default Author

العمالة واستخدام الروبوت للخدمة «2 من 2»

|

إذا فقدت أسواق العمل الوظائف متوسطة المهارات أو منخفضة المهارات بسرعة كما يتوقع كثيرون، فسيتعين أن تصبح الهياكل الضريبية في كثير من البلدان انعكاسا لتناقص مساهمة الأجور والرواتب في إجمالي الناتج المحلي. وفي بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي "يأتي نحو نصف الإيرادات الحكومية" من ضرائب الدخل الفردي أو التأمينات الاجتماعية. وإذا أصبح العمل يشكل جزءا أصغر في الاقتصادات المتقدمة، فسيتعين تعديل الهياكل الضريبية؛ للحفاظ على الإيرادات الحكومية قريبا من مستوياتها الحالية، وتجنب مزيد من الحوافز السلبية أمام إيجاد فرص العمل. ومثال ذلك ما طرحه بيل جتس مؤسس شركة ميكروسوفت من "إمكانية فرض ضريبة على الروبوتات".

العدالة الاجتماعية
ينبغي أن تكون عملية صنع القرار بمساعدة الكمبيوتر مفتوحة للفحص والتمحيص، وألا تكون مجرد نسخة آلية من النماذج الذهنية التي تنطوي على تركة تفتقر إلى العدالة الاجتماعية. فعلى سبيل المثال، قد تستخدم بعض منشآت الأعمال البيانات لتقديم تسعير مخصص بناء على نماذج تنبؤية بشأن تيار الإيرادات المستقبلي، الذي قد يقدمه العميل المحتمل. وبعض العملاء الذين لا تنطبق عليهم المواصفات المثلى قد "يُدعَون إلى المغادرة بهدوء". وقد يؤدي مثل هذا الامتناع عن التعامل مع مجموعة معينة من العملاء إلى مزيد من التهميش، ما يقود بدوره إلى ما يعد نبوءة محققة لذاتها.
وعادة ما يبني الاقتصاديون النماذج ثم ينقحونها؛ للحد مما تحتويه من أخطاء، وتعزيز متانتها أمام الظروف المختلفة. وكثير من نماذج الذكاء الاصطناعي تتسم بالإحكام أمام التحليل الخارجي؛ لأن البرمجيات القائمة على الذكاء الاصطناعي تتعلم وتتكيف كلما واجهت بيانات جديدة. وبعد ملايين التكرارات، تتغير الخوارزمية نفسها إلى حد كبير. فمن غير المرجح أن يقنع الرأي العام بمقولة إن "الخوارزمية قالت لي أن أفعل هذا أو ذاك" كأساس يقوم عليه تطوير السياسات.

الخطوات المقبلة
من الواضح أن كل المؤسسات ينبغي أن تواكب الآثار التي تقع على عملها من جراء التغير السريع في عالم اليوم. ومن ثم، فسيواصل الصندوق دعوة الخبراء لتشجيع تبادل المعلومات وتطوير التدريب؛ حتى يتسنى لخبراء الصندوق ممارسة عملهم باستخدام كل ما يظهر من هذه التكنولوجيات الجديدة، وهو ما سيساعد الصندوق بدوره على العمل مع بلدانه الأعضاء؛ كي يصبح الذكاء الاصطناعي في خدمة المصلحة العامة.

إنشرها