default Author

البطل الخفي في حل الجرائم

|
نعرف جميعا من الأفلام والروايات والمسلسلات البوليسية، أن أول ما يبحث عنه المحققون في مسرح الجريمة البصمات أو آثار الجاني، لكن العلماء في هذا الوقت استغلوا الطبيعة، وعادوا بنا إلى الوراء، إلى أدلة حية قد ترشدهم وتكشف لهم أسرار جريمة ما. كلنا نعرف أن النسور ترتبط بالموت، إلا أننا لا نفهم كيف. لورين فار، عالمة الأنثروبولوجيا والطبيبة الشرعية، بعد دراستها المستفيضة في علم الجريمة، وجدت أن من الحيوانات والطيور، وأهمها النسور، ما قد يمنحك تفاصيل جريمة ما بمجرد أن تشاهد جزءا من ريش النسر، خاصة الرومي، في مسرح الجريمة. تقول لورين، التي تدرس سلوك الاقتيات لدى النسور وتأثيره في مسارح الجريمة: النسور طيور ضخمة للغاية وبطيئة في الصيد؛ لذلك فإنها تعتمد على “الموت” كمصدر لقوتها! تتميز النسور بقدرتها القوية على الشم، فهي تشم رائحة الميت عن طريق استشعار مادة كيميائية تفرزها الجثة أثناء عملية التحلل. يتصور المحقق أن النسور التي تحلق في السماء ستقوده إلى جثة، وفي الواقع ليس الأمر بهذه البساطة. فالنسور طيور ضخمة، وذات أجنحة كبيرة جدا، تمنعها من رفرفة أجنحتها والطيران كباقي الطيور؛ لذا تحلق في الهواء في شكل دوائر؛ وذلك لأن ضخامتها تمنعها من الطيران. لهذا السبب، عندما نرى نسرا محلقا، فهذا يعني أنه مسافر من نقطة “أ” إلى نقطة “ب”، وليس محلقا فوق شيء ميت. واجه المحققون جريمة قتل في أمريكا، ولم يكن في مسرح الجريمة سوى يد خارج قبر، وريشة على مسافة بعيدة نوعا ما عن الجثة. استعان المحققون بفار لتفسير وجود هذه الريشة. أخبرت فار المحققين أن وجود الريشة بعيدا عن الجثة، يدل على أن الضحية ماتت أولا في هذا المكان، فالنسور لا تمشي هذه المسافة، كما أن النسور عادة تبحث عن السائل الدماغي أولا ثم العيون، وبما أن عيون الرجل موجودة في مكانها، فإن ذلك يشير إلى وجود السائل الدماغي في هذا المكان، ما يدل على أن الرجل تلقى ضربة على رأسه، ثم جر الجاني الجثة إلى القبر. فتحت فار مجالا أكبر وأوسع للمحققين للبحث عن الجاني، وربط خطوط زمنية دقيقة يجمعها المحققون لحل الجريمة، وهو ما مكنهم بعد فترة من الوصول إليه، بفضل سلوك النسور في الاقتيات وتأثيرها في مسارح الجريمة. وتؤدي النسور دورا مهما في تخليص كوكبنا من السموم الضارة التي تنتج بعد الموت، فما إن يكتشف النسر “جيفة”، حتى يهبط ويقتات عليها بسرعة.
إنشرها