباطات ستزداد قوة في المستقبل. فالطلب سيزداد على المهارات التي تكمل التكنولوجيا الجديدة، كالمعرفة التكنولوجية، والتفكير النقدي، وحل المشكلات، إلى جانب مهارات كالمثابرة والتعاون والتعاطف. ثانيا، طرحنا، مع صندوق النقد الدولي، أجندة بالي للتكنولوجيا المالية، وهي إطار لصانعي السياسات؛ لتعزيز إمكانات التكنولوجيا، والحد من المخاطر المحتملة. تقوم التكنولوجيا المالية - بما في ذلك المعاملات المصرفية عبر الإنترنت والمعاملات عبر الهاتف المحمول والبيانات المتسلسلة - بتغيير الطريقة التي ينقل بها الناس المال، ويجرون الأعمال التجارية في جميع أنحاء العالم. كما تعمل على زيادة إمكانية الحصول على الحسابات المصرفية والائتمان والتأمين. إن الإمكانات هائلة؛ إذ إن ثلثي البالغين البالغ عددهم 1.7 مليار في العالم لديهم هاتف محمول، ويمكن للتكنولوجيا المالية أن تساعد على إدخالهم في النظام المالي. لاستعراض كيفية تسريع التكنولوجيا بوتيرة التقدم نحو تحسين رأس المال البشري والشمول المالي، قمنا بدعوة كبار المبتكرين إلى اجتماعاتنا السنوية. وأبرزت نافذة عرض الابتكارات هذه، التي استضافتها أيضا حكومة إندونيسيا وصندوق النقد الدولي، الابتكارات في الصحة والتعليم والتكنولوجيا المالية. ففي مجال الصحة، يمكن للحلول التقنية تقديم خدمات أكثر فعالية من حيث التكلفة والاستجابة. وتشمل بعض الأمثلة استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية للاستفادة من البيانات لاتخاذ قرارات أكثر استنارة، والتطبيب عن بعد لزيادة توافر مقدمي الرعاية الصحية والمتخصصين، وأدوات التشخيص المتنقلة، التي توسع نطاق الوصول إلى المناطق النائية والريفية. وقد طورت شركة بابل الناشئة للصحة الرقمية تطبيقا للهاتف المحمول، يستخدم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لإعداد استشارات افتراضية مع الأطباء والمهنيين الصحيين. وفي رواندا، يستخدم أكثر من مليوني شخص هذا التطبيق - نحو 30 في المائة من سكان البلاد. وفي الربيع الماضي، أعلنت "بابل" شراكة مع WeChat في الصين؛ حيث يستطيع مليار مستخدم الحصول على مشورة فورية للرعاية الصحية من خلال هواتفهم المحمولة. يمكن أن تساعد التكنولوجيا أيضا على جعل أنظمة التعليم والتدريب أكثر مرونة وتكيفا واستجابة لطبيعة العمل سريعة التطور. ويمكنها تعزيز قدرات المعلمين، وإضفاء الطابع الديمقراطي على الوصول إلى أفضل المواد التعليمية من خلال توفيرها على الإنترنت. كما تتيح فرصا للتعلم المخصص. من الأمثلة على ذلك تطبيق Mindspark، الذي يستخدم الملايين من نقاط البيانات من اختبارات الطلاب؛ لمعرفة الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الأطفال في مسائل الرياضيات، ثم تصميم تمارين علاجية لكل طالب. ساعدت هذه المنصة 80 ألف طالب في جميع أنحاء الهند على تحسين مهارات الرياضيات واللغة الهندية مقابل جزء طفيف من تكلفة الذهاب إلى المدرسة.
إنشرها