Author

«سفري يا جرسون»

|


تناول العشاء أو الغداء في المطعم يتم عادة نهاية الأسبوع، وخصوصا للأسر التي ترتبط بمدارس الأبناء وأعباء العمل الوظيفي، وغالبا عند طلب الطعام، ونظرا للشكل المغري للأطباق الموجود في "المنيو"، فإن الطلب سيفوق المقدار المتوقع للشبع؛ ما يعني وجود فائض منه في نهاية الوليمة، وهنا مربط الفرس كما يقولون؛ لأن كثيرين يقعون في صراع بين أخذ المتبقي من الطعام معهم على طريقة "السفري" أو تركه، وهذا سيورث حسرة، خصوصا إن كانت الفاتورة قد لسعت الميزانية لسعا.
مع الأسف، كثيرون يعتقدون أن أخذ المتبقي من الطعام على طريقة "السفري"، سيفسد "البرستيج"، ويصيبهم بالإحراج حين يخرجون من المطعم وهم يحملون الأكياس في أيديهم، وسيعتقدون أن الآخرين ينظرون إليهم بسخرية وهم يتمتمون: "وش ذا الشفاحة"، لكن أيا كانت نظرة الآخرين، فضع في حسبانك أنك وغيرك من العقلاء يجب عليكم المبادرة إلى تغيير هذه الثقافة المجتمعية المهترئة، التي ما أنزل الله بها من سلطان. فقد حان الأوان لنلزم أنفسنا وأطفالنا بطريقة "السفري" كنمط حياة علينا أن نطبقه بعد كل طعام نتناوله في المطعم، لعدة أسباب: أولها من باب تقدير النعمة، وشكر الله عليها، فملايين غيرك لا يحلمون بمثل هذا الطعام وأجواء الرفاهية في المطعم. ثانيها أنك دفعت ثمنه، فأصبح المتبقي منه من حقك، ثالثها لتقدم درسا لأبنائك في الاقتصاد وعدم التبذير، فحين يتأكدون من أنهم ملزمون بأخذ بقايا الطعام في كل مرة، فسيحرصون في المرات المقبلة على الاختيار النوعي وليس الكمي للطعام.
هناك طرق خيرية جميلة لتصريف "السفري" الذي أخذته:
- قد تضيف عليه علبة ماء أو عصير، وتمنحه عاملا تراه في الطريق.
- منحه عمال محطة بنزين حسب كمية الطعام التي تحملها.
- تعطيه العاملة المنزلية، خصوصا إن لم تخرج معكم للعشاء.
- تجميده في الفريزر، ثم إعادة تسخينه في "المايكروويف".
- قد يكون أحد الأبناء لم يأكل جيدا في المطعم فيعود لأكله.
- قد تستفيد منه في إطعام القطط أو الطيور...و..و..و
لا تخجل بعد اليوم وأنت تنادي "سفري يا جرسون"؛ ليحضر لك الأكياس والصحون البلاستيكية، التي ستضع فيها بقايا الطعام، فمن يدري ربما أصبحت غدا قانونا يلزم أصحاب المطاعم بذلك بدل الهدر المؤسف للطعام.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها