الطاقة- النفط

الفحم مورد قوي وعنيد .. آن الأوان لإخراجه من مزيج الطاقة العالمي

الفحم مورد قوي وعنيد .. آن الأوان لإخراجه من مزيج الطاقة العالمي

أكدت شركة بريتيش بتروليوم، المعروفة اختصارا بـ "بي بي"، العالمية للطاقة، أنه قد حان الأوان لإخراج الفحم من مزيج الطاقة العالمي، واصفة الفحم بأنه وقود كربوني قوي وعنيد، ومشيرة إلى أن قطاع الطاقة يمثل نحو 35 في المائة من جميع انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم.
وأفاد تقرير حديث للشركة البريطانية، بأن الفحم شكل 38 في المائة من مزيج الطاقة العالمي عام 1998، والمفاجأة أن حصة الفحم في مزيج الوقود بلغت العام الماضي 38 في المائة أيضا، وهو المستوى ذاته قبل 20 عاما، على الرغم من كل المبادرات السياسية وجهود التعاون في الصناعة والابتكارات التكنولوجية، حيث لا يزال العالم يعتمد على النسبة نفسها من الفحم في توليد الكهرباء.
وأشار التقرير إلى أن استبدال الفحم بالغاز في توليد الطاقة بالولايات المتحدة ساعد على خفض الانبعاثات إلى ما كانت عليه في أوائل التسعينيات، لافتا إلى أن الغاز قدم مساهمة كبيرة في خفض هذه الانبعاثات؛ لأنه ينتج نصف مستوى الكربون الذي يصدر عن الفحم عند حرقه لإنتاج الطاقة.
وأوضح أن موارد النفط والغاز وفيرة ومعقولة التكلفة، وهي مهمة حقًا، ولا سيما بالنسبة للاقتصادات النامية، كما تعتبر شريكا مثاليا للطاقة المتجددة، التي هي بطبيعتها متقطعة؛ إذ لا تشرق الشمس دائمًا ولا تهب الرياح دائمًا.
وأشاد التقرير بدور مبادرة النفط والغاز، التي تضم 13 من أكبر شركات الطاقة على مستوى العالم، وتمثل 30 في المائة من إجمالي إنتاج النفط والغاز في تقليل الاعتماد على الفحم، وزيادة الاستثمار في النفط والغاز، مع رفع مستويات الكفاءة، والحد من الانبعاثات.
ونقل التقرير عن بوب دودلي رئيس "بي بي" قوله: "أعتقد أن أحد الطرق الرئيسة لمواجهة التحديات الراهنة المتعددة هو الضغط على الفحم خارج قطاع الطاقة، واستبداله بالطاقة المتجددة والغاز الطبيعي".
إلى ذلك، أوضح لـ "الاقتصادية"، روس كيندي العضو المنتدب لمجموعة "كيو إتش أي" لخدمات الطاقة، أن المكاسب السعرية المتلاحقة للنفط الخام توقفت مؤقتا؛ بسبب نمو المخزونات النفطية الأمريكية بشكل فاق التوقعات المسبقة، لافتا إلى أن وضع المخزونات عادل تأثير المخاطر الجيوسياسية، التي لا تزال تضغط وتحفز في اتجاه الصعود القياسي للأسعار.
وأضاف كيندي أن السوق تشهد حالة من التراجع التدريجي للتوتر؛ بسبب الصراعات الدولية الحالية، وهو ما يعطي السوق فرصة لالتقاط الأنفاس، واستئناف الطريق نحو استعادة كامل التوازن والاستقرار، متوقعا أن يجيء تطبيق العقوبات خلال أيام على إيران، وقد احتاطت السوق جيدا عن طريق زيادة الإمدادات التي تقودها دول "أوبك" بالتعاون مع روسيا وبقية المنتجين من خارج المنظمة.
ومن جانبه، يقول لـ "الاقتصادية"، أندرو موريس مدير شركة بويري للاستشارات الإدارية، إن التفاهمات التي تمت بين "أوبك" والهند أخيرا أعطت رسالة طمأنة للمستهلكين حول استمرار تدفق الإمدادات بالشكل اللازم لتغطية كل احتياجات السوق، كما أن تراجع الأسعار بعد ارتفاع المخزونات بدد كثيرا من القلق لدى المستهلكين على تطورات الأسعار ووضع الإمدادات في السوق.
وأشار موريس إلى أن احتمالات هدوء وتيرة الأسعار قائمة على الرغم من العقوبات المرتقبة، حيث تظهر بيانات لوكالة الطاقة الدولية، أن الإنتاج الأمريكي سيتغلب على فترة الاختناقات الحالية، ويواصل تسجيل زيادات مؤثرة يقدرها البعض بنحو 98 ألف برميل يوميا في الشهرين الحالي والمقبل، وهذه الزيادات المؤثرة التي تفوق كثيرا الشهور السابقة، ستعزز جهود المنتجين في امتصاص تداعيات العقوبات على إيران على السوق النفطية وبخاصة في الشهر المقبل.
ومن ناحيته، يقول لـ "الاقتصادية"، ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، إن الارتفاع الذي حدث في مستوى المخزونات النفطية جاء في إطار طبيعي، وكان من المتوقع أن يكون الارتفاع على نحو أكبر؛ بسبب تأثيرات إعصار مايكل في الولايات المتحدة.
وأشار كروج إلى أن الإعصار أدى إلى إغلاق موانئ، وإضعاف مستوى الصادرات، وإبقاء حجم أكبر من النفط الخام داخل الولايات المتحدة، ما قفز بمستوى المخزونات.
في سياق متصل، هبطت أسعار النفط أمس لما دون 80 دولارا للبرميل، في الوقت الذي تشير فيه زيادة مخزونات الخام الأمريكية للأسبوع الرابع إلى وفرة في الإمدادات، في حين يتلقى الخام دعما من انخفاض صادرات إيران.
وبحسب "رويترز"، انخفض خام القياس العالمي برنت 1.23 سنت إلى 78.81 دولار للبرميل، والخام متراجع بما يزيد على سبعة دولارات من أعلى مستوى منذ 2014 البالغ 86.74 دولار، الذي سجله في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر)، وتراجع الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 98 سنتا إلى 68.78 دولار للبرميل.
وقال أوليفييه جاكوب محلل النفط لدى "بتروماتركس": "المخزونات تتعزز. إنه اتجاه مستمر. أسبوع بعد أسبوع، بدأ الأثر يظهر".
وصعد النفط هذا الأسبوع بفعل مخاوف من انخفاض صادرات النفط الإيرانية بسبب العقوبات الأمريكية.
وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، بأن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي للأسبوع الرابع على التوالي، بينما انخفضت مخزونات البنزين، وتراجعت مخزونات نواتج التقطير.
وارتفعت مخزونات الخام بمقدار 6.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 12 تشرين الأول (أكتوبر)، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى زيادة قدرها 2.2 مليون برميل.
وذكرت إدارة معلومات الطاقة، أن مخزونات النفط في مركز التسليم في كاشينج في ولاية أوكلاهوما ارتفعت 1.8 مليون برميل.
وأظهرت بيانات الإدارة أن استهلاك مصافي التكرير للخام زاد بمقدار 77 ألف برميل يوميا، ولم يطرأ تغير يذكر على معدلات تشغيل المصافي لتستقر عند 88.8 في المائة من الطاقة الإجمالية.
وتراجعت مخزونات البنزين مليوني برميل، بينما توقع المحللون في استطلاع رأي انخفاضا قدره 1.1 مليون برميل.
وهبطت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 827 ألف برميل، في حين كان من المتوقع أن تتراجع 1.3 مليون برميل.
وارتفع صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار مليون برميل يوميا، بينما تراجعت صادرات الخام إلى 1.8 مليون برميل يوميا.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط