ثقافة وفنون

«البيت مع الساعة» محاولة فاشلة لاستنساخ «هاري بوتر»

«البيت مع الساعة» محاولة فاشلة لاستنساخ «هاري بوتر»

«البيت مع الساعة» محاولة فاشلة لاستنساخ «هاري بوتر»

في زمن ليس ببعيد، تسير فيه عقارب الساعة إلى الأمام وتصدح أصوات "تكاتها" في أرجاء المدينة، يأتي أحد الأشخاص محاولاً العودة بعقاربها إلى الوراء، إلى نقطة بداية الكون ونهاية العالم، فتستمر تلك السيمفونية العقاربية في العزف لمدة 105 دقائق في فيلمthe house in a clock on its wall وتنتهي بعد معركة وجود شرسة ذهب ضحيتها الأشرار واستمر الكون بالأخيار.

يجمع بين الفانتازيا والرعب

في إطار من الفانتازيا الممزوجة بالرعب مع نفحات قليلة من الكوميديا انطلق فيلم "البيت مع الساعة على جدرانه" الذي يحكي قصة شاب يتيم يدعى لويس بارنافيلت البالغ من العمر عشر سنوات، يؤدي دوره الطفل أوين فاكارو، ينتقل بعد وفاة والديه في حادث سير للعيش مع عمه جوناثان، يؤدي دوره الممثل جاك بلاك، وصديقته فلورنس، تؤدي دورها الممثلة كيث بلانشت، اللذان يقطنان في منزل من الزمن القوطي، تحوم حوله الشبهات حيث يقع في أعلى القرية، ويحيط مدخله حبات من اليقطين، فعندما دخل لويس شعر بالذهول قليلا لكنه ارتجف لكثرة الساعات الموجودة داخل هذا القصر، ولقد أدى الطفل الدور بكل احترافية، فلقد كان يرتجف عندما يسمع أصواتا غريبة ويبتسم ابتسامة معبرة عندما يفرح، ويطلق العنان لدموعه لتنهمر في جو من الحقيقة البعيدة عن التمثيل، لكنه في نفس الوقت لم يصل إلى احترافية الطفل هاري في سلسلة أفلام هاري بوتر، التي تشبه إلى حد كبير فيلم the house in a clock on its wall.

أفلام العوالم الخفية

تعتبر أفلام العوالم الخفية من أكثر الأفلام التي تجذب صناع السينما في هوليوود، لأنها تستهدف الكبار والصغار على حد سواء، لكن احتواء هذا الفيلم على كثير من الهفوات خفف من ضخامة الإنتاج ونسف كثيرا من الخدع السينمائية والموسيقى التصويرية التي كانت ناجحة إلى حد ما، حيث قام المخرج إيلي روث الذي أخرج من قبل أفلام Knock Knock , hostel, Death Wish بمحاولة تقديم رواية جون بلاريس على هيئة فيلم "هاري بوتر"، لكنه لم يرقَ إلى ذاك المستوى لاحتواء العمل على كثير من الثغرات كان أبرزها الحشو التصويري في بداية الفيلم، حيث كانت هناك مشاهد لا معنى لها جاءت عرضية وهي التي أحبطت المشاهد وأشعرته بالملل.

الحقيقة

يعيش الطفل داخل المنزل وفي داخله خوف رهيب مما يدور في الليل، فجوناثان شخصية غريبة الأطوار يمشي ليلا وفي يده عصا يدق بها على جدران المنزل، ثم يسير إلى غرفة مظلمة ويبدأ بضرب الحائط بالفأس، يرتعب لويس ويقرر الهرب، فما كان من جوناثان وفلورنس إلا إخباره بالحقيقة وهي أن المنزل يحتوي بين جدرانه ساعة مخفية من الممكن أن تنهي العالم إذا ما عادت عقاربها إلى الوراء.

أين هي تلك الساعة السحرية؟

يتحمس لويس لتعلم السحر والإمساك بفنونه، فيبدأ التجول بين الكتب التعليمية الموجودة في القصر، الذي يحوي ديكورات وتصاميم داخلية ظهرت في أفلام سابقة من النوع ذاته، ويستمر في البحث عن المعلومات إلى أن ارتكب خطأ فادحا ذات يوم عندما قرر أن يتوجه مع صديقه في المدرسة يدعى تاربي، الى إحدى المقابر للقيام بخدعة إيقاظ أحد الموتى، وبين اللعب والجد، يظهر لنا الفيلم نجاح لويس في خدعته وأعاد إحياء الساحر الشرير إسحاق إزارد، يؤدي دوره الممثل كيل ماكلاشكلان، وهو الرجل الشرير الذي أراد أن يتسبب في نهاية العالم حتى يتمكن من رؤية ما حدث بعد ذلك، ولقد بنى ساعة سحرية بسحر أسود، لكنه مات قبل أن يتمكن من الانتهاء منها، وأخفاها في منزله حيث يعيش العم جوناثان الآن. عندما يوقظه لويس من الموت عن طريق الخطأ يبدأ الخطر يدق ناقوس العالم، ويجب على لويس وجوناثان إيجاد الساعة قبل فوات الأوان، وقبل أن يصل إليها إسحاق وزوجته سيلينا، تؤدي دورها الممثلة رين ايليس جولدسبيري.
وبعد مشهد ظهور إسحاق الشرير أخذت تتسارع الأحداث بشكل تشويقي، وبدأت مغامرات النجاة، وبطبيعة الحال يتغلب الخير على الشر، لكن كيف سيُخلص الطفل لويس العالم من براثن إسحاق!

التشابه بين لويس وهاري بوتر

على الرغم من أن أحداث هذا الفيلم تسير في عام 1955، إلا أنه مقتبس عن رواية صدرت عام 1973، أي قبل صدور سلسلة هاري بوتر، لكن أوجه التشابه كانت كبيرة، فالطفل لويس يؤدي دورا شبيها بالطفل هاري في فيلم هاري بوتر الذي يدخل عالم السحر لأول مرة، ويعيش مغامرات في تعلمه، كما أن التناغم الذي ظهر بين لويس وعمه جوناثان هي نفسها التي ظهرت في فيلم بوتر حيث كان هناك انسجام قوي بين هاري وهاجريد، ولقد ظهرت شخصية فلورنس مشابهة لشخصية مكجونجال، وكذلك التوتر بين لويس وصديقه تاربي في المدرسة هو نفسه التوتر الذي حصل بين هاري ورون، لذلك نجد الفيلم نسخة مطابقة لفيلم هاري بوتر.

بلانشت بدأت رحلتها مع أحمد زكي

من اللافت أيضا في هذا الفيلم مشاركة النجمة الأسترالية كيت بلانشت "45 عاما" في بطولته، وهي النجمة الشهيرة التي بدأت مسيرتها الفنية عندما ظهرت للمرة الأولى على الشاشة الفضية، في الفيلم المصري "كابوريا" من إخراج خيري بشارة وبطولة الممثل الراحل أحمد زكي، ولعبت دور الكومبارس أمام أحمد زكي، حين كانت تبلغ من العمر 18 عاماً. يذكر أن بلانشت حائزة جائزة الأوسكار مرتين الأولى أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم The Aviator للمخرج مارتين سكورسيزي، والثانية أفضل ممثلة عن فيلم Blue Jasmine مع المخرج العالمي وودي آلان. وهي ثالث ممثلة أسترالية تبرز إلى العالمية في هوليوود بعد نيكول كيدمان وناعومى واتس.

الإخراج ينسف قوة الحبكة

في السياق النصي قدم الفيلم عديدا من الأفكار العميقة، تجسدت في العواطف الجياشة لطفل افتقد والديه ويفعل المستحيل لإعادتهم إليه، كذلك الأمر في النهاية عندما حاول إسحاق أن يقنع فلورنس بضرورة العودة بالزمن إلى الوراء كي لا ترى عائلتها تموت، إلا أنها كانت واقعية ورفضت أن تقضي على العالم من أجل مشاعرها، ولقد برهنت على أن الفرد يستطيع أن يتعايش مع أكبر المصائب حتى ولو كان موت أقرب المقربين، لذلك يحوي الفيلم كثيرا من السياق الدرامي الجيد، لكن طريقة التقديم خففت من ثقل الحبكة.
تصدر فيلم The House With A Clock In Its Walls إيرادات السينما الأمريكية في أسبوعه الأول، محققاً إيرادات عالمية وصلت إلى 29 مليون دولار، وإيرادات أمريكية بلغت 26 مليون دولار، في حين لامس الفيديو التشويقي بعد يوم من عرضه في شهر مارس الفائت مليون مشاهد.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون